كُرِّمت الفنانة منة شلبى فى حفل افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، كما عُرِض فيلمها «نوارة» لأول مرة فى مصر بعد عرضه الأول فى دبى، حيث فازت بجائزة أفضل ممثلة.. عن تكريمها وتجربة الفيلم الذى يستعرض المجتمع المصرى منذ ثورة 25 يناير وتنحِّى مبارك كان هذا الحوار.
■ بدايةً.. كيف ترين تكريمك فى حفل افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان الأقصر؟
- كنت سعيدة جداً، واعتبرتها رسالة خفية مليئة بالمشاعر والحب والاحترام من القائمين على المهرجان، الحقيقة كنت دائماً أرفض فكرة التكريم، لأننى من وجهة نظرى لم أقدم ما أستحق التكريم عليه، وهناك أسماء أكبر منى قامة وقيمة تستحق أن تقف مكانى، نعم اجتهدت وأبحث دائماً عن الاختلاف وتطوير أدائى، لكن كلمة «التكريم» مرتبطة لدينا بجملة «عن مجمل أعماله»، وحينما تحدث إلىَّ سيد فؤاد، رئيس المهرجان، قال لى «إحنا عاوزين نكرّمك على جائزة مهرجان دبى»، واعتبرتها مجاملة رقيقة دعمتنى نفسياً وفنياً لتقديم الأفضل، وأن أكون دائماً فى صفوف كبار النجوم.
■ كيف استقبلت ردود فعل الجمهور حينما عُرِض «نوارة»؟
- كنت حريصة على حضور العرض رغم أننى مجهدة جداً، وأفضل دائماً أن ألمس ردود الفعل بشكل مباشر ومدى تفاعل الجمهور مع الأحداث، والحمد لله راضية تماماً عن ردود الفعل، وبكم الجمهور الذى حرص على متابعته حتى نهايته وحضور الندوة التى أعقبته، وأعتبر الفيلم جزءاً من «روحى»، الناس «مصدقاه» أو لا، وهو أول عرض فى مصر وهو الأهم بالنسبة لى.
■ لماذا قلت إنك تعتبرينه التجربة الأهم فى مشوارك؟
- بالفعل فخورة بتقديمه وسط 29 فيلماً شاركتُ فيها، وحينما أرسلت لى المخرجة هالة خليل السيناريو قرأته فى ساعتين، واتصلت بها على الفور وأبلغتها بأننى متحمسة جداً، لأنه شيق ومعانيه عميقة، والسيناريو إنسانى يتحدث عن التأثير النفسى على الشعب عقب ربيع 2011 وفترة التنحى، والقبض على رجال الأعمال ومحاكمة الرموز السابقين، ويرصد صورة للفقراء والأغنياء فى هذا التوقيت بشكل حياتى بعيداً عن الصراخ والضجيج، محايد وله وجهة نظر عميقة ومحترمة تتناول معظم الآراء، قضيته تنحاز للإنسان والبشر بعيداً عن أى اتجاه أو موقف سياسى، وهنا كان جمال السيناريو حينما قرأته.
■ أين كانت صعوبة شخصية «نوارة» وكيف تأثرتِ بها؟
- صعوبتها كانت فى الحفاظ على الإطار العام للشخصية، ونمط الكاركتر، وطبقة صوتها ونظراتها ولغة عينيها، واعتبرت ذلك هو الرهان الأساسى لنجاحها، وأنا بطبعى شخصية غير شريرة لكنى لست فى طيبة نوارة، لأنها صاحبة تحمُّل وجلد تعلمت منها الكثير، فعلى الرغم من تحملها مسؤولية كل من حولها (جدتها وخطيبها ووالده المريض والمنزل الذى تعمل فيه خادمة) فإنها دائماً مبتسمة، وهى لا تمتلك إمكانيات حياتية، وحينما نزلنا «الحطابة» وجدنا أناساً بشوشة وجميلة وراضية برزقها ولديها الابتسامة والحب، تؤمن أن القادم أفضل، وهى روح غير موجودة لدى الكثيرين، لذلك أقول إن نوارة لم ترهقنى بقدر ما ساعدتنى نفسياً على الإيمان بالرضا وعلى ضرورة أن أنظر للأمور فى إطار واسع وبتفاؤل.
■ وماذا عن المشهد الأصعب فى الفيلم؟
- الجزء الأخير بالكامل من الفيلم كان الأصعب، خاصة مشهد النهاية.
■ دورة مهرجان الأقصر تشهد عرض أكثر من فيلم مصرى كيف ترين ذلك؟
- هو دليل على أن السينما تشهد تطوراً نوعياً وفكرياً، وهناك أكثر من مشروع ينبئ بنهضة العام المقبل، بتقديم أفلام محترمة تخاطب فئات متنوعة من الجماهير، وأتمنى أن تنجح فى جذب المزيد ممن اتجهوا لمشاهدة الأفلام الأجنبية، وستكون أعمالاً تمزج بين الجماهيرية والإبداع، تحقق إيرادات ويمكنها أن تنقل صورة مهمة للسينما المصرية عالمياً، منها «يوم للستات» للمخرجة كاملة أبوذكرى، بطولة وإنتاج إلهام شاهين ومعها نيللى كريم وناهد السباعى ومحمود حميدة وفاروق الفيشاوى وإياد نصار، إضافة إلى فيلم «اشتباك» للمخرج محمد دياب ومعه نيللى كريم وعدد من الوجوه الشابة، وهو مخرج متميز نجح فيلمه «678» فى تحقيق أعلى إيرادات لفيلم غير فرنسى فى تاريخ السينما الفرنسية عند عرضة هناك، ومن وجهة نظرى فإن مشكلة السينما حالياً فى قلة الكُتَّاب المتميزين، لدينا وفرة فى المخرجين والفنيين ومديرى التصوير.
■ وماذا عن فيلم «الماء والخضرة والوجه الحسن» مع المخرج يسرى نصر الله؟
- أتعاون خلاله مع يسرى نصرالله، وهو مخرج مميز، وأعتبره إنساناً استثنائياً فخورة بصداقته، وهو يحب ويحترم الممثل «بتاعه»، أجسد خلاله شخصية «كريمة»، عمل مختلف لأنها فلاحة، لها طريقة معينة وكاركتر مميز، ودائماً لا أتردد فى قبول أى عمل ليسرى نصرالله.
■ ما سبب تأجيل مسلسلك «واحة الغروب»؟
- أعتبر نفسى محظوظة بدخول مدرسة كاملة أبوذكرى، وقدمت معها أحد أهم أدوارى فى السينما فى فيلم «عن العشق والهوى»، وهى كانت من أوائل من دعمونى وعلمونى الكثير فى هذه المهنة، بدءاً من فيلم «الساحر» لأنها كانت مساعدة المخرج رضوان الكاشف، إنسانة بديعة، وعلى المستوى الفنى هى مخرجة كبيرة، اتصلت بى وعرضت علىَّ الشخصية وقالت لى «شايفاكى فى الدور»، ولم أتردد لحظة حتى أقبله، وبدأت التحضيرات على أن يكون فى رمضان 2016، وكان العمل يحتاج تحضيرات لأننا نتناول عصر 1800، إضافة إلى أن دورى يحتاج لمعايشة ومذاكرة قوية، ولهذا كنت مع قرار تأجيله حتى يخرج بشكل جيد على أن يكون فى رمضان 2017.
■ كيف تقيِّمين نجاحك فى مسلسل «حارة اليهود»؟
- المسلسل تجربة مهمة، استفدت منها الكثير بالتعاون مع فنانين عظماء منهم هالة صدقى التى أعشقها على المستوى الشخصى، على الرغم من أننا لم تجمعنا مشاهد لكنى أعتبرها «وش السعد» بالنسبة لى، وكذلك تشرفت بالوقوف أمام أحمد كمال وصفاء الطوخى وسلوى محمد على، وأصعب ما فى التجربة أننى فقدت الأستاذ الكبير سامى العدل المقرب إلى قلبى «الله يرحمه».
■ ما سبب ابتعاد منة شلبى لفترات؟
- لأننى لا أحب العمل إلا وأنا فى حالة صفاء ذهنى، وأبتعد حينما أجد نفسى غير قادرة على تقديم ما هو مميز وجديد، احتراماً للجمهور الذى أقدره جداً، وعلى الممثل ألا يخرج للجمهور ليبرز مشاكله، إضافة إلى أننى لا أقبل أدواراً غير جيدة وأبحث دائماً عن سيناريو جيد.
■ شيرين عبدالوهاب صديقتك المقربة هل كنت تعلمين بقرار اعتزالها؟
- لا أعلم ما وراء هذا الخبر وفوجئت به، وحسب معلوماتى أن ما عاشته شيرين كان موقفاً عرضياً سيتم تجاوزه وستعود لعملها وحفلاتها وجمهورها، ولكنى تألمت بسبب ما نشر حول أنها تبحث عن «شو» فهذا كلام غير مقبول، لأنها نجمة وتمثل مصر عالمياً، من الممكن أن يكون القرار خاطئاً، لكن عيب ما يقال من أنها تبحث عن شهرة أو غيره.