سادت حالة من الغضب جماهير الأهلى القليلة التى حضرت اللقاء، وطالبت بالانسحاب من البطولات الأفريقية اعتراضاً على الظلم التحكيمى.
ولم تكن الأحداث خارج الملعب أقل عصبية عنها فى الملعب، فبمجرد انطلاق صافرة النهاية دخل حسام البدرى، المدير الفنى للأهلى، فى مشادة كلامية مع فوزى البنزرتى، المدير الفنى للترجى، اعتراضاً على إشارته الخارجة فى وجوه لاعبى الأهلى، فتوجه إليه البدرى قائلاً: «عيب عليك مايصحش تصدر منك مثل هذه التصرفات». فيما حرص هادى خشبة، مدير الكرة، عقب إطلاق الحكم صافرة النهاية على التوجه للاعبين وحثهم على سرعة الدخول إلى غرفة الملابس وعدم الاحتكاك بلاعبى الترجى والاستجابة لاستفزازات الجماهير، وصب اللاعبون جام غضبهم على الغانى لامبيتى، حكم المباراة، واتهموه بتقاضى الرشوة لإفساد اللقاء وتحجيم أدائهم بقراراته الخاطئة وتجاهل أخطاء المنافس، وهو ما جعلهم يخرجون عن أجواء اللقاء.
ودخل حسام غالى فى نوبة بكاء هيستيرية عقب اللقاء، فيما أخذ وائل جمعة يردد: «هو لسه فاضل فى أفريقيا كده.. الأهلى خرج بالتحكيم مش بمستوى لاعبيه»، فيما دخل فضل فى مشادة وهو فى طريقه إلى غرفة خلع الملابس مع رجال الأمن، وقال: «إنتوا فاكرين الفوز بمجهودكم.. إنتم فزتم بالتحكيم الظالم، وربنا مش هيكرمكم فى النهائى»، فيما التزم محمد بركات الصمت على غير عادته لشعوره بالذنب لطرده وخسارة الفريق لجهوده، وقال: «على مدار تاريخى مفيش حكم استفزنى بهذا الشكل»، وأخذ محمد يوسف، المدرب المساعد يردد: «الحكم باع المباراة».
وحرص محمود الخطيب، رئيس البعثة، يرافقه الدرندلى ومرتجى، عضوا مجلس الإدارة، على النزول إلى غرفة خلع الملابس، وقال له اللاعبون: «شفت يا كابتن، التحكيم عمل فينا إيه»، وطالبهم الخطيب بالهدوء وضبط النفس وحمّل الحكم مسؤولية الخسارة، وكان الخطيب أثناء المباراة قد أصيب بحالة من التوتر الشديد بعد طرد بركات، وحرص طاهر أبوزيد والسفير أحمد إسماعيل على تهدئته بعد أن احمر وجهه بشدة خوفاً من إصابته بأزمة صحية.
ولم تكن أحداث المؤتمر الصحفى أقل سخونة أيضاً، فبمجرد أن قال البدرى فى بداية حديثه بالمؤتمر إنه رغم انتمائه وولائه الشديد لمصر، إلا أنه لا يفخر بولائه وانتمائه لأفريقيا بسبب الصورة السيئة التى أظهرها الغانى لامبيتى للتحكيم الأفريقى باحتسابه هدفاً غير صحيح وقرارات خاطئة انعكست بالسلب على لاعبى الفريق، إلا وعبر الصحفيون التونسيون عن غضبهم وانفعلوا بشدة، وعلق بعضهم رداً على المدير الفنى: «المشهد تكرر فى القاهرة وفضل أحرز الهدف بيده»، فردّ البدرى: «إن مباراة القاهرة انتهت بهدفين مقابل هدف نتيجة جهد الأهلى الذى كان الأفضل وليس بالتحكيم»، وأضاف أن الترجى لا يستحق الصعود، وقبل أن يكمل كلامه تعرض لهجوم عاصف وغادر المؤتمر. ودخل عدد من الصحفيين المصريين فى مشادات مع نظرائهم التونسيين، وتدخل الأمن سريعاً وتم احتواء الأزمة وغادر الوفد الإعلامى المصرى المؤتمر وسط حراسة أمنية مشددة، وتأخر تحرك أتوبيس اللاعبين لأكثر من ساعة وعشرين دقيقة عقب انتهاء اللقاء.
وبعد وصول اللاعبين إلى الفندق رفضوا الحديث وتوجهوا مباشرة إلى غرفهم ورفض بعضهم النزول لتناول وجبة العشاء ولم يغادروا الغرف إلا إلى المطار.
■ حسن حمدى، رئيس النادى الأهلى، أول من أجرى اتصالاً هاتفياً بحسام البدرى، المدير الفنى، وأكد أن الفريق لعب فى ظروف صعبة نتيجة الإرهاب التحكيمى.
■ عقب إطلاق حكم اللقاء صافرة النهاية قامت بعض الجماهير بإلقاء زجاجات المياه الفارغة، وقد شهد اللقاء بعض المشادات الخفيفة بين الجماهير بعد إشعال الألتراس الأهلاوى الشماريخ فى الملعب.
■ وسائل الإعلام التونسية انتقدت حسام البدرى بشدة على انفعاله أثناء المؤتمر الصحفى وطالبته بعدم تعليق خسارته على التحكيم، واكتفى فوزى البنزرتى فى مداخلة للإذاعة التونسية بمطالبة البدرى بمشاهدة شريط اللقاء بدلاً من الحديث عن التحكيم.
■ مشجع جزائرى نزل إلى أرض الملعب حاملاً علم بلاده وأخذ يطوف الملعب وقام رجال الأمن بإبعاده.
■ طاهر أبوزيد، نجم الأهلى السابق، الذى حضر المباراة بصحبة مجلس إدارة الأهلى، أكد أن أداء الفريقين يعد إساءة لكرة القدم المصرية والتونسية ويعكس حالة الكرة العربية بصفة عامة، وقال: «كلا الفريقين يستحق (صفر) وجميع اللاعبين باستثناء الدراجى لم يكونوا فى مستواهم»، وحمّل حكم المباراة جزءاً كبيراً من المسؤولية بظلمه للأهلى، وهو ما تسبب فى أن يغلب الطابع العصبى على اللقاء، وقال: «ما تميز به الترجى هو الإصرار عكس لاعبى الأهلى الذين خرجوا عن شعورهم»، مشيراً إلى أن خروج بركات أنهى أحلام الأهلى، وأن الكرة الوحيدة الخطيرة كانت الضربة الحرة المباشرة لأبوتريكة التى سددها أرضية ضعيفة.