x

رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية فى القاهرة: انسحاب القوات الروسية من سوريا «مؤشر إيجابى» (حوار)

الخميس 17-03-2016 21:42 | كتب: خالد الشامي |
السفير محمد محموديان في حوار للمصري اليوم السفير محمد محموديان في حوار للمصري اليوم تصوير : سمير صادق

قال رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة، السفير محمد محموديان، إن إطلاق بلاده الصواريخ البالستية، جزء من تطوير قدراتها النووية، وليس خرقا للاتفاق النووى، مشيرا إلى أن بلاده مستعدة لدعم مصر فى مجال التكنولوجيا النووية السلمية، وفقا لإطار الاتفاقيات الدولية.

وأضاف «محموديان» فى حوار اختص به «المصرى اليوم»، أن بلاده تنتظر تحسن علاقتها مع القاهرة، موضحا أن الشعب الإيرانى تم حرمانه من المقرئين المصريين بعدم دخولهم طهران.

وأكد أن بعض العرب فرَطوا فى القضية الفلسطينية، وساندوا «الكيان الصهيونى»، منوها بأن إيران تربطها بالسعودية علاقة أخوة على الرغم من وجود بعض الخلافات.

وتابع «محموديان» أن الجيش الإسلامى «شو إعلامى»، وأن حل المشكلة فى سوريا سياسى وليس عسكريا، مشيدًا بالقرار المصرى بعدم التدخل بريا، نافيا دعم بلاده للحوثيين فى اليمن، كما أدان تصنيف الجامعة العربية «حزب الله» اللبنانى ضمن الكيانات الإرهابية.. وإلى نص الحوار:

■ بداية ألا يعنى إطلاق بلادكم للصواريخ الباليستية خرقا للاتفاق النووى؟

- أبدًا؛ البرنامج الصاروخى لدى بلادنا، وتجارب الصواريخ، جزء من حقوقنا، ومسموح به دوليًا، وجزء من القدرات الدفاعية الإيرانية، وإجراؤنا الاختبارات الصاروخية، لا يمثل انتهاكا لقرار مجلس الأمن، وقد كررنا مرارًا وتكرارًا بأننا نوسع قدراتنا الدفاعية، وهذه المسألة لا ترتبط بالملف النووى، كما أننا نستخدم هذه الصواريخ للأغراض الدفاعية، وإيران لم ولن تشن أى عدوان على أى دولة، ومن الثابت أن الهدف من القدرات العسکریة الإیرانیة، الدفاع عن البلاد، وأن البرنامج العسکری الإیرانی الدفاعى، لا یتعارض مع الاتفاق النووی، وأن البعض لیست مشكلتهم الصواریخ الإیرانیة الدفاعية، وإنما إیران ذاتها. وبالنسبة للعقوبات التى تطالب بها بعض الدول، ومنها الكيان الصهيونى، تأتى فى إطار محاولات عرقلة تطور القدرات الدفاعية الإيرانية، وتقدم الأمة الإسلامية، فقوة إيران من قوة الأمة الإسلامية، والبلد الذى يريد أن يقف على قدميه، ويفرض استقلاليته يجد بعض القوى العالمية تخالفه وتحاربه، وهذا دليل على أننا نسير فى الطريق الصحيح.

■ هل هناك علاقة بين إطلاق الصواريخ البالستية واتهامكم بالتورط فى أحداث 11 سبتمبر؟

- اتهام محكمة أمريكية لنا بهذا الأمر «أكذوبة مضحكة»؛ ونعتبرها «كذبة إبريل» ففى الوقت الذى نكون نحن فيه ضحايا للإرهاب، نجد هذا الاتهام «المفبرك»، الذى يقف وراءه اللوبى الصهيونى، لتشويه سمعة طهران، وللعلم فإن أمريكا تعلم جيدا، من هى الدول الداعمة للإرهاب، ومن شارك فيه، والحكم سياسى مائة بالمائة.

■ كيف ترى تشكيل الجيش الإسلامى وأنتم غير أعضاء به؟

- أى شكل من الائتلافات فى المنطقة، يجب أن يضم كافة الدول الإسلامية، بدون استثناء، حتى يمثل قوة ضاربة لكل أعداء الأمة، وتحديدا فى مجال مكافحة الإرهاب، لكن عندما يتم تشكيله، من أجل محاربة أهداف غير معلومة، فهذا غير مقبول، وأعتبره «شو إعلامى»، وعلى الجميع التكاتف من أجل محاربة الإرهاب الحقيقى، الذى يدق كل أبواب الدول الإسلامية، على يد تنظيم داعش الإرهابى، وإيران على خط النار فى مقدمة الدول التى تقف فى مواجهة الإرهاب للدفاع عن الدول الإسلامية، وقدمت العديد من الضحايا فى هذا المجال، كما أندهش عندما يدعى البعض أن هناك إرهابا سيئا وإرهابا جيدا، وأود الإشارة هنا إلى أنه ينبغى الاستفادة من مبادرة الرئيس روحانى حول إقامة عالم خال من العنف، والتطرف، التى تقدم بها للأمم المتحدة، لمواجهة الإرهاب، وتم تأييدها فى الجمعية العمومية.

■ هناك من يقول إن الجيش الإسلامى يستهدف الحوثيين وردع إيران؟

- نحن نعتقد أن الأزمة اليمنية لن تحل عسكريًّا، والحوثيون أحد مكونات الشعب اليمنى، ونحن مع سيادة اليمن، ووحدته، ومع تحديد الشعب اليمنى مصيره بيده، وحل أزمته من خلال الحوار «اليمنى- اليمنى»، كما يجب أن يكون الحل سلميا سياسيا، وليس عسكريا كما هو الحال فى سوريا، والتدخل الأجنبى فى كلا البلدين يؤجج الصراع، ومن يدعون أن إيران تتدخل فى اليمن نقول لهم «قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين».

■ ما الحل الأمثل للأزمة فى سوريا؟ وماذا عن مصير الأسد؟

- هناك توافق فى وجهات النظر بين إيران ومصر على حل الصراع داخل سوريا سياسيًا، وليس عسكريًا، ووجود الإيرانيين كمستشارين فى سوريا، بناءً على طلب الدولة الشرعية، ونحن ضد التدخل البرى، وبهذه المناسبة أود الإشادة بالقرار المصرى، بعدم التدخل البرى، وأعتبره قرارًا «ذكيًّا» سيذكره التاريخ، مقارنة بالدول التى أيدت التدخل بريا، فهو لن يحل المشكلة، بل يزيدها صعوبة، وتعقيدا، وذهاب الأطراف المعنية بسوريا إلى جنيف خطوة جيدة فى إطار المصالحة الوطنية، والإصرار من قبل البعض على التدخل العسكرى بريًا يجعل المنطقة أشبه بـ«الغابة»، وبالنسبة للرئيس السورى بشار الأسد، فمصيره يقرره شعبه عبر صناديق الاقتراع، ولا نستطيع استباق الأحداث، والتكهن بها، ولیس من حق أحد سوی الشعب السوری، اتخاذ القرار بشأن مستقبل سوریا.

■ ما تقييمكم بالنسبة لخروج القوات الروسية من سوريا؟

- ینبغی النظر إلی خطوة روسیا ببدء الانسحاب من سوریا، کـ«إشارة إیجابیة» لوقف إطلاق النار، وموقف إيران بخصوص الأزمة السورية هو التأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار والتوصل إلی حل سیاسی، وفى الحقیقة قابل استمرار شبه الهدنة فی سوریا ترحیبًا واسعًا وكنا قد طالبنا به منذ ما لا یقل عن عامین ونصف العام أو ثلاثة أعوام.

■ اللاجئون السوريون مشردون فى أماكن عدة، ما المساعدات التى قدمتموها إليهم؟

- قدمت إيران مساعدات غذائية، ودوائية للاجئين السوريين عبر مختلف المنظمات، والأولى بدلا من إمداد اللاجئين بأى مساعدات، مهما كان حجمها، بأن نحارب حقيقةً التنظيمات الإرهابية فى سوريا، حتى يتسنى للسوريين العودة لأوطانهم، والعيش بكرامة وعزة نفس.

■ الجامعة العربية صنفت «حزب الله» كجماعة إرهابية، ما تعليقك؟

- إدانة واتهام الجامعة العربية لـ«حزب الله» اللبنانى، وإدراجه ضمن الجماعات الإرهابية، قرار سلبى وبعيد عن الإنصاف، فهو من تصدى لإسرائيل وغلَّ أياديها، فلولاه لرأينا الصهاينة فى وسط العواصم العربية وأبرزها بغداد ودمشق، وعندما يتم وضع حزب الله مع جيش النصرة، وداعش فى خندق واحد يعد هذا «خلطا للحابل بالنابل»، وحزب الله أحد مكونات المجتمع اللبنانى؛ لديه نواب فى البرلمان اللبنانى، ومسيحيو لبنان، ومسلموه يؤيدونه، ويفتخرون به لدفاعه عن بلادهم، وهذا القرار يمزق الدول الإسلامية، فى ظروف أحوج ما تكون فيها للم الشمل فيما بينها، وتجنب ما يمزقه، وأيضا هذا القرار فيه ازدواجية للمعايير، والكيل بمكيالين، بدعوى صد الإرهاب، والعالم یعلم من هو الإرهابى؛ الكيان الصهيونى أول دولة إرهابية فى العالم تحمى الإرهابيين وتدافع عنهم.

■ تتحدثون دوما عن عمليات تقسيم المنطقة، برأيك من المستفيد من وراء التمزيق؟

- بدون أدنى شك الصهاينة المستفيد الوحيد من عمليات التقسيم، هم يجلسون على عروشهم، ويسخرون منا بسبب التمزيق الذى نفعله ببعضنا على أساس طائفى، وهناك مكاتبات من آية الله مكارم شيرازى، إلى شيخ الأزهر، تمت دعوته فيها لزيارة إيران، وإجراء حوار وزيارة المرجعيات الدينية فى مدينة «قم» للتقريب بين المذاهب الإسلامية، لما فيه صالح الأمة الإسلامية بلا شك، لكن هذا لن يتم إلا بوجود إرادة قوية من أجل الخروج بموقف قوى لوأد تلك الفتن بما يصب فى مصلحة ومنفعة العالم الإسلامى، وهذا أيضا لابد أن تتوافر فيه الواقعية فى وقت يتوجب فيه علينا الرجوع إلى فتاوى المرحوم الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهرالأسبق، حول التقريب بين المذاهب الإسلامية، والشىء بالشىء يذكر، فإن إيران انطلاقًا من مناداتها المستمرة بالتقريب والوحدة الإسلامية قد طلبت مرارًا وتكرارًا إقامة مؤتمر بحضور كبار العلماء من البلدان الإسلامية فى مجال تقوية الوحدة الإسلامية، ووأد الفتنة التى يشيعها أعداء الإسلام.

■ لكن هناك هاجس خاص بالتشيع ومصر مذهبها سنى، ما الضمانات؟

- فكرة الصراع السنى الشيعى يتبناها العدو الغادر المشترك، والمصريون معتدلون بسبب الأزهر الشريف عبر مئات السنين من التسامح والوسطية، كما أن الحديث عن المد الشيعى يعد إهانةً لمصر والأزهر، كما أن هناك أهل السنة فى إيران لهم مساجدهم ويمارسون شعائرهم، يتعايشون سلميًا مثل التعايش السلمى فى مصر، كما أن هناك نوابا من السنة فى البرلمان، وهناك سفير إيرانى من أهل السنة فى فيتنام وهذا لأول مرة فى عهد الرئيس حسن روحانى، بما يشكل إشارة إيجابية لها مردود واسع على عموم الشعب، ولك أن تعلم أن الآلاف من الإيرانيين يذهبون سنويًا إلى الحج وتركيا، فهل تم تغيير مذاهب أبناء هذين البلدين؟!

■ العلاقات المصرية الإيرانية، شابها حالة من التوتر، كيف تتم إعادة الترميم؟

- مصر وإيران أكبر قوتين فى منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا، وحسب اعتقادى مستوى العلاقات لا يليق بمكانتهما، لذلك يجب على الطرفين إزالة العراقيل البسيطة القابلة للحل، والطرف المصرى يقع على عاتقه الجانب الأكبر، ويحتاج الأمر لإرادة سياسية، وندرك أن هناك خلافات فى وجهات النظر لبعض القضايا، إلا أننا نعتمد مبدأ الحوار، وهو ما أعلنه الرئيس الإيرانى حسن روحانى، وفن الدبلوماسية يستطيع تجاوز حجم أى خلاف مهما كان، والنقاط الخلافية أقل بكثير من النقاط المشتركة، ونتمنى عودة السياحة بين البلدين، فهناك مئات الآلاف من السياح الإيرانيين يذهبون سنويا إلى البلدان الأخرى، فى حين أن مصر لو فتحت الباب للسياحة الإيرانية لزاد العدد مقابل السياح المتوجهين إلى بعض الدول فى المنطقة بسبب التقارب فى الحضارات بين مصر وإيران ووجود آثار تاريخية تمتد لآلاف السنين.

■ هل تستطيعون دعم مصر فى مجال التكنولوجيا النووية؟

- طهران جاهزة لمساعدة مصر وأى بلد إسلامى وإمدادها بالتكنولوجيا النووية السلمية، فى إطار المقررات والاتفاقيات الدولية والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

■ كيف ترى ثورتى 25 يناير و30 يونيو؟

- إيران تتابع عن كثب التطورات فى مصر، وما يقرره الشعب المصرى تحترمه إيران، وعقب 30 يونيو، حضر مندوب من الرئاسة الإيرانية، حفل مراسم تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى إشارة إلى عمق العلاقات، وتتمنى إيران لمصر مزيدًا من الاستقرار، والتقدم والازدهار، كما أننا نعتقد أن مصر لن ترجع إلى الوراء.

■ اقتصاديا.. هل تسعون لزيادة حجم التبادل التجارى بينكم وبين مصر؟

- بالفعل نتمنى زيادة التبادل التجارى بما يعود بالنفع على البلدين، هناك شركة «سايبا» من أكبر الشركات الإيرانية فى مجال تصنيع السيارات، وتصدر لبعض الدول، وتسعى لزيادة صادراتها لمصر وتحاول إنشاء مصنع داخل مصر من أجل التصدير للدول الأفريقية، والدول المجاورة، إذ ينتظر المستثمرون الإيرانيون تحسين مناخ الاستثمار، وإزالة المعوقات.

■ إذا كان حجم التبادل التجارى ضعيفا، هل تسعون للتعاون الفنى والسينمائى؟

- إيران متقدمة فنيا وسينمائيًا، وفاز عدد من أعمالها الفنية بجوائز دولية، وبالمناسبة قد فاز فيلم ملبورن بالجائزة الأولى فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى قبل الماضى، وبالتالى ليس لدينا مانع من تبادل الخبرات الفنية والاستفادة من مدن الإنتاج السينمائى فى البلدين، وبالنسبة لفيلم «محمد رسول الله»، توقف المؤلف والمخرج عند سن الثانية عشرة من عمر الرسول، وذلك بعد استشارة العلماء، وظهرت الشخصية باقى فترات عمره من «الظهر» فقط دون الوجه، ومن الغريب أن تخرج آراء ضد الفيلم وتُصدر أحكام دون مشاهدته، كما أننى أود أن أذكر أن مخرج الفيلم مجيد مجيدى قدم دعوة لشيخ الأزهر لمشاهدة الفيلم، ونتمنى أن تفتح دور العرض السينمائى فى كلا البلدين أبوابها لعرض الأعمال الفنية والسينمائية المتميزة، وبالنسبة لى شخصيا فأنا من عشاق اللغة العربية، خاصة اللهجة المصرية، وشاهدت لفترة عددا من الأفلام للفنان محمد صبحى، وكنت أسكن فى نفس العمارة التى كان يسكن فيها عادل إمام خلال فترة التسعينيات فى حى المهندسين، ووقتها كنت أشغل منصب نائب القائم بالأعمال الإيرانية وهنا أستحضر سؤالا «ماشربتش من نيلها؟» وأقول هذا حقيقى، فالنيل يعيد من يشرب منه مرة ثانية له، كما أننى أعشق الاستماع للمقرئين المصريين.

■ أى المقرئين المصريين تفضل؟

- أفضل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد ومصطفى غلوش، والشعب الإيرانى تم حرمانه من المقرئين المصريين لعدم السماح لهم بالذهاب إلى إيران خاصة فى شهر رمضان، فى المقابل تم منع بعض المقرئين الإيرانيين من الدخول فى مسابقات حفظ القرآن فى مصر.

■ عودة للشأن الإيرانى، ما توقعاتكم بالنسبة للمرشد العام الجديد لإيران؟

- وفق القواعد الديمقراطية المتبعة، فإن مجلس الخبراء المنتخب، منوط به اختيار المرشد العام للثورة الإيرانية، وإيران دولة ديمقراطية، ويتم اختيار المسؤولين فيها عبر صناديق الاقتراع كما شاهدنا مؤخرًا إجراء انتخابات البرلمان ومجلس خبراء القيادة، المعنى بتعديل الدستور.

■ العلاقات السعودية- الإيرانية متوترة، خاصة بعد إعدام الشيخ النمر؟

- الشيخ نمر النمر من الإصلاحيين طوال عمره ولم يخرج عن خط الاعتدال، وكان يجب التعامل معه بغير الطريقة التى تعرض لها، والتى أدت إلى إعدامه، وعلى كل حال فإن إيران تسعى للحفاظ على علاقات مناسبة ومتوافقة مع جاراتها وید إيران ممدودة لكل الدول الإسلامية بما فيها السعودية، فإيران لا تعتبر قطع العلاقات طريقة منطقية وملائمة لتحقيق الأهداف السياسية، وإیران شجبت بشکل صریح الهجوم علی السفارة والقنصلیة السعودیتين وعملت علی توفیر الأمن والاحترام للدبلوماسیین السعودیین، کما سارعت فی صیانة المجمع الدبلوماسی السعودی، وأعرب کبار المسؤولین عن عزمهم ورغبتهم فی معاقبة المهاجمین وفق القوانین، وکذلك معاقبة الذین قصروا فی حمایة البعثات الدبلوماسیة، وبدأت السلطات بتحقیقات واسعة لمعرفة أسباب وقوع هذا الحادث ومنع تكراره، وإیران تؤکد التزامها بالمواثیق الدولیة الخاصة بالعلاقات الدبلوماسیة، والرئیس الإیرانی ووزير الخارجية من أوائل الذین بعثوا برسائل خاصة وعامة إلی السعودیة وأعربا خلالها عن الاستعداد للحوار وتوفیر الأرضیة اللازمة لاستقرار المنطقة ومكافحة العنف والتطرف.

■ لكن هناك تصريحات صدرت من قائد الحرس الثورى الإيرانى بأن السعودية العدو وليست إسرائيل؟

- اللواء محمد على جعفرى قائد الحرس الثورى الإيرانى لم يقل هذه التصريحات المكذوبة جملة وتفصيلا وتم تكذيبها وسيظل الكيان الصهيونى العدو الأول، والسعودية على الرغم من وجود بعض المشاكل بيننا وبينها إلا أنها دولة إسلامية وتربطنا بها علاقة أخوة فى الدين، وأيادينا ممدودة إليها لحل المشاكل.

■ هل اختلفت العلاقات فى عهد الملك سلمان عن عهد الملك عبدالله؟

- لكل ملك سعودى سياساته واستراتيجياته الخاصة، ونتمنى من الجيل الجديد أن يكون على قدر الظرف الحالى فى المنطقة ويراعى مصالح كل بلدان المنطقة.

■ لكن الأمور تزداد تعقيدا فى العلاقات الإيرانية الخليجية ومنها البحرين كيف يتم التغلب عليها؟

- الإطار الأساسى للسياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية مبنى على أسس عدم التدخل فى شؤون الدول الأخرى والاحترام المتبادل، وفى رأيى أن سبب التعقيد سماح بعض دول الخليج بالتدخل الأجنبى فى شؤونها، فأعداء المنطقة ليس من مصلحتهم أن يكون الخليج هادئا أو آمنا، فهم لا يريدون لنا خيرا ونحن نراهم سببا فى الأزمة التى نعيشها، وبإمكان دول الخليج الدخول فى مفاوضات مع إيران والوقوف على النقاط الخلافية، وحل المشاكل داخل الأسرة الواحدة وهذا أسهل من تعميقه ودخول أطراف خارجية تزيد الأمور، وإيران بقيادة الرئيس روحانى ووزير خارجيته جواد ظريف يؤمنون بالحوار فى كل شىء وأن أى مشكلة من الممكن حلها بسهولة فى إطار أن تكون العلاقات رابحة لكل الأطراف.

■ هناك تقرير صادر من الأمم المتحدة بشأن أوضاع حقوق الإنسان فى إيران؟

- التقرير الصادر من مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان فى إيران مبالغ فيه وغير واقعى، وأحكام الإعدام فقط بحق تجار المخدرات الذين يفسدون شباب بلادنا ويخربون عقولهم والأحكام تنفذ وفق الشريعة الإسلامية، وکثیر من الدول المستقلة فی المنطقة ومن ضمنها إيران ومصر تعتبر تقاریر المنظمات الدولیة حول حقوق الإنسان مبنية على الأغراض السياسية، كما أن هذه التقاریر یتم إعدادها بناء علی آراء عدة دول ومن أجل استهداف دول أخری وذلك مع استغلال الآلیات الدولیة لحقوق الإنسان وهذه الطریقة «الانتقائیة» لا تؤدى إلی «تحسین» أوضاع حقوق الإنسان علی المستوی العالمی بل تقللها إلی قضیة فى حد النزاع السیاسى بین الدول وتسبب تباطؤ مسار «ترقیة» حقوق الإنسان علی الصعید الدولى.

■ تتردد أنباء حول ارتفاع فى الأسعار ويقابل ذلك التنكيل بالمعارضة؟

- غير صحيح، استطاعت حكومة الرئيس روحانى خفض الأسعار ومعدلات التضخم خلال عامين، ووجود أصوات مختلفة فى المجتمع الإيرانى ونواب من أطياف مختلفة فى البرلمان خير دليل على السماح لهم بالتعبير عن آرائهم بمطلق الحرية، ومشاركة 62% من الشعب فى اختيار نوابهم دليل واضح على الاهتمام بالمشاركة السياسية ودعم لنظام الجمهورية الإسلامية، والواقع يشهد بأن إيران هى الدولة الوحيدة الأكثر ديمقراطية فى منطقة الشرق الأوسط.

■ ما السر فى تحسن العلاقات بين إيران وتركيا رغم دعم بلادكم للأسد فى سوريا ومناهضة تركيا لذلك؟

- تربطنا بتركيا الروابط الجغرافية والتاريخية والدينية والتجارية كغيرها من دول الجوار، ومن الطبيعى أن تكون هناك خلافات بين الدول، لكن الأهم الوقوف على النقاط المشتركة، وفى المسألة السورية ما يهمنا جميعا الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى السورية والخروج بحل لهذا المأزق وأن تكون سوريا بلدا واحدا وليس ممزقًا.

■ تعلنون دائما أنكم تؤيدون القضية الفلسطينية، ماذا قدمتم لها؟

- القضية الفلسطينية تسرى فى شرايين إيران حكومة وشعبًا، وخلال 35 عامًا من عمر الثورة الإيرانية هناك مساعدات تقدم للشعب الفلسطينى سواء فى مطالبهم لدى الأمم المتحدة أو المساعدات العينية، لكن للأسف بعض العرب أهملوا فلسطين وتركوها فريسة للكيان الصهيونى بدلا من الاهتمام بها وفى المقابل يذهبون لمساعدة الكيان الصهيونى ويتوددون له، وأتفق مع مقولة الرئيس عبدالفتاح السيسى أن حل المشاكل فى المنطقة مرهون بحل القضية الفلسطينية.

■ ألا يوجد حل لجزر طنب الكبرى والصغرى وأبوموسى؟

- الجزر الإيرانية الثلاث جزء لا يتجزأ من الأراضى الإيرانية، وتكرار تلك الادعاءات لا يغير من الحقائق التاريخية والجغرافية، ومن المناسب ذكر تأكيد الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل على هذه الحقائق وتضع إيران فى أولوية سياساتها إرساء العلاقات الودية وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية واحترام وحدة الأراضى واحترام دول الجوار.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية