سادت حالة من الغضب الشعبى والحزبى محافظة الإسماعيلية عقب وفاة طفل بمستشفى الصدر، لعدم وجود أطباء بالمستشفى، رغم محاولة والده وجدته وعمه البحث عن طبيب لأكثر من نصف ساعة، وبعد فقدانهم الأمل هرعوا به خارج المستشفى ليتوفى مصابا بـ«تضخم بالكبد والطحال».
وطالبت قوى شعبية وسياسية وحزبية بإقالة وزير الصحة وتدخل الرئيس عبدالفتاح السيسي لإصلاح المنظومة الصحية في مصر من خلال لجنة رئاسية تتولى ملف الصحة.
وتوفي الطفل أحمد محمد، (4 سنوات)، إثر معاناته من تضخم في الكبد والطحال بعد أن وصل المستشفى، وظلت أسرته تبحث عن طبيب ينقذه دون جدوى.
وقال والد الطفل، سائق بشركة المقاولون العرب، «أحمد مريض بتضخم الكبد والطحال منذ 3 سنوات، وكنا عندما تتأزم حالته نتوجه إلى مستشفى الصدر لعلاجه، وفي يوم وفاته لم نجد أي طبيب بعد جولة في أقسام المستشفى المهجور، ورفضت إحدى الممرضات مساعدتنا وقالت (مقدرش أعملك حاجة، مفيش دكاترة عندنا خالص، ومقدرش أتحمل مسؤولية أي علاج لابنك، روح بيه أي مستشفى)».
وقال إبراهيم يونس، عم الطفل: «عندما صرخت في الممرضة استدعت الأمن الذي طردنا، وحاولنا بعدها إسعافه لكن بلا جدوى»، فيما حمّل الأب وزير الصحة المسؤولية عن وفاة نجله، مطالبا الرئيس بالتدخل «ليثأر لروح ابنه» وبمحاكمة الأطباء المتغيبين عن العمل.
في المقابل، حمّل محمد أبوسليمان، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، الدكتورة منى مينا، وكيل نقابة الأطباء، المسؤولية، لرفضها نقل طبيبين من مستشفى الحميات إلى مستشفى الصدر لسد العجز، مؤكدا أن المستشفى به استشاريان اثنان وطبيب تخدير فقط وتمريض، وقال إنه طلب من الوزير الدعم ومازال في الانتظار.
وقال الدكتور سعيد الشربينى، نقيب الأطباء بالإسماعيلية، إن هناك تقصيرا حكوميا في هذه الواقعة، محذرًا من احتمالية تكرار الكارثة في مستشفى الإسماعيلية العام، حيث لا يوجد به سوى نائب باطنة وكلى، على حد قوله، مشيرًا إلى أن النقابة طلبت رسميا من وزير الصحة دعم مستشفى الصدر بأطباء وحذرت «ولكن الوزير لم يستجب».
وشهد الدكتور سامى هاشم، نائب الإسماعيلية، مشادة بين أهل الطفل ومدير المستشفى الدكتور عبدالفتاح رأفت، الذي قال إنه طلب أكثر من مرة دعم المستشفى بالأطباء دون جدوى، وإن الوزير أرسل 6 أطباء فقط خلال افتتاح قناة السويس الجديدة، وبعدها عادوا مرة أخرى للقاهرة، وأكد أنه سيجري تحقيقًا في الواقعة لأن هناك «عجزا صارخا في الأطباء لا يتحمله»، كما أعلن وجود مكاتبات بينه وبين مسؤولي الصحة.
وأعلن النائب البرلماني أنه سيتقدم بطلب إحاطة عاجل، لدعم المستشفى بأطباء ولإجراء تحقيق في واقعة وفاة الطفل وملابساتها، وإحالة المسؤولين عنها للنيابة، في حال ثبت تورطهم في موت الطفل.
وقال مسعد حسن، أمين حزب التحالف الشعبى الاشتراكي، «إن واقعة وفاة أحمد ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، مادام هناك وزير لا يشعر بالمواطن ولا يسعى لمباشرة مهام عمله وتوفير العلاج والأطباء»، مطالبا بإقالته.