x

زاهي حواس هرم الأقصر الجديد زاهي حواس الإثنين 21-03-2016 21:25


يستحق مستشفى علاج السرطان بالأقصر والذى شارف على الانتهاء من عمارته وتجهيزاته أن نطلق عليه هرم الأقصر الجديد.. هرم بناه أحفاد الفراعنة في قلب الصعيد ليخفف عن أهلنا مشقة السفر للعلاج، وليعطيهم أيضاً الأمل في أن الجنوب لن يعود مهملاً. الأمل كبير أن ينتصر أهل الخير في كل مكان بمصر في معركته ضد مرض السرطان باستكمال بناء هذا الصرح العظيم بمدينة طيبة الجديدة بالأقصر. ولابد من كلمة حق نعرف الناس من خلالها بمفاتيح النجاح التي حولت الحلم إلى واقع ملموس! فيعود الفضل في وضع اللبنة الأولى للمستشفى إلى رجل الأعمال حسين شكرى الذي فقد شريكة حياته بعد صراع مع مرض السرطان، وأبى الرجل الاستسلام لأحزانه، بل حولها إلى طاقة إيجابية بمساعدة الناس على الشفاء من مرض السرطان، وقام بوضع فكرة المستشفى والتبرع للمشروع بالمال، والاتفاق مع مؤسسة الأورمان على تبنى المشروع. ولم يكتف رجل الأعمال حسين شكرى بما فعله بل إنه قام بالتواصل مع أصدقائه من رجال الأعمال بكل بلاد العالم حتى استطاع أن يحصل للمستشفى على تبرع من صديق له بالسويد قيمته 25 مليون جنيه لشراء الأجهزة الحديثة للمستشفى.

وقد لا يعرف كثيرون أن المهندس إبراهيم محلب هو من قام بتخصيص قطعة الأرض للمستشفى كمساهمة من الدولة في هذا المشروع العملاق، حدث ذلك عندما كان محلب لايزال وزيراً للإسكان، وعندما أصبح رئيساً للوزراء قام بمنح المشروع قطعة أرض أكبر. وبالطبع ليس هذا بغريب عن رجل أحبه المصريون بعد أن وثقوا أنه يفعل المستحيل للقضاء على مشاكلهم والتخفيف عنهم. ولايزال محلب يتابع مشروع المستشفى يوماً بعد يوم، ويذهب لمعاينة المشروع على أرض الواقع ليشجع المهندسين والعمال على مواصلة العمل للانتهاء من المشروع وافتتاح المستشفى في أقرب وقت، خاصة أن المقاولون العرب هي من تقوم على تنفيذ المشروع تحت رئاسة ومتابعة شخصية من المهندس محسن صلاح، رئيس المقاولون العرب، ولا ننسى الدور الكبير لمحمد بدر، محافظ الأقصر المحبوب، الذي قام بمد وعمل البنية التحتية اللازمة للمشروع وأزال كل معوقات البيروقراطية المعروفة لكى يصل بالمشروع لبر الأمان.

مستشفى علاج السرطان بالصعيد مشروع ولد عملاقاً بتبرعات المصريين، وقد علمت أن سيدة من أهل الخير تبرعت بكل ثروتها للمستشفى. ومسألة المساهمة المجتمعية ببناء المستشفيات والمدارس بل والمساكن وغيرها ليست موقوفة على مصر أو حتى على البلدان النامية أو الفقيرة فأمريكا تعمل بها آلاف المؤسسات الخيرية، بل إن معظم رجال الأعمال من أصحاب المليارات يقومون بتأسيس الجمعيات الخيرية التي تحمل أسمائهم لكى ينفقوا جزءا من ثرواتهم في أعمال الخير.. ودور التبرعات في بناء المجتمعات لا يمكن الاستهانة به. وقد زرت المستشفى مرتين في المرة الأولى رأيت أساسها يرتفع من الأرض، وفى الثانية كانت عمارتها قد قاربت على الانتهاء، ولايزال هذا المشروع في حاجة إلى المال لكى يخرج إلى النور. وقد قمت مؤخراً بتسجيل دعوة للتبرع في صورة إعلان للمستشفى الذي سيكون له دور عظيم ليس فقط في علاج مرضى السرطان ولكن أيضا في نشر الثقافة الطبية والتوعية المبكرة والوقاية من الأمراض السرطانية. نفتخر نحن المصريين بوجود الهرم الشمالى وهو مستشفى 57357، وقريباً نحتفل بافتتاح الهرم الجنوبى.. مستشفى علاج السرطان بالصعيد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية