ترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، القداس الإلهى، اليوم، بمقر الكاتدرائية بدير الأنبا بيشوى بصحراء وادى النطرون فى محافظة البحيرة لإحياء الذكرى السنوية الرابعة لتنيح البابا شنودة الثالث بحضور الآلاف من المواطنين ورهبان الدير.
وعقد البابا تواضروس اجتماعه الأسبوعى بكنيسة التجلى بمركز لوجوس البابوى بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون بحضور الرهبان وسكرتاريته الخاصة.
واستكمل البابا، خلال الاجتماع، ثانى حلقات سلسلة «أسئلة الله فى أناجيل الصوم المقدس» التى كان قد بدأها الأسبوع المنقضى من خلال تأمل فى إنجيل الخميس الأول، حيث تحدث عن خطية التعلق المرضى التى توجد فى حياة الإنسان دون أن يشعر بها فقال إن الله خلق الإنسان حراً ومنحه عطايا كثيرة، بعضها أساسية للجميع مثل الماء، الهواء، الشمس، وبعضها عطايا فردية مثل الصحة، الغنى، العلم، التكريس والأسرة.
وذكر البابا، خلال اللقاء، أمثلة للتعلق المرضى من بينها التعلق بالمال أو الماديات حيث إن المال هو عطية جميلة من الله للإنسان لكنها ربما تزيد فى عين الإنسان حتى تصبح بديلة لله ذاته لذا قال الكتاب المقدس «لا يمكن أن تعبد سيدين الله والمال» والتعلق بالمناصب سواء على مستوى المجتمع أو الكنيسة أو الدير، مشيراً إلى أن التعلق بالمناصب موجود حتى داخل الكنيسة وللأسف تكون المأساة أكبر عندما يتعلق الإنسان الذى كرّس حياته للرب بأى منصب وكذا هناك تعلق بالملذات ومتع الحياة.
وتوافد الآلاف من الأقباط من مختلف المحافظات على مقر الدير بوادى النطرون لحضور القداس الالهى والعظة والصلاة وكذا للتبرك بمزار البابا شنودة المتنيح، وذلك كعادتهم كل عام، حيث يصرون على إحياء الذكرى السنوية للبابا المتنيح بمقر مزاره فى الدير.
وقام البابا بسيامة 32 كاهناً جديداً فى إطار إحياء الذكرى السنوية الرابعة للبابا شنودة الثالث المتنيح بحضور رهبان الدير.
وألقى البابا عظة روحية عقب الرسامة قال فيها: «فى هذا الصباح تحل الذكرى الرابعة للمتنيح البابا شنودة بعد أن خدم على مدار عشرات السنين، خدم راهباً وخادماً وأسقفاً، وكان مثالاً للخادم الذى عشق الحياة مع المسيح منذ السنوات الأولى، وملأ الحياة فى الكنيسة حركة ونشاطا وتنوعا، وكان من بدايات الكتب التى كتبها والتى تعبر عن فكره كتاب انطلاق الروح، وكان هذا الكتاب بمثابة انطلاقه لعمل روح الله فى الكنيسة».
وأضاف: «شنودة برع فى خدمات كثيرة ومجالات عديدة (خدمة - وعظ - سفر - تأسيس كنائس - شعر - مواقف وطنية)، واكتسب صداقات متعددة، وكرمته جامعات وطوائف عديدة، وأجرى حوارات لاهوتيه متنوعة فكان إنسانا متعدد الجوانب».
وعن الرسامة قال البابا: «عند اختيارنا رسامة كهنة فى هذه المناسبة نلمح فيه التكريس، فبكل أنواع وأشكال التكريس تكون الخدمة والحيوية فى الكنيسة، وهذا دلالة على حيوية عمل روح الله فى كنيسته ،والكنيسة التى تكرس فيها نفوس إنما هذا يعبر عن أن هذه الكنيسة حية وعندما كتب هذا الكتاب كان يعبر عن النفس التى تريد أن تنطلق نحو الله فاشتاقت نفسه للتكريس الرهبانى وانطلق للحياة الرهبانية مكرسا نفسه وعاش فى عمق الحياة الروحية وعاش فى نموذج رائع فى النفس التى تتكرس فى حب المسيح».