مجرد خبر عادى نشرته صحف ومواقع كروية، أمس الأول، دون أن يستوقف أو يثير اهتمام أى أحد.. فالسفير المصرى فى أنجولا.. أحمد صبرى.. تبين أنه ترك مدينة لواندا، عاصمة أنجولا، حيث السفارة المصرية، وانتقل مؤقتا إلى مدينة كالولو، وبقى فيها طيلة فترة إقامة الأهلى الذى كان هناك ليلعب أمام ريكارياتيفو فى ذهاب دور الـ 32 لدورى الأبطال الأفريقى.. فالسفير المصرى قرر أن يبقى قريبا من بعثة الأهلى ليتمكن من الاستجابة لكل مطالبها وتسهيل انتقالاتها قبل المباراة وبعدها حتى العودة إلى القاهرة.. ولم أتمكن من معرفة الذى قام به ثلاثة سفراء مصريين آخرين.. فى الكاميرون حيث كان الزمالك يواجه دوالا.. وفى الكوت ديفوار، حيث كان إنبى يواجه أفريكا سبورت.. وفى الكونجو حيث سيذهب مصر المقاصة لمواجهة بوسكو.. لكننى أعرف أنه لم يكن يليق بالسفير المصرى أن يترك سفارته ومكتبه ومقتضيات وظيفته الأساسية والمهمة ليكون بجوار الأهلى فى مدينة أخرى.. الأهلى أو الزمالك أو أى ناد مصرى آخر.. كما أن السفارات المصرية فى أفريقيا وأى قارة أخرى ليست مطالبة بالبحث عن إقامة مناسبة أو توفير انتقالات واتصالات.. فمنذ أن بدأت الفرق الرياضية المصرية السفر إلى أفريقيا واللعب هناك وبات من كلاسيكيات الإعلام الرياضى المصرى الشكوى أولا من طول الرحلة وإرهاقها.. ثم الحديث عن السفارة المصرية ودورها.. حديث غاضب وعاصف إن لم تستجب السفارة وسفيرها وطاقمها الدبلوماسى والإدارة لكل مطالب البعثة الرياضية أو الصحفيين المرافقين لها.. وغالبا مطالب الصحفيين واحتياجاتهم يراها الإعلام الرياضى المصرى أهم وأولى بالاهتمام حتى من المطالب الرياضية نفسها.. والأرشيف الإعلامى الرياضى المصرى حافل بالإشادة والمديح أو الهجوم القاسى والشخصى على السفراء والسفارات المصرية حسب استجابتها واستقبالها ورعايتها.. وبات هناك سفراء مصريون فى أفريقيا وقارات أخرى لم يجر تقييمهم إعلاميا حسب أدائهم الدبلوماسى أو التزامهم فى واجباتهم ومهامهم الأساسية.. إنما فقط وفق حسن استقبالهم للبعثات الرياضية المصرية واستجابتهم لكل المطالب.. وأصبح هناك سفراء كثيرون فباتوا يخافون أن يغضب عليهم المسؤولون والصحفيون الرياضيون.. وسفراء آخرون لا يحفلون بذلك مهما تعرضوا لحملات انتقاد وتشويه.. وأظن أنه قد آن الآن أوان تغيير هذه العقائد الرياضية والإعلامية المصرية القديمة الخاطئة.. فوزير الخارجية لا يختار سفراء لمصر حسب اهتماماتهم الرياضية واستعداداتهم لمرافقة أى بعثة رياضية والاستجابة لكل مطالبها التى أحيانا أو غالبا لا يطلبها المسؤول والصحفى من باب الاستئذان والرجاء والتفضل بالمساعدة أو فى حالة الأزمات والطوارئ والظروف الصعبة المفاجئة.. ولكن يطلب المسؤول والصحفى الرياضى كل شىء من باب طلب الحقوق والالتزام بالواجب ونتيجة تصور خاطىء بأن السفير هو فى النهاية خادم وسكرتير لكل مسؤول أو صحفى رياضى.. وهكذا يصبح السفير مطالبا بتوفير سيارة وغرفة مناسبة فى فندق وأى احتياجات طارئة من طعام وملابس.. وكل ما هو ليس ملزما لأى سفير الذى ليس مطلوبا منه إلا المعلومات والتدخل فقط عند وقوع أى مشكلة حقيقية.