في إجراء يؤكد بدء تقسيم الدولة السورية، أعلن أكراد سوريا رسمياً، النظام الفيدرالى في مناطق سيطرتهم شمال البلاد، في تحد لتحذيرات سوريا وتركيا من أي خطوة منفردة من هذا النوع، وإعلان الولايات المتحدة أنها لن تعترف بمنطقة موحدة، وتتمتع بحكم ذاتى تعلنها المجموعات الكردية في سوريا.
ورغم تأكيد إليزابيث كورية، عضو حزب «الاتحاد السريانى»، المشارك في اجتماع مدينة رميلان في محافظة الحسكة، أن «الفيدرالية ليست حكما ذاتيا للأكراد فقط، وأن هذا شكل ديمقراطى للحفاظ على وحدة سوريا وضد التقسيم»، قالت الحكومة السورية إن «الإعلان ليس له أي قيمة قانونية، ولن يكون له أي أثر قانونى أو سياسى»، فيما أعلن الائتلاف السورى المعارض رفضه، محذرا من تشكيل «إدارات تصادر إرادة الشعب السورى».
والمناطق المعنية في النظام الفيدرالى الكردى هي المقاطعات الكردية الثلاث، عين العرب «كوبانى»، في ريف حلب الشمالى، وعفرين (ريف حلب الغربى)، والجزيرة (الحسكة)، بالإضافة إلى المناطق التي سيطرت عليها قوات «سوريا الديمقراطية» خصوصا في الحسكة وحلب.
ويسيطر الأكراد السوريون على شريط متصل طوله 400 كيلومتر على الحدود السورية- التركية من الحدود العراقية حتى نهر الفرات، كما يسيطرون على قطاع منفصل على الحدود الشمالية الغربية في منطقة عفرين.
واقتطع أكراد سوريا وجماعات متحالفة معهم 3 مناطق تتمتع بالحكم الذاتى في الجزيرة و«كوباني» وعفرين، وأدت سيطرتهم على مدينة تل أبيض من «داعش»، العام الماضى، إلى اتصال منطقتى الجزيرة وكوبانى جغرافياً، ويفصل عفرين عن المنطقتين حوالى 100 كيلومتر أغلبها خاضع لسيطرة «داعش».
في غضون ذلك، أعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، خلال حفل تكريم العسكريين العائدين من سوريا، ومنحهم أوسمة: «يمكن لروسيا أن تعزز وجودها في سوريا خلال ساعات إذا اقتضى الأمر»، وقال: «إننا نرى اعتدال الرئيس السورى بشار الأسد، وصدق رغبته في تحقيق السلام، واستعداده للالتزام والحوار».
وأعلن قائد القوات الجوية الروسية، الجنرال فيكتور بونداريف، أن بلاده ستستكمل سحب الجزء الأكبر من قواتها «خلال يومين أو 3 أيام»، رافضا تحديد عدد المقاتلات العائدة أو الباقية، في الوقت الذي أبقت فيه موسكو على منظومة صواريخ «إس- 400» الدفاعية لحماية المجال الجوى السورى.
وقالت وكالة «سبوتنيك» إن الحملة الروسية حققت استعادة أراض استولت عليها «الجماعات الإرهابية»، واقتناص عدد من قادتها مثل زهران علوش، قائد «جيش الإسلام»، وتسليح الجيش السورى، ومساعدة القوات الكردية في وقف تمدد «داعش» بين سوريا والعراق.