x

زاهي حواس تعامد الشمس صدفة! زاهي حواس الإثنين 14-03-2016 21:21


لايزال كثير من الناس يسأل فى موضوع تعامد الشمس فى 14 معبدا وأثرا مصريا؟! بل أصبح السؤال الأول الذى أتلقاه الآن فى كل مكان هو هل تعامد الشمس كان مقصوداً أم أنه مصادفة؟! أما الإجابة فهى أن تعامد الشمس الذى يتم رصده من قبل الناس سواء كانوا أثريين أو مجرد زائرين مهتمين برصد هذه الظواهر بالمعابد المصرية القديمة فلا يمكن بحال من الأحوال التأكيد على أنه كان مقصودا من قبل المصرى القديم عند بناء هذا المعبد أو ذاك؟ وللتأكيد على ذلك أننا لا يوجد لدينا من نقوش وزخارف المعبد ما يشير من قريب أو بعيد إلى وجود تعامد شمس محدد داخل جزء معين من المعبد! وعلى ذلك فالأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسات من قبل علماء المصريات والفلك.. وفى ذات الوقت ومن خلال خبرتى الطويلة فى الآثار المصرية فمن الصعب على أن أصدق أن المصرى القديم كان يترك أمرا سواء كبر أو صغر للصدفة! بل على العكس تماماً كل شىء كان مخططا له وبعناية فائقة، وقد برع المصرى القديم فى علوم الفلك والهندسة والفن والعمارة.. وواجبنا قبل أن نجيب بالنفى أو الإيجاب هو أن ندرس هذه الظواهر ونحللها.

وهناك ظاهرتان تأكدنا نحن علماء المصريات من أنها ليست مصادفة: الظاهرة الأولى وهى تلك التى تحدث يومى 21-22 مارس من كل عام وتتكرر فى 21-22 سبتمبر، عندما تتعامد الشمس على كتف أبوالهول مباشرة، وذلك عندما يتساوى الليل والنهار، وتأكدنا أن هذه الظاهرة قد تمت فى عهد الملك خفرع والذى إليه ينسب نحت أبوالهول. وقد ثبت أن المهندس العبقرى عنخ خاف الذى قام باستكمال مشروع الهرم الأكبر بعد وفاة حم إيونو وظل هو المهندس الملكى حتى عصر الملك خفرع وقام بالإشراف على نحت تمثال أبو الهول، وقد قمنا أكثر من مرة بالاحتفال بهذه الظاهرة مع المشاهير ورجال الإعلام من أجل الدعاية للسياحة فى مصر.

والظاهرة الثانية هى تعامد الشمس داخل مقصورة الإله أمون بمعبد الملكة حتشبسوت المعروف بالدير البحرى فى التاسع من ديسمبر والسادس من يناير من كل عام، وذلك بمناسبة عيد الإلهة حاتحور، والتى مثلت داخل المعبد واعتبار حتشبسوت إلهة الحب والجمال، وكذلك عيد حورس الذى اقترن بموضوع الولادة الإلهية للملكة حتشبسوت المسجل نقشاً على جدران المعبد. هذا بالإضافة إلى تعامد الشمس داخل قدس أقداس معبد الكرنك فى أيام 21، 22، 23 من ديسمبر ربما لأنها كانت تمثل أول أيام الشتاء فلكياً، وكان يتم الاحتفال فيها بعيد إحياء أوزير وعودته إلى الحياة وإعداد الأرض للزراعة. والمثير أن لحظة تعامد الشمس داخل قدس أقداس الكرنك هى نفسها اللحظة التى تدخل فيها أشعة الشمس لقدس أقداس معبد حتشبسوت بالدير البحرى حيث يشرق على وجه حتشبسوت، ثم بعد ذلك يقف على شكل المعبود أمون نفسه، وقد يكون الأمر كله تأكيدا على زيارة أمون الأب لابنته حتشبسوت، حتى تتأكد قصة الولادة الإلهية المسجلة على جدران المعبد.

ما من شك أن اتجاه الشمس كان عاملاً رئيسياً فى تحديد اتجاهات المعابد المصرية، سواء كانت تلك المعابد مرتبطة بإله الشمس أو غير مرتبطة. وليس هناك من شك أن المهندس المصرى القديم كان يعرف تمام المعرفة كيف سيتحرك ضوء الشمس داخل المعبد لكى يتم توظيف كل جزء من العمارة الوظيفة التى تلائمها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية