لم يتحرك هؤلاء بدافع من عقيدة أو نبل وطنى، بل كانوا يبحثون عن استدامة مصالحهم واستمرار سطوتهم ونفوذهم بغض النظر عن شخص القائد أو خلفيته الفكرية أو العقائدية أو السياسية، فاللحاق بالجماهير الهادرة فى يونيو ضد سلطة الحكم الدينى كان مجرد إنفاذ لسيناريو أرادوه بعد تنحى المخلوع أملا فى استعادة المجد القديم.
«1» ثمة فارق بين الوصول إلى السلطة والحفاظ عليها.
«2» يفكر الداعمون خاصة من نخبة النظام القديم ليس فى مقدار ما سيحصلون عليه اليوم من القائد الجديد بل على ما يستطيعون توقعه فى المستقبل.
«3» «حتى بعد أن يقبض الحاكم الجديد على السلطة ويتصور أنه يتحكم فى مكابحها ويتمتع بمزاياها فإن هناك آخرين يتربصون به ويطمحون إلى منصبه».
«4» ينسى الحاكم أن سنده هو الحرية التى كانت خيار هؤلاء الحكام الصالحين الذين أدركوا أن الشعوب جاءت بهم للرشد وليس الاستبداد ولذلك فإن أكثر 20 دولة ثراء فى العالم هى ديمقراطيات.
«5» العشاء الأخير: أبناء التنظيم سواء فى المؤسسات أو الإعلام يجتمعون على مائدة عامرة وكبيرهم يتجول بين الفضائيات فى محاولة للخروج من أزمة «سب النبى»، يتطور الأمر ويخرج عن السيطرة فلم يفلح دعم شبكة المؤيدين داخل الدولة أن يعيد الأمور إلى نصابها.
«6» منبر «الصدأ» الفلولى يخصص حلقات أحد برامجه على مدار أيام للدفاع عن الوزير المقال ويهاجم السيسى ويدافع عن الدستور الذى يزدريه دوما، ويصف قرار الإقالة بأنه «يوم حزين على العدالة المصرية» بل ويعلن مقدمه أمام المشاهدين أن تليفونه «متراقب» وليستطيع الكثيرون- منهم مسؤولون- التواصل معه بعدما حدث مع كبيرهم «واصطفت معه أصوات أخرى فى منابر المرتزقة..!
«7» يبحث «الفل» دائما عن المكافآت فإن لم يجدها فإنه ينقلب، فعندما يطلب منه أن يدفع أو يضحى فإنه يحنث بالقسم للقائد الجديد ويقلب فى أوراق الماضى ويتنهد قائلا: «فين أيامك يا أبوعلا» حتى لو توفرت الحماية بالقربى..!
«8» المغازلات القادمة من خارج الحدود أقوى بكثير من عسل وعود القيادة الجديدة والظهور فى المناسبات الرسمية والالتحاق بالرحلات الرئاسية..!
«9» الفلول ديانة لديها مريدون فى المؤسسات والبرلمان والريف والحضر.. إنها تعبير عن دولة الفساد القديمة التى استأثرت بموارد وفرص هذه البلاد لسنوات واستعادت بريقها ثانية «البرلمان نموذجا» ولا ترى فى المستقبل سواها، حتى وإن أظهرت عكس ما تبطن فلا تبتغى الخير العام، بل تتخفى وراءه وتتسلح كذبا بشعارات الوطنية والرغبة فى الاستقرار، فهناك فارق بين التصريحات الانتهازية والمعتقدات الحقة..!
«10» تظهر المخاطر عندما يلجأ أى حكم إلى نسيان أن نخبة الحكم القديمة هى العدو المحتمل مهما أظهرت، لأنها ضد التغيير- إن كانت هناك نوايا للتغيير- فهى لا تهتم سوى بمكتسباتها التى لا يجب أن تمس، ومن ثم تلوح بوادر الاختلاف عندما يأخذ مزاياها آخرون، سواء مؤسسة أو ائتلاف أو جماعات أخرى.
«11» الوزير المقال هو ترجمة للمعتمر على شواطئ الخليج فى قواميس الفلول، فالمعانى واحدة حتى وإن اختلفت الأسماء.. اختبار القوة سيستمر طوال شهور مقبلة فقد كتب القدر على هذه البلاد أن يطمع فيها الثعالب.
«12» الفلول يتحركون فى إطار لحظة انكشاف تسببت فيها أخطاء شهور مضت.
«13» لن يجد السيسى فى وقت ما سوى المختلفين معه ليدافعوا عن استقرار البلاد فى مواجهة هؤلاء المرتزقة الذين ينتظرون المخلص القادم من العمرة الطويلة..!