x

ياسر أيوب ماجد سامي ودجلة والأموال العامة ياسر أيوب الإثنين 21-03-2016 21:20


فجأة انفجرت مواقع وصحف بعنوان ضخم ومثير يخص مباحث الأموال العامة وماجد سامى.. وأن رجال المباحث اقتحموا، أمس الأول، نادى وادى دجلة للقبض على ماجد سامى المتهم بالاستيلاء على تسعة مليارات جنيه، هي قيمة ما دفعه أعضاء وادى دجلة مقابل الاشتراك والعضوية.. ولست أطلب هنا إلا قليلا من الهدوء والفكر والتأمل.

فالاستيلاء على أموال الناس يعنى بوضوح أن ماجد سامى إما أنه كان يمارس توظيف الأموال وهرب في النهاية بمليارات الناس.. أو أنه النصاب الذي خدع الجميع، وباع لهم الوهم مقابل أموالهم.. والذى جرى في وادى دجلة غير ذلك تماما.. فماجد سامى أسس ناديه الخاص، وبدأ الناس يدفعون له ثمن العضوية في هذا النادى في المعادى أولا، ثم في بقية فروعه الأخرى.

كل منهم دفع المال مقابل عضوية النادى وخدماته الرياضية والاجتماعية.. والنادى موجود بالفعل بمنشآته وملاعبه ولايزال يقدم الخدمات المتفق عليها بين صاحب النادى ومَن دفع ثمن العضوية.

وبالتالى لا معنى هنا لاستيلاء ماجد سامى على أموال الأعضاء.. ثم إن هؤلاء الأعضاء لم يدفعوا أموالهم لمشاركة ماجد سامى في أي مشروع، وإنما فقط للاستمتاع بعضوية وادى دجلة.. ويبقى ماجد سامى حراً في استثمار أمواله كيفما يشاء ما بقى ملتزماً بكل ما تعاقد عليه مع أعضاء وادى دجلة.. ولا أظن أن ماجد سامى أسس وادى دجلة من باب التزام وطنى بالتضحية من أجل مصر.. إنما هو رجل أعمال من حقه الربح ما لم يتجاوز أي قانون، وكان هذا النادى مشروعا استثماريا فيه حقوق لمن دفع المال وواجبات على من أخذ هذا المال.. ومن حق أي عضو في وادى دجلة أن يشكو ماجد سامى ويتهمه بالفساد أو النصب إن لم يجد داخل النادى ما سبق أن تعاقد عليه، واشترى من أجله عضوية هذا النادى.. والمشكلة الحقيقية هنا ليست أموال الأعضاء التي لم يستولِ عليها ماجد سامى، كما تزعم تلك العناوين الصارخة والزاعقة.

إنما هي في فروع وادى دجلة غير المشهرة في وزارة الشباب والرياضة، باستثناء الفرع الرئيسى للنادى في المعادى.. وهى مشكلة لابد من حلها فقط حتى يهدأ الأعضاء في الفروع الأخرى.. علماً بأن الإشهار في حد ذاته ليس ضمانا لأى شىء لو تخيلنا أن ماجد سامى نصاب بالفعل، وهرب بكل أمواله مثلا خارج مصر.. وقتها لن يكون هناك فارق بين عضو دجلة في المعادى وعضو أي فرع آخر لهذا النادى.. إنما الإشهار فقط يضمن حق مشاركة الأعضاء وأبنائهم في أي مسابقات رياضية رسمية على أرض مصر.. ورغم ذلك لابد من مساءلة ماجد سامى عن عدم إشهاره باقى فروع دجلة.. ومحاسبة الذي سمح له بجمع أموال مقابل عضوية أندية غير مشهرة.. ولكن لا داعى لمثل تلك المبالغة، سواء في الاستيلاء على أموال الناس أو جرائم النصب التي تحتاج لتدخل واقتحام مباحث الأموال العامة، وكل هذا الذعر الذي عاشه أعضاء عاديون في أندية وادى دجلة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية