هذا ليس وقت الحساب، هذا وقت الثأر، دماء الشهداء لن تذهب هدراً، كفوا ألسنتكم عن قواتكم الباسلة فى أتون الحرب فى سيناء، فليكف المرجفون عن القيل والقال والفسفسة والتغريد، حديث التقصير يكسر القلب، ويثبط الهمة، لا يستقيم وطنيا فى قلب المعركة ودماء الشهداء ساخنة!
كل من يجلس فى الفَسحَة يمدد رجليه فى وجوهنا ويفتى فى خطط المعركة واستراتيجيات الحرب وطريقة عمل الكمائن وكيفية توزيع الارتكازات الأمنية، وخبر حرب الصحراء وقاتل فى جيش «مونتجمرى» فى الحرب العالمية الثانية وكأنه عسكر فى المعسكر!
البلد تحولت كلها إلى محللين عسكريين، وبدلا من شحذ الهمم وإعلان الحداد والتئام الصف هناك من يغرد شامتاً فى دماء شبابه، كل منهم يتمنى النصر أو الشهادة، وقد نالها، والنصر لمصر وإن غداً لناظره قريب، وما النصر إلا من عند الله، كفوا ألسنتكم عن الشهداء، احتسبوهم عند الله، وثقوا فى جيشكم الذى يخوض معركة التحرير الثانية.
عملية «حق الشهيد» ليست نزهة خلوية، ثمنها دماء، وليست حرباً نظامية، هى حرب عصابات، جماعات الإرهاب فى سيناء تدعمها دول وأجهزة استخبارات، الجيش المصرى يخوض معركة المصير، وهدفهم هزيمة الجيش معنوياً، ويتخفون فى سطور مخاتلة مجرمة، هدفها هز ثقة الشعب فى جيشه، كسر الصخرة التى يقف عليها الجيش المصرى.
ستتتالى عليكم مقالات المرجفين فاحذروها، مقالات باكية متألمة، والله يرحمهم، وتخفى فى سطورها سُماً زعافاً، كما استهدفوا «جيش العبور» فى عام الضباب 1972 بمقالات تكسر المجاديف فى أيدى الجنود، سيمطرونكم بمقالات محبطة تستهدف قادة الجيش والشرطة، فى استهداف لا تخطئه عين للقائد الأعلى للقوات المسلحة، وقادة الحرب فى سيناء.
العملية الخسيسة فى كمين «الصفا» خططت بليل لتفسد ذكرى تحرير «طابا» ليست عفوية ولا سقطت « قذيفة الهاون» إذ صدفة، أو رمية بغير رامٍ، عملية مخططة بعناية، وسيدفعون ثمنها إن عاجلاً أم آجلاً، وكلنا ثقة فى جيش العبور أن يكرر نصره الفريد، ومهما عظمت التضحيات، فأرض سيناء طوال تاريخها ترتوى بالدماء الزكية.
احذروا نغمة نشاز، حذار من العزف الآتى من الفضاء الإلكترونى، ستتعدد التحليلات، وستترى المقالات، وأحاديث الفضائيات عن سير العمليات، وكفاءة الخطط، ونجاعة الضربات، واعلموا أن هذه هى الحرب النفسية التى يشنها هؤلاء على نفسية الشعب الصابر، يفقدونهم الثقة فى جيشهم البطل، ويوجهون سهامهم المسمومة إلى قيادة العمليات فى سيناء، وسيصمونها بكل نقيصة فى أنفسهم لفسخ لُحمة العلاقة الفريدة بين الشعب وجيشه فى سيناء.
احزنوا على الشهداء، وشيعوهم فخورين، ولكن لا تجزعوا من سير العمليات فى سيناء، كل فجر هناك نصر جديد، كل ليل بعده صباح، ما يجرى فى سيناء واحدة من المعارك التى تخشاها جيوش المنطقة، إلا الجيش المصرى البطل الذى تصدى لهذه الجماعات الإرهابية التى مُوِّلت جيدا، وتسلحت فى عام حكم الإخوان، وتذكروا مقولة الإرهابى محمد البلتاجى جيدا، وهو يعلق وقف العمليات على إعادة الجاسوس إلى الحكم، ولا تغفلوا أن وتيرة العمليات استعرت متواكبة مع حديث المصالحة الذى يقوم عليه العراب الأمريكى سعد الدين إبراهيم لصالح الإخوان وبإيعاز من الأمريكان.
جنازة وسيشبعون فيها لطماً، يقتلون الشهيد ويمشون فى جنازته باكين، ستحفل وسائل الإعلام برسائل مسمومة، وكتابات مفخخة، وبتحليلات مجرمة، هدفها الوحيد تسييد روح الانهزامية والفشل والإحباط، مما يجرى فى سيناء، وستطل علينا وجوه كالحة بحديث المصالحة حقناً للدماء، وهو حديث الإفك، قد يجد سبيله إلى بعض النفوس الضعيفة، فى محاولة حثيثة لاختراق الصف المناهض لعودة الإخوان، يتشوقون للعودة على الأشلاء، يخوضون فى بحر من الدماء.. فاحذروهم.
عسكر فى المعسكر!