أمر المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام، بتحديد جلسة عاجلة لمحاكمة الطالب الجامعى المتهم بقتل 12 وإصابة 8 آخرين بسيارته أعلى الطريق الدائرى فى الوراق، وانتهت النيابة من سماع أقوال جميع المصابين وانتقلت للمعاينة وتنتظر التقارير الفنية الخاصة بالواقعة، وأمرت نيابة شمال الجيزة بحبس الطالب الجامعى المتهم بقتل 12 وإصابة 7 آخرين بسيارته لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهم القتل الخطأ والإصابة الخطأ وقيادة سيارة دون رخصة قيادة.
وقال المتهم أمام النيابة إنه كان يقود سيارته بسرعة تجاوزت 150 كيلومترا فى الساعة، وإنه لا يجيد فن القيادة باحتراف وحصل على رخصة منذ 6 أشهر. وكشفت التحقيقات أن 3 من أصدقاء المتهم كانوا بصحبته فى السيارة، وأنه لم تحدث بهم إصابات أو جروح أو كدمات وخرجوا من السيارة بسلام.
وشرح المتهم فى اعترافاته تفاصيل الواقعة كاملة، وكان يتوقف عن الحديث عند كلامه عن مقتل الضحايا، مؤكدا أنه لا يتذكر شيئاً. جرت التحقيقات بإشراف المستشار محمد ذكرى، المحامى العام لنيابات شمال الجيزة، وتولى التحقيق فريق من النيابة ضم محمود حلمى، مدير نيابة الحوادث، ومحمد علما وعبدالحميد الجرف وكيلى أول النيابة، وجمال يسرى وأشرف عاصم وكيلى نيابة الوراق، وأمرت النيابة بإرسال المتهم إلى الطب الشرعى وأخذ عينة منه وتحليلها لبيان تعاطيه المخدرات من عدمه وقت قيادته السيارة. وانتدبت النيابة مهندسا فنيا لفحص السيارة وسيارة ميكروباص كانت متوقفة على جانب الطريق اصطدمت بها السيارة قبل وقوع الحادث.
وكشف الحادث عن مأساة أخرى حين توصل رجال المباحث إلى كشف هوية 3 من ضحايا الحادث، وتبين أنهم من أسرة واحدة وهم: هند محمود 22 سنة، وشقيقها 20 سنة، وطفلها الرضيع 10 أشهر. وكشفت تحريات العميد حسام فوزى أن الضحية كانت فى زيارة لوالدتها فى إمبابة، وأن شقيقها كان بصحبتها لتوصيلها إلى موقف السيارات أعلى الطريق الدائرى، وأنهم كانوا ينتظرون قدوم سيارة ميكروباص تنقل الأم ورضيعها إلى الهرم ووقع الحادث.
قال المتهم على عبدالحميد على «18 سنة» فى تحقيقات النيابة إن السيارة يمتلكها شقيقه الأكبر، وإنه وعائلته يعملون فى تجارة الخردة، وأضاف أن 3 من أصدقائه كانوا معه فى السيارة فى طريقهم من الوراق إلى الهرم. وعن كيفية وقوع الحادث، قال المتهم إنه كان يقود السيارة بسرعة تجاوزت 150 كيلومتراً فى الساعة الواحدة وأنه «جمّد قلبه»، وقرر أن ينطلق بالسيارة رغم أنه تعلم القيادة منذ فترة قصيرة وحصل على رخصة منذ 6 أشهر.
وأضاف المتهم أن سيارة نقل مجهولة الأرقام «ضيقت» عليه وأن مقطورتها كادت تصدمه، وعند محاولته تفادى الاصطدام ونظرا لسرعته الزائدة اصطدم بسيارة أجرة كانت متوقفة على جانب الطريق، وأن عجلة القيادة اختلت فى يده و«شد فرامل» بسرعة مما أحدث خللا بالسيارة، وفوجئ بتجمع كبير لأهالى ينتظرون ركوب سيارات عند «منزل» قرية بشتيل، وأنه لم يستطع التحكم فى السيارة.
وعن لحظة وقوع الحادث، قال المتهم إن آخر شىء يتذكره هو اصطدامه بسيارة أجرة ودخوله على الضحايا ولا يتذكر كيف وقع الحادث وكأنه كان «فاقدا للوعى» لحظة الاصطدام والارتطام بالسور الخرسانى للطريق والسقوط فى قطعة أرض فضاء أسفل الدائرى.
انتقلت النيابة إلى مستشفيات إمبابة العام والمركزى وبولاق الدكرور لسماع أقوال المصابين، وقال المصاب عبده حافظ 39 سنة موظف إنه كان يزور صديقه فى إمبابة، وأثناء وقوفهما فى محطة بشتيل وبجوارهما 30 آخرون شاهد عربية ملاكى تنطلق بسرعة جنونية وصاحبها «بيعمل غرز» وأنه حاول تفادى سيارة نقل فانقلب على جانبه وسحل الضحايا أسفل سيارته، وأنه حاول الهرب ولم يتمكن، وأنه سمع أصوات صرخات الضحايا وتكسير عظامهم قبل أن يفقد الوعى.
وقال فارس خليفة أحمد «33 سنة» إنه كان فى منزله وزاره صديقه خالد أحمد وتوجه معه أعلى الطريق الدائرى لتوصيله إلى موقف السيارات، وإنه فوجئ بالسيارة الملاكى تنطلق بقوة فى اتجاههما وتقتل وتصيب الضحايا وحاول البعض منهم الفرار دون فائدة.