بعد مرور 4 سنوات خلف أسوار سجن النساء، لم يعد يشغل بال فاطمة أي شىء بعد أن تمكنت منها الأحزان، بدأت تلك الأوجاع بدخولها السجن، في قضية إيصالات أمانة، ثم طعنة من زوجها ورفيق دربها، بأن طلقها وتزوج من أخرى بعد شهر، ومنذ ذلك الحين لم تر أيا من أولادها الثلاثة، أو تسمع عنهم خبراً.
تروى فاطمة، التي تبلغ من العمر 43 عاما، مأساتها، قائلة: «كنت بشتغل ممرضة في مستشفى بالقليوبية، ومرتبى كان ضعيفً، استلفت 10 آلاف جنيه، وبدأت في بيع الأجهزة الكهربائية بالتقسيط، وتعثرت في السداد لمدة شهرين، فرفع الدائن الإيصالات في المحكمة، وحكم على بـ8 سنوات، قضيت منها 4».
تضيف «فاطمة»: «أخدت نصيبى من الدنيا، بس اللى واجعنى إن أولادى ما بيزورونيش نهائيا، أبوهم مانعهم منى، وهما عايشين في منطقة بعيد عن اللى عايش فيها أهلى، مش بسمع أي خبر عنهم من أي حد».
تستطرد: «جوزى بيشتغل ميكانيكى، وقبل القضية مكانش بيعاملنى وحش، كنت بدخل فلوس البيت من مرتبى في المستشفى ومن تجارتى في الأجهزة الكهربائية، وبيضت الشقة، لكن بعد القضية اتخانق معايا وروحت عند أهلى وأول ما اتحكم على، طلقنى واتجوز على عفشى وفرشتى».
لا يمثل عيد الأم بالنسبة لـ«فاطمة»، سوى ذكرى بسيطة في قلبها: «بنتى كانت بتحوش من مصروفها وتجيبلى هدية، للأسف أنا معرفش حاجة عنها من أربع سنين، والسنة دى هي المفروض في أولى ثانوى».
تقول «فاطمة» إنها قدمت اسمها في كشوف تبرعات الضباط حتى يتم إطلاق سراحها في أقرب وقت، مثلها مثل الكثير من زميلاتها، ترى أن المبلغ لا يستحق أن تقضى بسببه 8 سنوات من عمرها داخل السجن.