x

«البابا» يتبرأ من «رهبان وادى الريان»: «صبرت عليهم لأقصى درجة»

السبت 19-03-2016 23:36 | كتب: عماد خليل, محمد فرغلى |
عدد من الرهبان أمام الدير عدد من الرهبان أمام الدير تصوير : تحسين بكر

كشف مصدر كنسى أن لجنة الأديرة بالمجمع المقدس اجتمعت، السبت، برئاسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، لبحث أزمة دير وادى الريان فى الفيوم، بعد رفض الرهبان للاتفاق الأخير الذى رعاه الأنبا أرميا، الأسقف العام للكنيسة، والمهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية.

وكان رهبان الدير منعوا شركة المقاولون العرب المسؤولة عن شق طريق «الفيوم- الواحات» وحرق أحدهم (لودر) مملوكا للشركة، كما قام الرهبان ببناء سور حول بعض الأراضى لعرقلة المشروع.

وقال المصدر إن البابا غاضب بسبب رفض الرهبان للاتفاق الذى جعل عيون المياه ضمن أراضى الدير ويقنن وضعه، دون إلحاق أضرار بالموجودين فيه، وصف الاتفاق بـ«الجيد جداً»، وأكد تبرؤ الكنيسة من الرهبان.

اللودر المحترق

وتابع المصدر أن البابا كرر كلامه فى مؤتمر المغتربين بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، الجمعة، حيث قال: «أعتز بديرى وإخوتى الرهبان لكن عندما أجد خطأً فى طريق الرهبنة أو الأديرة لا يصح أن أسكت عليه، وأنا بحكم منصبى، الرئيس الأعلى للأديرة والرهبنة، وعندما بدأت مشكلة منطقة وادى الريان، بأن ناس اشتغلوا بدون معرفة الكنيسة برغم ادعائهم علمها واستولوا على أرض ليست ملكهم، والشواهد على ذلك كثيرة، فهل هذه الأمور تناسب تصرفات رهبان، والرهبنة يقال عنها الفقر الاختيارى».

ونقل عن البابا قوله: «المساحة التى وضع الرهبان أيديهم عليها 13 ألف فدان، ومساحة دير السريان الأثرى فدان وربع فقط، وكذلك الأنبا بيشوى، وبعد ذلك تم إنشاء سور وفصل عيون المياه الموجودة».

وتابع البابا: «إنهم يدعون أن هذا دير، وهو ليس ديرا ملك لله وليس تابعا للكنيسة، وعندما استدعى المسؤول وهو راهب له أكثر من 40 سنة فى الرهبنة وأقول له: (اجعل المكان يعيش فى سلام) يرد على أعجب رد: (أنا لا أسمع غير كلام المسيح) وبذلك فهم خرجوا عن نطاق الكنيسة ونطاق الدولة وفى هذه الحالة يبقى الدولة تتصرف معاهم».

وقال: «رفض هؤلاء الرهبان كل الحلول وأنا شخصياً صبرت عليهم إلى أقصى درجة، فهذه الأزمة بدأت فى أكتوبر 2014 وانتهت فى مارس 2016، هذا المكان ليس ديرا والساكنون فيه ليسوا رهبانا حتى لو لبسوا الزى الرهبانى»، محذراً الأقباط من زيارة المكان أو التبرع له».

وأضاف البابا: «أوجه كلامى للجميع، كل مكان الكنيسة لم تعترف به أو يكون به ملحوظات على مكانه، لا يصح زيارته بأى صورة من الصور، ولا التواجد فيه ويكفى أن المكان مبنى على كسر الطاعة».

وقال المصدر إن الراهب اليشع المقارى سبق أن أرسل خطابا لرهبان الدير للسماح بشق الطريق وقبول الاتفاق الأخير، لكن عناد بعض الرهبان منعهم من الاستماع لمدبرهم الروحى، وهناك خطوات للاعتراف بالدير وهى أولاً وجود تجمع رهبانى ووجود مدبر روحى ومستندات تثبت ملكية الأرض المقام عليها الدير، وبعد ذلك تقوم لجنة الأديرة والرهبنة بزيارة المكان وكتابة تقرير للمجمع المقدس ليعترف بالدير أو لا.

ولفت المصدر إلى أن الطرق البديلة التى يطرحها الرهبان للطريق لا يمكن تنفيذها، حيث تم عرض الدراسات على الدكتور أسامة عقيل، أستاذ الطرق بجامعة عين شمس، والذى كان نقل الطريق الرئيسى 1200 متر، لتدخل عيون المياه داخل نطاق الدير.

وفى السياق نفسه جددت نيابة إبشواى، السبت، حبس ماهر عزيز حنا، الراهب المشلوح الذى كان يسمى «بولس الريانى»، 15 يوماً على ذمة التحقيق فى الاتهامات الموجهة له بمقاومة سلطات وحرق لودر مملوك لشركة المقاولون العرب.

وقال الراهب إثناسيوس الريانى إن النيابة أصدرت قرار التجديد دون حضور محامى المتهم، ورفضت دخول احتياجات للراهب مثل نظارته الطبية وبعض متعلقاته الشخصية، مؤكداً أن رهبان دير وادى الريان لن يتنازلوا عن حقهم فى الدفاع عنه حتى لو كان الثمن الاستشهاد منبهاً إلى أنهم يملكون أوراقا تثبت أثرية الدير، كما أن هناك بدائل لإنشاء طريق «الفيوم- الواحات» الذى سيحدد حياة الرهبنة.

واتهم الراهب مارتيروس الريانى، المفوض عن الدير المنحوت، فى مفاوضات مسؤولى الدولة والكنيسة لمرور طريق «الفيوم- الواحات»، 6 رهبان مشلوحين و6 من طالبى الرهبنة بعرقلة إنشاء الطريق، وقال فى البلاغ رقم 950 إدارى مركز شرطة يوسف الصديق، إن الراهب المشلوح قام بتحريض عدد من الرهبان وطالبى الرهبنة على منع مرور الطريق، والتخطيط لإفشال الاتفاق الذى تم بين المهندس محلب والأنبا أرميا ومحافظ الفيوم، الذى توصل لحل الأزمة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية