x

«المصرى اليوم» ترصد «بؤر الإجرام والشر» فى القليوبية

الجمعة 18-03-2016 20:58 | كتب: محمد محمود خليل |
تصوير : اخبار

شهدت الأيام الماضية حملات أمنية مكثفة على بؤر البلطجة والاتجار فى السلاح والمخدرات فى القليوبية فى أعقاب حوادث استهداف عدد من مجرمى المنطقة العديد من ضباط وأفراد الشرطة، وكان أشهرها واقعتا استشهاد معاون مباحث الخانكة و٣ أفراد كانوا برفقته، واستشهاد رئيس مباحث قسم ثانٍ شبرا الخيمة، أثناء محاولة ضبط عدد منهم بمنطقة الساحل بالقاهرة.

ورغم حجم الحملات الأمنية التى شنتها أجهزة الأمن والتى أدت لسقوط مئات الخارجين عن القانون وضبط أسلحة متنوعة، إلا أن كثيرا من الأهالى لا يزالون يعتبرون هذه المنطقة فوق القانون، وخارج السيطرة الأمنية، لجرأة المجرمين بها وتحديهم للشرطة.

«المصرى اليوم» ترصد بؤر البلطجة والسلاح والمخدرات فى القليوبية، حيث تنتشر فى منطقة «المثلث الذهبي»، بشبين القناطر التى تضم قرى «الجعافرة» و«كوم السمن» و«القشيش» إلى جانب «نوى» و«الحزانية» و«العطارة»، بالإضافة إلى «كفر حمزة» و«الكثبان الرملية»، بالخانكة، و«أبوالغيط»، بالقناطرالخيرية، و«رمادة» على طريق «قليوب - شبين القناطر»، و«العريضة» بطوخ و«ميت الحوفيين» ببنها، و8 مناطق وشوارع بمنطقة شبرا الخيمة، يطلق عليها الأهالى بؤر الشر لانتشار البلطجة، وجرائم العنف، وتجارة المخدرات، والسلاح، والسطو المسلح بها.

وتعد قرى «المثلث الذهبى» بشبين القناطر من أبرز البؤر الإجرامية بالمنطقة، وضحاياها رجال الشرطة قبل المدنيين، آخرهم معاون مباحث الخانكة، و٣ شرطيين وأحد الأهالى، فضلاً عن إصابة ضابط آخر و3 مواطنين فى مطاردة مع مسجلين خطر بالخانكة، كما استشهد رئيس مباحث شبرا الخيمة ثان، أثناء مطاردته المتهمين بقتل زملائه قبل أيام.

وراح ضحية المواجهات مع المجرمين بالمنطقة عدد من شهداء الشرطة فى السنوات الأخيرة مثل الملازم محمد ناجى، والنقيب تامر عبدالفضيل، والنقيب أحمد عبداللطيف، واثنان من أفراد الشرطة، أحدهما بمركز شرطة شبين القناطر والثانى بمعسكر قوات فرق الأمن، فى حملة على قرية نوى قبل أشهر، لضبط أحد كبار تجار المخدرات.

ويعد أشهر من تم السطو المسلح عليهم وسرقة سياراتهم النائب والمخرج خالد يوسف، والنائب محمود بدر، والعديد من المستشارين ورؤساء المحاكم.

المفزع أن عمليات الاتجار بالسلاح والمخدرات تتم بشكل علنى فى هذه القرى وغيرها من القرى الأقل شهرة، الأمر الذى أصبح يمثل تحدياً لوزارة الداخلية بتلك المناطق بسبب صعوبة المواجهات المتوقعة من جانب أفراد هذه العصابات والعناصر الإجرامية المشهور عنها مقاومة السلطات، والتى تتخذ أوكاراً عديدة وسط الزراعات، علاوة على أن بعض هذه العناصر كان يتم استئجارها لارتكاب أعمال إجرامية لصالح أشخاص آخرين مقابل مبالغ مالية.

ويسيطر تجار المخدرات على قرى المثلث الذهبى الثلاث التى تمتد بين طريقى «قليوب - شبين القناطر»، و«القاهرة - الإسماعيلية الزراعى»، وهما المنفذان الرئيسيان لها، وتبعد عن القاهرة بنحو 20 كيلومترًا، وتأوى أخطر المتهمين لطبيعتها الجغرافية الوعرة، والتى يقطن بها أباطرة تجارة المخدرات والسلاح وسرقة السيارات، فى أوكار يحرسها رجالهم بالسلاح الآلى الثقيل، ويتخذون من دروبها طرقًا للهروب من الملاحقات الأمنية.

ويقع المثلث على مساحة كبيرة، تحيط به حدائق الفاكهة الكثيفة التى تمثل حصنًا منيعًا، يعوق تحرك رجال الشرطة إليه، وتحولت المنطقة من منتجة للموالح إلى منتجة للسموم بمختلف أنواعها، بعد فشل أصحاب الأراضى فى التصدى للبلطجية الذين يرهبونهم بإطلاق النار عليهم.

ورغم المحاولات المستمرة لاقتحام الشرطة للمنطقة بوسائل متعددة، مرة باستخدام سيارات الإسعاف، وأخرى بأتوبيسات النقل العام، نجحت بعض الشيء، إلا أن الوضع لا يزال كما هو طوال عشرات السنين، حتى وقع حادثا قتل رئيس مباحث ومعاون شبرا والخانكة، وقامت فرق أمنية من مديرية أمن القليوبية مدعومة بمدرعات وقوات من وزارة الداخلية، وطوقت المثلث، وضيقت الخناق على من فيه لضبط البلطجية والمتهمين بقتل الضباط، كما قامت بهدم عدد من الفيلات والقصور المملوكة لأباطرة الإجرام، وهو ما اعتبره كثير من المهتمين من أن تحرك الشرطة دائما ما يأتى كرد فعل بعد حوادث قتل الضباط فقط، رغم علمهم بخطورة المنطقة.

وأكدت مصادر بالمنطقة أن «عزبة أبوجهل»، التى لا يتعدى عدد سكانها 3 آلاف نسمة ونسبة التعليم فيها مرتفعة، لها دور كبير فى تجارة المخدرات بمنطقة المثلث الذهبى، حيث تعد مركزاً لانطلاق تجارتهم.

وعلى مدار عقود، صدّرت قرى المثلث الذهبى مئات البلطجية للمحافظات الأخرى الذين تربوا على يد عتاة الإجرام بالمنطقة، أشهرهم أمين موسى، الذى فشلت وزارة الداخلية فى القبض عليه رغم عشرات الحملات الأمنية التى قامت بها، منها حملة قادها اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق عام 2014، رغم تمكنها من ضبط عصابات «الدكش وأبوشديد والمرعب».

ويعد رجب موسى وشهرته «أمين موسى» أو ما يطلق عليه «عزت حنفى القليوبية»، أخطر العناصر الإجرامية التى قادت العمل الإجرامى بمنطقة المثلث الذهبى، وهو مسجل شقى خطر، 32 سنة، عاطل، ومقيم بالجعافرة، وجاءت أحداث «جمعة الغضب» يوم 28 يناير 2011 لتخدمه ورفاقه، حيثُ فُتحت السجون وتمكن من الهرب برفقة عدد كبير من المساجين، بينهم عربان من سيناء والإسماعيلية، هرب معهم إلى بلادهم يوم 28 يناير، وزودوه بالأسلحة الآلية والذخائر الحية.

وعاد موسى إلى مسقط رأسه بقرية الجعافرة، ومعه العشرات من البلطجية، وكون أكبر عصابة مسلحة، واستولى على أراض من أصحابها بقوة السلاح، وأنشأ «فيلا كبيرة» وسط زراعات الموالح بالقرية، وجنّد العشرات من الرجال والسيدات لخدمته فى تجارة المخدرات والسلاح، واستطاع فى فترة محدودة إعادة «الجعافرة» لتصدر تجارة المخدرات، خاصة الهيروين الخام، حتى أصبحت القرية بعد ثورة يناير «مركز البودرة فى مصر» كما يطلق عليها بالأوساط الأمنية، وتستقبل يوميًا بين ألفين و3 آلاف مدمن، على مدار 24 ساعة، ورغم كم الحملات التى قامت بها الشرطة إلا أن «موسى» لا يزال هاربًا فى مكان مجهول.

ويواجه «موسى» اتهامات بتزعم عصابة مسلحة لسرقة السيارات الملاكى بالإكراه، ومساومة أصحابها لدفع مبالغ مالية لإعادتها مرة أخرى، ومن أشهر ضحاياه الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، رئيس حزب مصر القوية، والنائب محمود بدر، مؤسس حركة تمرد، وبلغ تحديه للداخلية أن سجل فيديو له ورفاقه أثناء جلوسهم أعلى سطح منزله، وظهروا يتفاخرون بأسلحتهم الآلية والثقيلة قبل هروبه، ونشره على موقع «يوتيوب».

ورافق «موسى» عتاة الإجرام ومنهم «العرباوى»، صاحب أشهر دواليب المخدرات، التى كانت تدار بـ«الجعافرة»، وهو اليد اليمنى لـ«موسى»، اسمه الحقيقى عمران ناجى، وشهرته «عمران العرباوى» 32 سنة، مقيم برمادة بمركز قليوب، وسبق اتهامه فى 3 قضايا، ونفذ الأحكام الصادرة ضده فيها وهى «سرقة، ومخدرات وسطو مسلح» آخرها القضية رقم 13786 جنح مركز قليوب سطو مسلح على سيارة، وهروب فى أحداث يناير 2011 من سجن أبوزعبل، فى القضية رقم 14883 جنايات مركز قليوب لسنة 2008 مخدرات، وحصل على «السجن المشدد 6 سنوات»، ولا يزال مطلوبا ضبطه وإحضاره أيضا فى 25 قضية «قتل وشروع فى القتل وسرقة بالإكراه» آخرها القضية رقم 19706 جنح مركز شبين القناطر، لسنة 2013، سرقة سيارات بالإكراه وتحت تهديد السلاح النارى بتاريخ 12ديسمبر2013، وتم إلقاء القبض عليه الشهر الماضى وبحوزته كمية كبيرة من الهيروين وأسلحة آلية، أثناء اختبائه بمنطقة الكتيب بمركز الخانكة. ومن أشهر المجرمين أيضًا سيد محمود، شهرته «سيد ودنو»، 31 سنة،عاطل، ومقيم بالجعافرة،، سبق اتهامه فى قضيتى مخدرات ومشاجرة، آخرهما القضية رقم 7042، جنايات مركز شبين القناطر لسنة 2009 مخدرات ومطلوب ضبطه وإحضاره فى القضية 11039 /386 جنايات مركز الخانكة لسنة 2012 «شروع فى قتل ومقاومة سلطات»، وهو من أهم أعوان «موسى» ولا يزال هاربا.. وحازم خالد وشهرته حازم شمامة، 26 سنة، عاطل ومقيم بالجعافرة، سبق اتهامه فى 4 قضايا «سلاح ومخدرات وقتل ومقاومة سلطات»، آخرها القضية رقم 6839 جنايات، مركز شبين القناطر لسنة 2009 «مخدرات»، والهارب من السجون العمومية فى القضية رقم 2695 جنايات مركز شبين القناطر، لسنة 2009 «قتل» لحكم السجن المؤبد، كما أنه مطلوب ضبطه وإحضاره فى عدد من القضايا، منها القضية رقم 8367 جنايات مركز شبين القناطر لسنة 2012 «إطلاق أعيرة نارية»، والقضية رقم 11039 /386 جنايات مركز الخانكة لسنة 2012 «شروع فى قتل ومقاومة سلطات»، إضافة إلى محمد وحيد، ابن عم أمين موسى، وشهرته «كوريا»، 31 سنة، عاطل، قاتل رئيس مباحث شبرا الخيمة، ومقيم بالجعافرة، وسبق اتهامه فى 4 قضايا قتل وسلاح ومخدرات، آخرها رقم 4227 جنايات مركز شبين الكوم لسنة 2009 قتل، والهارب من سجن أبوزعبل فى القضية الأخيرة فى أحداث يناير 2011 السجن المشدد 15 سنة.

ومن أبرز المجرمين أيضًا محمد حافظ، 32 عامًا، الشهير بـ«الدكش»، المتهم بقتل معاون مباحث الخانكة و3 أمناء شرطة وآخرون، وإصابة معاون مباحث آخر ذاع صيته بين أوساط تجار المخدرات منذ 3 سنوات فى أعقاب ثورة يناير، وهو واحد ضمن عصابة أسرية تتزعم بؤرة الجعافرة الشهيرة بتجارة الهيروين وسرقة السيارات بالإكراه، فوالده حافظ أمين، مسجل خطر، تزعم بؤرة الجعافرة على مدار 30 عاما من خلال أعوانه من أرباب السوابق والمدمنين الباحثين عن جرعات الهيروين ولا يمتلكون المال، وهو مسجل خطر سبق اتهامه فى قضيتى مخدرات وحريق عمد، وهارب من سجن أبوزعبل فى القضية رقم 149ج شبين القناطر لسنة 2007 «سلاح نارى» من عقوبة السجن 3 سنوات، واشتهرت بؤرة الدكش بتجارة الهيروين، وينتمى معظم زبائن الوكر لمناطق راقية من القاهرة.

وفى شبرا الخيمة، هناك منطقة عزبة عثمان وأم بيومى وبيجام وطريق كريستال عصفور القديم وشارع المرور والمصانع ومدينة ابن الحكم وطريق ترعة الإسماعيلية التى يغرق سكانها فى الجرائم وتعتبر خارج الخدمة الأمنية.

وقال صلاح عودة، موظف، إن منطقة رمادة على طريق شبين - قليوب تعد من أخطر البؤر الإجرامية، التى شهدت المئات من حوادث السرقة بالإكراه، ووصل الأمر إلى تثبيت أكثر من ٣ من رؤساء محاكم وسرقة سياراتهم، مؤكدًا أنه رغم جهود جهاز الأمن فى القبض على «فرافيرو» أكبر زعيم تشكيل عصابى للاتجار فى السلاح والمخدرات مازال الأمن يفشل فى ضبط البلطجية من رجاله الذين مازالوا يرتكبون حوادث السرقة بالإكراه والسطو المسلح وفرض البلطجة والإتاوات على الأهالى. وأضاف أشرف عمران، أحد القيادات الشعبية بقرية القشيش، أن هذه القرى خارج السيطرة الأمنية تماما، ويحكمها البلطجية، الذين حولوا نشاطهم جزئيا من تجارة المخدرات بعد الثورة لندرتها قليلا إلى السرقة بالإكراه وتجارة السلاح، مشيرا إلى أن قرية أبوالغيط يأتيها السلاح من ليبيا عبر محافظة الفيوم، لتقوم بدورها بتوزيعه على محافظات الوجه البحرى.

وأكد «عمران» أن وزارة الداخلية قامت بجهد مشكور الأيام الأخيرة بعد استشهاد ضابطى شبرا والخانكة و3 شرطيين، وإصابة آخرين، ومازالت متمركزة بالمنطقة، مطالبا باستمرار تمركز القوات لتطهير المنطقة من المجرمين. وطالب سامى عبدالوهاب، عضو الهيئة العليا لحزب الكرامة، الشرطة بالقضاء على هذه الإمبراطوريات التى تعتبر نفسها دولًا داخل الدولة، لأن استمرارها بهذه الصورة يهدد أمن واستقرار الوطن، مشيرا إلى أنها مصدر البلطجة وتجارة الحرام فى أنحاء المحافظة.

ومن جانبها، أكدت مصادر أمنية بالمحافظة أن الحملات المكبرة على البؤر الإجرامية لا تنقطع، حيث يتم فرض كردونات أمنية لمحاصرتها، وإلقاء القبض على الخارجين عن القانون.

من جانبه، أكد اللواء سعيد شلبى، مدير الأمن فى تصريحات، أنه لن يسمح بأى انفلات أمنى داخل أى شبر بالمحافظة ولن يفلت مجرم من العقاب فى إطار قانونى كامل، وأنه لن يكون هناك مكان يستعصى على دخول الشرطة، لافتاً إلى أن حق شهداء الشرطة لن يضيع، وأن هناك ملفات أمنية ثابتة لا تتغير من محافظة لأخرى، وهناك خطط أمنية متوافقة مع كل القطاعات الأمنية والأجهزة المختلفة للقضاء على البؤر الإجرامية وضبط التشكيلات العصابية فى أرجاء المحافظة. الجدير بالذكر أن تقريرا صادرا من مصلحة الأمن العام نهاية العام الماضى أكد أن القليوبية تتصدر المركز الأول لتجميع وتخزين السيارات، وتحتل المركز الرابع على مستوى الجمهورية، من حيث عدد حوادث سرقة السيارات بعد القاهرة والجيزة والإسكندرية، إذ سجلت أكثر من ٢٠٠٠ حادث خلال عام، وهذا الرقم خاص بالسيارات المسروقة والمُبلغ عنها رسمياً فقط، بخلاف السيارات المسروقة التى لم يبلغ عنها أصحابها وهى بالآلاف. كان اللواء أحمد سالم الناغى، مدير الأمن الأسبق، قال فى إحدى المناسبات: «أنا كرهت القليوبية وزهقت من شبين القناطر، وممكن آخد بعضى وأمشى بسببها، ففيها 300 مسجون هربوا وقتها، و«الهفق» فيهم موت 2 فى حملة أمنية مؤخراً».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية