انتهت مباراة الذهاب في دور الـ32 من بطولة دوري أبطال أفريقيا بين فريقي الأهلي، وريكرياتيفو بطل أنجولا، على ملعب الأخير في مدينة «ليبولو» بالتعادل السلبي بدون أهداف بعد إضاعة كل الفرص التي سنحت للتسجيل من قبل لاعبي الفريقين وخاصة الأهلي.
يقول العرّاب الهولندي يوهان كرويف: «في كرة القدم إذا كنت في حالة الدفاع فعليك أن تجعل الملعب أضيق ما يمكن، وحينما تكون في مرحلة الهجوم فعليك توسيع الملعب أقصى ما يمكن».
هكذا فعلها مارتن يول، المدير الفني الهولندي في مباراة السبت، حيث ظهرت تقارب الخطوط بشكل حاد في مناطق تواجد الكرة مما يمنع لاعبي الخصم من التنفس وليس التحرك أو التمرير.
في حالات اللعب الثابتة، هنا ركلة المرمى تواجد 9 لاعبين من الأهلي بينهم 7 من ريكرياتيفو في منطقة في وسط الملعب الأيمن لا تتعدى 30 مترًا.
وفي حالات اللعب المتحركة، هنا الهجمة في الجهة اليمنى فقام ثنائي الارتكاز ورباعي الدفاع بالترحيل ومال معهم عبد السعيد في ظل تواجد «مؤمن»، على الطرف الأيمن فبات 8لاعبين في الجانب الأيمن من الملعب واستخلص الأهلي الكرة.
كذلك فرض «يول» سياسة الضغط العالي على الخصم فظهر الأهلي يضغط في منتصف ملعبهم بـ6 لاعبين مع تحييد الظهير العكسي، وهنا أقصد أن السداسي يميل جهة تواجد الكرة ويترك الظهير الآخر بلا رقابة وهنا نجحوا في استخلاصها.
«الصورتين لحالة واحدة يظهر في الأولى أول رباعي وفالثانية الشكل العام لتواجد لاعبي الاهلي في وسط ملعب الخصم».
ومع استمرار الضغط على مدار الشوطين كاد ان يكافئ الحظ «يول» ويمنحه الهدف من استخلاص الكرة بعد ضغط متقدم على دفاع «ريكرياتيفو» ولكن إيفونا أضاع هذا الانفراد.
ومع قراءة الجهاز الفني للملعب ظهرت ثغرة كبيرة في خط الدفاع بين الثنائي محمد هاني ورامي ربيعة خاصة في الكرات الطولية للمهاجم البرازيلي للخصم فظل «هاني» متواجدًا على الخط مع الجناح الأيسر.
هنا تدخل المدير الفني للأهلي وقام بتوجيه تعليمات لـ«مؤمن» للتراجع بجوار هاني وانضمام هاني للعمق وكأن الفريق يلعب بخماسي خلفي.
أما على الجانب الهجومي، هل تتذكر في تحليل المباراة السابقة كيف فاز الأهلي على المقاصة؟!
بالفعل تحركات «السعيد» في الجبهة اليسرى أمام رمضان صبحي واختراقها وتسجيل الهدفين من خلالها، لم يكن الأمر صدفة فقد تكررت نفس التحركات في هذه المباراة من قبل السعيد وأحيانًا «مؤمن» أيضًا.
أخيرًا ربما يعيب الكثيرون وأولهم مارتن يول، المدير الفني على الفريق إهدار الفرص ولكن ما يلفت الانتباه حقًا هو هذه الحالة الكرة مع «السعيد» في موقع مثالي وأمامه ثلاثة حلول ولكن أيهم الأمثل لتسجيل الهدف؟ ماذا لو مرر السعيد لإيفونا في العمق أو مؤمن خلف إيفونا وليس على الطرف؟!! كانت فرصة هدف محقق بكل تأكيد ولكن ما فعله السعيد هو عمل تمريرة ساقطة على الطرف الأيسر لرمضان صبحي..!
هذه فقط بعض ملامح ما قدمه المدير الفني الهولندي للفريق وبالطبع لم يتمكن المدير الفني بعد من تنفيذ الجمل التكتيكية كما يريدها على الوجه الأمثل، كل ما يهتم به الآن هو التمركز الصحيح أثناء حالات اللعب المختلفة.