أعلنت الأمم المتحدة نشر قوات دولية إضافية في «المناطق الساخنة» على الحدود بين شمال السودان وجنوبه خلال الأسابيع المقبلة للحيلولة دون وقوع أعمال عنف.
وقال مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، آلان لو روي، عقب اجتماع لمجلس الأمن: إن هناك تغييرات ربما تحدث في تمركز القوات الدولية خلال بضعة أسابيع، إلا إنه لم يوضح عدد الجنود المعنيين بهذا التغيير، مضيفا أنه «سوف تتم زيادة وجود القوات الدولية فقط في بعض الأماكن الحساسة».
وجاء رد فعل الحكومة السودانية منتقدا بشدة لقرار الأمم المتحدة، إذ وصف القيادي في حزب المؤتمر الوطني السوداني الحاكم، ربيع عبد العاطي، القرار بأنه «إجراء أحادى الجانب ولا يتفق مع سياسة بلاده».
وقال عبد العاطي، في تصريح لإذاعة صوت العرب بثته صباح اليوم: إنه لا يوجد قانون دولي يتيح نشر قوات دولية دون موافقة حكومة السودان. مضيفا أن بنود اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب بها آليات تتضمن عدم تأخير الاستفتاء المقرر مطلع العام المقبل، واحتواء أي نزاع مستقبلي.
إلي ذلك انتقد الجيش السوداني الأمم المتحدة بشأن ما وصفه بـخطط «إقامة منطقة عازلة» على طول الحدود بين الشمال والجنوب، وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، المقدم الصوارمي خالد سعد، أمس: إن ذلك التحرك «لا يعبر إلا عن جهل بمجريات الأحداث الحقيقة في السودان أو تحرشا يستهدف استقراره وسلامته».
فيما قال المتحدث باسم الأمم المتحدة للشؤون الأفريقية، ايف سوروكوبي: إن قرار نشر قوات دولية بين شمال السودان وجنوبه تم اتخاذه بالتشاور مع طرفي الحكم في السودان، وذلك لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة دون خلق منطقة عازلة، لضمان عملية الاستفتاء المقررة يناير المقبل، مضيفا أن المناطق التي سيتم بها نشر القوات يوجد فيها أصلا قوات دولية منذ عدة أعوام.
وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» مقالا حول كيفية دعم السودان حاليا لمنع تكرار جرائم درافور مرة أخرى، كتبه الممثل الأمريكي المشهور، جورج كلوني، بالاشتراك مع مؤلف كتاب «اللحظة الكافية: المحاربة لإنهاء أسوء جرائم الإنسانية في أفريقيا» جون برندرجاست.
ودعا كلوني خلال مقاله العالم إلي اقتناص فرصة الـ3 أشهر المتبقية قبيل إجراء الاستفتاء على استقلال جنوب السودان، لضمان إجراء استفتاء يتسم بالنزاهة والحرية، محذرا من أن غير ذلك سيؤدي إلي استئناف حرب كارثية جديدة بين الشماليين والجنوبيين مثل التي حدثت عام 2005 وخلفت ورائها نحو 2.5 قتيل، لاسيما أن نظام الرئيس السوداني، عمر البشير، «يبذل ما في وسعه لتقويض الاستفتاءات المقبلة أما بالتأجيل أو الإلغاء».
ورأى الممثل الأمريكي أن الولايات المتحدة يمكنها التأثير على البشير، بإثنائه عن إشعال الحرب مع الجنوب مقابل منحه فوائد كبيرة إذا ما تحقق السلام في جنوب السودان ودارفور على حد سواء، مع ترهيبه في ذات الوقت من عواقب إقباله على الحرب.