قال الدكتور أحمد عبدالمعطى بيومى، عميد كلية أصول الدين سابقاً، عضو مجمع البحوث الإسلامية: «بعض الفضائيات الإسلامية أخطر على الإسلام من زكريا بطرس وما يدعيه على الإسلام، وهى مصدر للفتنة، مقارنة بالفضائيات المحسوبة على الأقباط».
وطالب خلال الندوة التى أقامتها الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، أمس الأول، والمعنونة، «معاً من أجل مصر، شعب واحد.. وطن واحد» بضرورة تكوين لجنة من الحكماء مهمتها التفتيش فى المشتركات بين المسلمين والمسيحيين وتعميقها، لأنه سوف يكون بمثابة حائط ضد أمام أى «فتنة» تطل برأسها، ولفت إلى أهمية دراسة كل ظواهر ومسببات «الفتنة» منذ 1972 حتى اللحظة، كى نضع أيدينا على العلة الحقيقية.
وأكد أن المنظومة الأخلاقية المسيحية أو الإسلامية، لا يوجد بها ما يدعو إلى «الفتنة» وبالتالى ليس لأحد مسلماً كان أو مسيحياً أن يدعى أو يتعلل بالحرص على الدين. ووصف الأحداث الطائفية بأنها عارضة و«مجرد تحرشات» وأنه لم يكن يعبأ بها، لأنها لا تؤثر فى النسيج الاجتماعى، وتابع: إن ما هالنى هو أن تمتد هذه التحرشات إلى المستوى النخبوى والفكرى بين الطرفين من خلال التشكيك فى هوية العقائد.
وطالب النخب الإسلامية والمسيحية بأن يكون بينهما حوار ممتد فى كل القضايا، لاستئصال أى بوادر فتنة قد تنشأ، موجهاً اللوم إلى البابا شنودة، لاستخدام مهارته اللغوية فى الاعتذار، ثم سحب هذا الاعتذار مرة ثانية، ولم يتخذ أى إجراء إزاء تصريحات نيافة الأنبا بيشوى. وقال المفكر القبطى المهندس سمير مرقس، الباحث فى شؤون المواطنة: «إننا نعانى من فتنة حقيقية ألا وهى خصخصة التاريخ وتقطعيه ليخدم على اللحظة السياسية». وطالب بضرورة معرفة الآخر، ليس على المستوى الدينى فقط، وإنما على المستوى الحضارى، فالبحث عن مساحات مشتركة أمر فى غاية الأهمية لتحقيق الاستقرار، ولفت إلى أن ضغط اللحظة السياسية، يجعل كل طرف يبحث عن هوية مخالفة للطرف الآخر.
وطالب، بضرورة التعامل مع التوتر الدينى المتكرر باعتباره شيئاً إيجابياً وعدم استغلال إعلام لأى قلق، والتعامل معه على أنه فتنة طائفية، لأن التوصيف الدقيق مهم فى هذه الحالة للخروج من أسر الطائفية. وأكد ضرورة استبعاد الصفة الدينية من الأحداث، التى ليس لها علاقة بالفتنة الطائفية، وأن تكون المعالجة بعيدة عن أى شىء يجعل الفتنة تطل برأسها، فالبحث عن المشتركات أهم بكثير من لعن الفتنة.
وقال الدكتور أندرية زكى، مدير عام الهيئة القبطية، نائب رئيس الطائفة الإنجيلية: «مصر تمر بمرحلة فارقة فى تاريخها، وعلينا أن نقف جميعا فى مواجهة أى مساس بوحدتنا، وأن نتكاتف للخروج من أى حسابات ذاتية، يحاول أى طرف أن يفرضها على الآخر». وقالت سميرة لوقا، مدير قطاع التنمية الثقافية بالهيئة الإنجيلية، إننا نحتاج اليوم، أكثر من أى وقت مضى، أن نقف جميعا فى مواجهة أى خطر يهدد سلامة وحدتنا، لذلك تأتى هذه الندوة لنؤكد من خلالها مسلمين ومسيحيين أننا جميعاً أشقاء مهما حدث.