x

سليمان جودة التى أحدثكم منها.. وعنها! سليمان جودة الثلاثاء 15-03-2016 21:51


سألت الأستاذ سيف الله فهمى، رئيس المجلس الوطنى المصرى للتنافسية، عن صاحب الصورة التى لمحتها من بعيد، معلقة على مدخل مبنى عريق، فى مدينة «كراكوف» البولندية، فقال: لقد عاش صاحبها هنا، وفى هذا المبنى تحديداً، لسنوات طوال، قبل أن يعرفه العالم!

أما صاحب الصورة، فهو البابا يوحنا بولس الثانى، الذى تولى البابوية فى الفاتيكان للمسيحيين الكاثوليك بامتداد أرجاء الأرض، قبل أن يتولاها حالياً البابا فرنسيس الأول، الذى يحمل نفس جنسية «ميسى»، بطل العالم العجيب فى كرة القدم، فكلاهما أرجنتينى، وكلاهما جاء من أمريكا الجنوبية.

وأما المجلس الوطنى المصرى للتنافسية، فيضم فى عضويته رجالاً من نوعية الدكتور أحمد درويش، والدكتور حسام بدراوى، وكلاهما أيضاً، كما ترى، راغب فى أن تكون مصر فى وضع أفضل مما هى فيه بكثير، لا لشىء، إلا لأنها تستحق هذا فعلاً، ولن يكون ذلك إلا بما يريده الدكتور بدراوى، ونريده معه فى التعليم، وإلا بما كان يفعله الدكتور درويش، فى الإدارة الرشيدة قبل 25 يناير، ثم يفعله حالياً فى محور قناة السويس، ولابد أن نفعله معه أيضاً.

ولم أكن أعرف أن شعار المجلس هو هكذا: «مصرى أفضل من أجل مصر أفضل».. إنها جملة توجز حكايتنا فى كلمات قليلة، لأن مصر لن تكون أفضل، إلا إذا كان أبناؤها أفضل، وهؤلاء لن يكونوا كذلك، إلا بالتعليم الذى حدثتكم عنه فى بولندا، خلال أيام مضت، وفى غير بولندا، طوال الأيام الماضية، وفى كل الأحوال، فإننى سوف أعود إليه بإذن الله، من خلال ما رأيته، وسمعته، لدى البولنديين، لعل الله يقيض لنا مسؤولاً فى هذا البلد يوقن أن طريق التعليم، فى هذا الوطن، هو الطريق الذى لا طريق غيره.. بشرط أن نبدأ الآن.. نعم الآن، لا غداً، ولا بعد غد، لأننا، بكل أسف، لم نبدأ فى هذا الطريق بعد!

وقد أخذنى الحديث من «كراكوف» البولندية، التى كنت قد نسيت فيها أن البابا السابق بولندى الأصل، إلى أن ذكرنى سيف الله فهمى، وهو يتطلع إلى المبنى الذى يحمل صورة الرجل فى إعجاب! ففى المدينة مررت على ثلاثة أشياء لا أظن أنها لفتت نظر أحد سواى من المصريين الذين كانوا معى هناك!

كان الشىء الأول هو شاب صعد شجرة من أشجار المدينة الكثيفة، يهذبها، ويزيل فروعها الجافة بخطاف طويل كان فى يده!.. وسألت نفسى: كم من الوقت يحتاجه هؤلاء الناس للاهتمام بهذه الأشجار، التى هى بلا عدد؟! وكان الشىء الثانى هو مجموعة من العمال جلسوا يسوون أرض الرصيف، ويعيدونها إلى ما كانت عليه، بعد أن كانوا قد حفروا حفرة فيها، ثم كان الثالث شاباً ينهمك فى تنظيف الشارع النظيف أصلاً!

بولندا، التى أحدثكم منها، وعنها، صارت أفضل، لأن بولندييها أصبحوا أفضل، ولم يصبحوا كذلك إلا بالتعليم الذى تقيس أداءه معايير محددة.. التعليم يا عالم.. التعليم الذى ندور حوله ولا نبدأ فيه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية