اليوم 21 مارس ليس فقط عيد الأم، وإنما أيضاً عيد نوروز، أو عيد الزهور مع بداية فصل الربيع، وبداية السنة الكردية، كما أنه يوم الشعر العالمى، ويوم مولد الشاعر السورى نزار قبانى (1923-1998).
نوروز كلمة كردية تعنى «اليوم الجديد»، واليوم بداية السنة 2628 كردية، وهو يوم تأسيس الدولة الكردية الأولى عام 612 قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام.
يحتفل الشعب الكردى «40 مليون إنسان» بالسنة الجديدة، وهو موزع بين إيران والعراق وسوريا وتركيا، وفى عشرات من دول العالم، وبطله القومى عبدالله أوجلان، أو مانديلا الأكراد، فى سجون تركيا منذ 17 سنة، ويتمتع الأكراد فى العراق بالحكم الذاتى على أرضهم التاريخية فى «كردستان العراق»، ولكنهم يعانون بدرجات متفاوتة فى سوريا وتركيا وإيران، إنهم شعب كامل متكامل له تاريخه ولغته وشعره وأدبه وفكره وموسيقاه ولوحاته وتماثيله ومسرحياته وأفلامه، وله تقاليده الاجتماعية وأزياؤه وألوانه، وعدد أفراده يعادل عدد أفراد عشرات الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة، ومع ذلك فالدول الكبرى التى تحكم العالم ترفض وجود دولة كردية مستقلة لدوافع وأغراض تُعلى من المصالح السياسية على حساب القيم الإنسانية.
وعندما كنتُ رئيساً لمهرجان القاهرة السينمائى عام 2014، أو بالأحرى رئيساً لمجلس إدارته، اقترحت أن تكون «السينما الكردية» ضيف الشرف، ووافق مجلس الإدارة، وبدأ الإعداد للبرنامج، ولكن تمّ حل المجلس، وتشكّلت اللجنة العليا للمهرجان برئاسة وزير الثقافة جابر عصفور، ورفضت أن تكون السينما الكردية ضيف الشرف، وذلك على أساس المحافظة على الوحدة الوطنية للعراق!
ولم يكن قرار اللجنة غريباً، وأغلب الأعضاء، بمن فيهم الوزير، من القوميين العرب الذين يرون أن الوحدة الوطنية تُفرض بالقوة، وليست نتيجة طبيعية بمثابة مكافأة للشعب الذى يقبل التعايش بين كل طوائفه.
والتوافق مدهش بين أن يكون 21 مارس يوم الشعر العالمى ويوم مولد نزار قبانى، وهو من عظماء الشعر العربى فى القرن العشرين الميلادى، وقد احتفلت الشاعرة المصرية المبدعة منى حلمى بذلك التوافق فى عدد الثلاثاء الماضى من جريدة «القاهرة»، ونشرت قصيدة جديدة رائعة من قصائدها قالت فيها:
فى الحادى والعشرين من آذار
ثارت الأرض على ركود الشتاء
فكان ميلاد الربيع
وميلاد نزار
■ ■ ■
ماذا سيفعل الكون
والطفل المولود
جامح كالإعصار
له رقة الأزهار