x

حمدى الكنيسى.. السلطة وطول العمر

الأربعاء 13-10-2010 20:15 | كتب: محمد الكفراوي, سحر المليجي |

فى كتابه الجديد الصادر مؤخرا عن دار جزيرة الورد، يقدم الكاتب والإعلامى الكبير حمدى الكنيسى بحثا مهما يربط فيه بين طول عمر بعض السياسيين والرؤساء وبين بقائهم فى السلطة، من خلال عدة عوامل نفسية وفسيولوجية، ويبدأ بحثه بتعريف السلطة وتقسيمها إلى أنواع، منها السلطة التقليدية والشرعية والكاريزمية، بحسب تقسيم ماكس فيبر، عالم الاجتماع الشهير، ثم ينتقل إلى جزئية أخرى فى البحث لعقد الصلة بين السلطة وطول العمر، موضحا أن من أسباب طول عمر من يشغلون مناصب سلطوية هو توافر الإمكانيات المادية والنفسية التى تجعلهم فى حالة جيدة على الدوام، ومنها النظام الغذائى الجيد، والراحة على فترات متقطعة أثناء العمل، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، واستشارة الطبيب لأقل عارض مرضى.

ويوضح الكنيسى فى بداية بحثه أن تقريرا لمجلة فورين بوليسى الشهيرة تضمن أكبر 10 رؤساء عمرا فى العالم وهم «الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ملك السعودية، موجابى، رئيس زيمبابوى، براسادا كورالا، رئيس وزراء نيبال، عبدالله واد، رئيس السنغال، الرئيس حسنى مبارك، صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت، فيديل كاسترو، رئيس كوبا، مواى كيبابى، رئيس كينيا، مانوها سينج، رئيس وزراء الهند، وثان شوى، رئيس مجلس السلام والتطوير فى بورما 96 عاما».

ويستعرض المؤلف مجموعة من الرؤساء ورؤساء الحكومات والوزراء فى العالم، وفى مصر تحديدا، عاقدا الصلة بين طول عمرهم وبين بقائهم فى السلطة وتأثير طول العمر على أدائهم فى السلطة، مشيرا إلى أن لطول العمر أثراً إيجابياً، لأن الكبار يتحلون بالخبرة والحكمة ويصلون إلى قمة عطائهم مع تقدم أعمارهم.

من النماذج التى يتناولها الكتاب الرئيس مبارك، متطرقا إلى الآراء الواردة فى حقه، من خلال كتَّاب مصريين وعرب وأجانب، وكذلك الرئيس الكوبى فيدل كاسترو معنونا فصله بـ«الذى نجا من 638 محاولة لاغتياله وتمتع بالسلطة وطول العمر»، ثم أفرد صفحات للرئيس الليبى معمر القذافى «41 عاما فى السلطة» والملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس اليمنى على عبدالله صالح ورئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو بيرلسكونى، ورئيس الوزراء البريطانى الأسبق وينستون تشرشل، ثم يتطرق المؤلف لعدد من الشخصيات السياسية فى مصر، ويبدأها بالبابا شنودة تحت عنوان «البابا.. الشاعر.. السياسى.. الضاحك 87 عاما»، ثم يتناول بعض الشخصيات الأخرى ويمنحهم ألقابا تعبر عن أدائهم السياسى مثل «الثعلب 78 عاما» وهو لقب أطلقه على الدكتور فتحى سرور، و«الداهية .. أخطر دماغ 77 عاما» والمقصود به صفوت الشريف، و«البعبع.. رجل كل العصور 76 عاما» وهو كمال الشاذلى.

وعن الكتاب يقول مؤلفه حمدى الكنيسى «أعمل على هذا الكتاب منذ عامين، وذلك بسبب جمع المراجع والكتب اللازمة من دول العالم المختلفة، وقد جاءت لى الفكرة بعد أن شاهدت الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش الأب وهو يحتفل بعيد ميلاده الـ86 بالقفز من طائرة بالبراشوت، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الذين شاهدتهم بنفسى، ووجدت أن هناك ارتباطاً بين السلطة وطول العمر - إذا أراد الله - حتى بين الحيوانات، فالنحلة الملكة تعيش 8 سنوات، بينما النحلة الشغالة تموت بعد 4 أشهر، لذا فإن هناك أسباباً حاولت البحث فيها، ووجدت أن العلاقة بين طول العمر والسلطة تعود إلى أن أصحاب المناصب يهتمون بصحتهم، فضلا عن ممارستهم للرياضة، بالإضافة إلى تنظيم أوقاتهم، وإحساسهم بالرضا عن النفس، والاستمتاع بما تحققه السلطة، فضلا عن الحياة فى جو بيئى مناسب».

وقال الكنيسى «كتابى يجمع بين طياته معلومات تاريخية وتحليلية، كتبت بأسلوب أدبى، لحث القارئ على قراءته بسهولة، فهو كتاب تمت صياغته صياغة أدبية لشخصيات تجسدت فيها مقولة «السلطة وطول العمر».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية