x

كريمة مختار: تغيير اسمى فصلنى عن نفسى لكنه شهرنى

الجمعة 15-10-2010 14:16 | كتب: أميرة طلعت |
تصوير : other

قليلون من يعرفون أن «عطيات محمد البدرى» هى نفسها «ماما كريمة» أو الفنانة القديرة كريمة مختار، أحد أشهر أمهات السينما المصرية، فمن منا يمكن أن ينسى أم العيال فى مسرحية «العيال كبرت»، أو فيلم «الحفيد».

صاحبة الملامح الحنونة أجبرت المؤلفين والمخرجين على الاعتماد عليها فى أداء دور الأم بشكل أساسى، منذ أن خطت خطواتها الأولى فى عالم التمثيل، حتى إن أول أفلامها السينمائية «ثمن الحرية»، جسدت فيه شخصية أم

«ماما كريمة» لاتزال تفتح ذراعيها للحياة، وكما أن عطاءها الفنى متواصل، فإن عطاءها الإنسانى والأسرى لم يتوقف يوما منذ ارتباطها بالفنان الكبير «نور الدمرداش» حتى اليوم.

■ بداية.. هل هناك فروق بين شخصية «عطيات محمد البدرى» وشخصية «ماما كريمة» التى اشتهرت بها؟

ـ لا يوجد فرق لأن الاثنتين واحد، لكن لا أنكر أن تغيير اسمى كان شيئاً صعباً، فصلنى عن نفسى وجعلنى أتعامل مع الناس باسم آخر غريب عنى، ولكن قبلت بذلك بسبب عشقى للفن ولأننى لم أتقبل رفض أهلى لعملى فى الفن والتمثيل، فقررت وقتها أن أعمل باسم مستعار، ولو كانوا أهلى عايشين إلى اليوم ورأوا مدى التكريم والتقدير الذى حصلت عليه من وراء تغيير اسمى إلى «كريمة مختار»، لما رفضوا عملى بالفن، فبقدر ما أخذ منى هذا الاسم منى بقدر ما أعطى لى.

■ كيف تم ارتباطك بالفنان نور الدمرداش؟

ـ نور عرفته فى الوسط الفنى، ويكفينى أن الفن كان سببا فى ارتباطى بهذا الرجل العظيم، بالإضافة إلى أن أفكارنا واتجاهاتنا كانت واحدة، وعندما عرض على الزواج أبلغت أهلى وللعلم وافقوا عليه، لأنه كان يعمل فى مجالات أخرى غير التمثيل وكان حاصلا على بكالوريوس علوم سياسية، لكنهم نصحوه بأن يبتعد عن الفن.

■ هل كان زواجك عن حب؟

ـ طبعا، اثنان مثلنا يعشقان الفن والثقافة ولهما رؤية فى الحياة، لا يجوز عندما يفكران فى الزواج إلا أن يتزوجا على أساس من التفاهم والحب «مش أى جوازة وخلاص».

■ نعيش عصراً مليئاً بالأمراض الاجتماعية، هل يشكو لك أبناؤك من عدم قدرتهم على التكيف مع المتغيرات الاجتماعية الجديدة؟

ـ أبنائى وغيرهم يشكون من الفساد، وانعدام الأخلاق، لكن ردى عليهم أن الحياة بها الجميل والقبيح، وهناك الجيد والسيئ والدليل وجودهم وتمسكهم بأخلاقهم، فمؤكد أن هناك من يتفقون معهم فى تلك الصفات، وهناك من هم على العكس تمام، وأنا لست مع النظرة التشاؤمية بأن كل شىء سيئ.

■ معنى ذلك أنك لا تشعرين بالندم على أسلوب تربيتك لهم؟

ـ إطلاقا، ولو عاد بى الزمن وعلمت أن كل هذه المتغيرات ستحدث، سأربيهم أيضا بالطريقة نفسها وعلى المبادئ نفسها، فأنا لم أسمح لنفسى فى أى يوم من الأيام بالتقصير فى حقهم، وأخذت على عاتقى منذ أن كانوا صغاراً مسؤولية تربيتهم والاعتناء بكل صغيرة وكبيرة فى حياتهم، بسبب انشغال والدهم فى عمله كمخرج، كما رفضت الاستعانة بمربية لمساعدتى فى الاعتناء بهم، وحرصت منذ صغرهم على توثيق علاقتى بهم، دون التدخل فى حياتهم الشخصية، إلا إذا استدعت الضرورة ذلك، فأتدخل من باب النصيحة والإرشاد لا الإجبار.

■ ماما كريمة نموذج مثالى للأم فى التمثيل وفى الواقع، ما رأيك فى أمهات الجيل الجديد؟

ـ الأمومة غريزة طبيعية داخل كل سيدة، وجزء من تكوينها، لكن المشكلة فى الوقت الذى يجب أن نقضيه مع أولادنا والطريقة المثلى لكى ننشئ إنسانا سويا ومبدعا، وهذا يحتاج مجهوداً أكبر من الأمهات والآباء.

■ وهل تشاركين فى تربية أحفادك؟

ـ إلى حد ما، أشارك بالرأى والمشورة فقط، دون تسلط، لأن الأطفال يجب أن تتم تربيتهم وفقا لرؤية وأسلوب الوالدين.

■ هل تلتقين بأحفادك وأبنائك بانتظام؟

ـ لقائى بأبنائى وأحفادى شىء أساسى.. أحرص عليه كل أسبوع، لكن هناك للأسف الظروف تمنعنا من اللقاء أحيانا، وأنا من جانبى أقدر انشغالهم بسبب ضغوط الحياة المستمرة.

■ طبيعة عمل ابنك الإعلامى معتز الدمرداش تضعه أحيانا فى دائرة النقد وأحيانا أخرى تعرضه للخطر، بماذا تنصحينه فى مثل هذه المواقف؟

ـ النقد أمر طبيعى، المهم أنه يعمل ما يمليه عليه ضميره ويتوكل على الله، و«معتز» محبوب فى عمله وأعتقد أنه لا توجه له انتقادات حادة، أما عن الحادث الذى تعرضت له سيارته فكان حادثاً عرضياً والحمد لله ربنا سلم.

■ الفن مرآة للمجتمع، فهل توافقين على نقل كل ما يحدث فى الواقع، خاصة السلبيات عبر الأعمال الدرامية؟

ـ لا أوافق.. لأن الواقع فيه سلوكيات وألفاظ خارجة، لا يجوز تقديمها فى عمل درامى واسع الانتشار يدخل كل بيت ويتابعه كل أفراد الأسرة بأعمارهم المختلفة، وهذا لا يعنى أن نهمل مناقشة هذه السلوكيات ولكن يمكن معالجتها وتقديمها دراميا، ولكن ليس بشكل مباشر وفج يضر أكثر مما يفيد.

■ أى الأمور التى تعتبرينها خطا أحمر لا يجب تجاوزه ممن يتعاملون معك؟

ـ أنا أعيش حياتى ببساطة وتربطنى بالناس كلها علاقات طيبة، فهم يحترموننى وأنا كذلك، لذا لا أضطر لأن أحتد على أحد أو أقول له «عندك خط أحمر»، أهم شىء هو الاحترام المتبادل.

■ لماذا لم تفكرى فى العمل السياسى، خاصة أن فنانات مثل مديحة يسرى وأمينة رزق شاركن فيه من قبل؟

ـ ببساطة لأننى مقتنعة بأن مش أى حد يستطيع المشاركة فى الحياة السياسية، وهذا الشخص لابد أن تتوافر فيه سمات خاصة لممارسة هذا العمل، ولكن إذا طُلب منى المشاركة فى العمل السياسى سأجتهد بشدة حتى أكون على قدر المسؤولية والثقة.

■ يبدو للوهلة الأولى أن كريمة مختار «بيتوتية»، هل هذا صحيح؟

ـ فعلا.. فأنا أحب البيت جدا وأحب السفر أيضا كلما استطعت، وكان من بين هواياتى حضور الصالونات الثقافية وتحديدا صالون الأستاذ حسين حلمى المهندس، لكن بعد وفاته لم نعد نجتمع كثيرا.

■ ما المكان الأقرب إلى قلبك فى البيت؟

ـ الصالة، فمتعتى أن أجلس على كرسى معين فى الصالة لمشاهدة التليفزيون، خاصة القنوات المصرية، لأنها أصبحت قوية جدا، ومتابعة البرامج الحوارية ونشرة الأخبار.

■ وأى من برامج «التوك شو» يستهويك؟

ـ بصراحة.. برنامج معتز «90 دقيقة».

■ إذا كان لك تعليق على أدائه هل تبلغيه به؟

ـ نعم، فإذا شعرت بأنه لم يجيد فى شىء، أعلق عليه، وهو يتقبل كلامى بصدر رحب، وإذا أجاد أقول له «برافو».

■ ما الحلم الذى لايزال يراود خيالك؟

ـ ضحكت كثيرا، ثم قالت: الحمد لله أنا راضية تماما عما وصلت إليه فى فنى وفى حياتى، وإذا كان لى حلم أو أمنية، فهى أن أظل على ما وصلت إليه من حب الناس فهو لا يُقدر بثمن.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية