«ربنا كرمنى في أولادى، وكرمنى في آخر أيامى بتكريم الرئيس ومصر كلها لى كأم مثالية»، بهذه الكلمات البسيطة عبرت الحاجة فاطمة متولى على الهجرسى، 64 سنة، من قرية المقاطعة، مركز السنبلاوين، عن سعادتها باختيارها الأم المثالية الأولى على مستوى محافظة الدقهلية، ولقائها بالرئيس عبدالفتاح السيسى في القصر الجمهورى لتكريمها على قصة كفاحها في رعاية زوجها الكفيف، وتربية وتعليم خمسة أبناء حتى حصلوا على أعلى الدرجات العلمية.
وقالت لـ«المصرى اليوم»: «زوجى كان عاملا وتزوجنا منذ 45 عاما، وبعد زواجنا حصل على وظيفة عامل بهيئة الطرق والكبارى، وكان يتقاضى وقتها 33 جنيهاً في الشهر، وربنا رزقنا بخمسة أولاد، ثلاثة صبيان وبنتين، وكان والد زوجى يعيش معنا بمنزلنا، وكنت حريصة على تربية أولادى وتعليمهم، فجأة ونتيجة لخطأ طبى أصيب زوجى بالعمى الكلى سنة 1996، وقرر يستمر في العمل رغم إعاقته حتى لا يحرمنا من راتبه الضئيل، فقررت فتح محل فول وطعمية في البيت علشان أصرف على أولادى وأرعى زوجى ووالده».
وأضافت: «خرج زوجى على المعاش، وكان يتقاضى 130 جنيهاً فقط، فزاد الحمل علينا، خصوصا مع دخول الأولاد مراحل التعليم المختلفة، وكانت كل أمنيتى إنى أعلمهم أحسن تعليم، وكنت أقولهم دايما مش هنقدر نترك لكم ميراث لكن لازم نترككم متسلحين بالعلم، وربنا كرمنى في أولادى ووصلوا لشهادات كبيرة، ولادى ماسابوناش وهم اللى بيساعدونا دلوقتى وكلهم فيهم خير لأهلهم».
وعن تكريمها كأم مثالية قالت: «الحمد لله، دى حاجة عمرى ما توقعتها ولا حلمت بيها، لأنى كنت بأؤدى واجبى، لكن ابنتى أسماء هي وزوجها قدموا من ورايا وفوجئت باتصال من الشؤون الاجتماعية يقولوا لى أنتى الأم المثالية عن محافظة الدقهلية، فلم أتمالك أعصابى وقعدت أبكى وأقول الحمد لله».
وأضافت «أنا بشكر ربنا، وبشكر أولادى لأنهم سبب لقائى بالرئيس، كان متواضعا ومهتما بكل الأمهات».
وقال زوجها، أحمد عبدالخالق حسن، 71 سنة: «أنا سعيد بتكريم شريكة حياتى لأنها تستحق، فهى صابرة ومؤمنة، وشالت البيت وأحسنت تربية أولادنا، وعمرها ما حسستنى إنى أعمى، كنت بشوف كل حاجة بعينيها».