عندما تدنو الدنيا للمرء إما أن ينحنى إجلالا للمولى تبارك وتعالى شاكرا نعماءه، عازما على أن يتقى الله فى عمله.. عندها سينال رضاء الخالق والمخلوق، وما إن يتكبر ويتعال فسوف يتعرض لسوء المُنقلب. حديثى على هامش صخب الساعات التى استتبعت حديث وزير العدل السابق أحمد الزند، فقد عم الغضب الجارف إزاء تطاوله على النبى الكريم.. أحمد الزند رجل القضاء الشهير تشرب من الأجواء الممقوتة التى أضفت هالة على فصيل من البشر عمله إحياء العدل وتطبيقه تجردا من الأهواء. منهم من يدركون أنهم بشر يؤدون عملهم نأيا عن الأنا، وهناك من يتعالون على البشر!!.. انتهى أمر المستشار أحمد الزند بأن تم استدعاؤه لتقديم استقالته ولكنه رفض، بينما مصر تغلى ومن ثم كان لابد أن يقال قبل الثامنة مساء الأحد الماضى حتى تنتهى العاصفة، ويطمئن قلب كل مصرى فُجع فيما سمعه من الوزير.. لقد كانت غضبة مصر بمثابة صاعقة أجهزت على الأنا التى جعلت الزند متعاليا!، وقد لفظته مصر بأسرها فى نهاية سماوية ملؤها العدل بعد أن حاد وزير العدل عن جادة الصواب!. رسميا أحمد الزند وزير يفارق جراء حصاد لسانه بمثل ما حدث مع الوزير الأسبق محفوظ صابر، وقد تعالى هو الآخر على «الفقراء» لينال سوء العاقبة يوم أن قال إن ابن عامل النظافة لا يصح أن يكون له مكان فى القضاء!!. بعد أن هدأت عاصفة الوزير تلو الوزير فى وزارة اسمها «العدل» لابد من حُسن الاختيار، وغلق باب التوريث فيها، وقد حملت أحاديث الزند طوال السنوات السابقة على إقالته ما يثير الغضب، وقد كان صاحب مقولة إن «ابن القاضى لابد أن يكون قاضيا».. أحاديث العدل «الغائب» فى وزارة العدل مبعث وجع قومى، ولابد من الإنصات إليها لأن مصر لابد أن تُحصن بالعدل إن كان يُرجى من وراء الإصلاح أثر.
أحمد محمود سلام
محام بالنقض- بنها