x

مرشح سلوفينيا لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة»: دور مصر مهم في مكافحة الإرهاب

الأربعاء 09-03-2016 09:25 | كتب: أ.ش.أ |
دانيلو تورك - رئيس سلوفينيا السابق - صورة أرشيفية دانيلو تورك - رئيس سلوفينيا السابق - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

قال رئيس سلوفينيا السابق، دانيلو تورك، مرشح بلاده لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، إن دور مصر مهم في تطوير سياسات الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.

وأضاف «تورك»، في حوار صحفي، الأربعاء: «إن مصر دولة محورية لتحقيق السلام والأمن في الشرق الأوسط والبحر المتوسط وأوروبا والعالم أجمع، وفي تطوير سياسات الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في ضوء عضويتها الحالية في مجلس الأمن الدولي»، مشيدا بجهود مصر في مواجهة الإرهاب من أجل تحقيق الأمن في المنطقة.

وتابع «تورك»: «إن الهدف من زيارته الحالية لمصر هو عقد لقاءات مع عدد من المسؤولين في مصر وجامعة الدول العربية على رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسامح شكري، وزير الخارجية، للاستماع لآرائهم المختلفة والتعرف على رؤاهم حول الأوضاع في الشرق الأوسط التي تعيش مرحلة أمنية حساسة للغاية وكذلك التطورات التي يمكن أن تشهدها في المستقبل وإيجاد حلول لهذه الأزمات».

وردا على سؤال حول سعيه للحصول على دعم مصر والدول العربية لتأييد ترشحه لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، قال «تورك»: «إن الحصول على هذا الدعم لا يأتي من فراغ وإنما يأتي من واقع خبرته وأفكاره واهتمامه وعمله بالأمم المتحدة لسنوات عديدة، وإن لديه أصدقاء كثيرين في العالم العربي الذي يعرفون عمله وإن زيارته للقاهرة تأتي سعيا للاستماع والتعرف على الآراء التي تعد عنصرا في دعم ترشحه للمنصب وإمكانية التعاون في المستقبل في حالة نيله هذا المنصب».

وحول أولوياته في حالة توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة، قال «إنه سوف يولي اهتماما كبيرا بمجال الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين من خلال تعزيز قدرة المنظمة الدولية في أنشطة منع النزاعات وهذا يرتكز على طرح مبادرات سياسية مبكرة والوساطة ودعم عمليات حفظ السلام لضمان عدم تدهور الأوضاع وبناء السلام في المناطق ما بعد النزاعات».

وأضاف «تورك» أن العام الماضي شهد العديد من الإنجازات في مجال التنمية حيث تبنى المجتمع الدولي أجندة التنمية حتى عام 2030 والاتفاق حول تغير المناخ في المؤتمر الذي عقد في باريس العام الماضي، فضلا عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه حول التنمية المستدامة، مشيرا إلى الحاجة لدعم خطة عمل أديس أبابا حول التنمية المستدامة.

وبشأن الإصلاحات داخل الأمم المتحدة، أعرب عن اعتقاده بأهمية أن يبذل مجلس الأمن الدولي المزيد من الجهود لمنع النزاعات في العالم فضلا عن أهمية تغير نظام حفظ السلام الذي لابد أن يقوم على أساس الحصول على نصائح بعثات السلام المشاركة على الأرض بهدف ضمان مشارك المزيد من الدول في عمليات حفظ السلام وتحسين أدائها، مشددا على ضرورة اهتمام مجلس الأمن بأوضاع الدول ما بعد النزاعات لضمان استدامة السلام.

وردا على سؤال حول نظام التصويت وتوسيع عضوية مجلس الأمن، أعرب عن اعتقاده باستمرار نظام التصويت كما هو الحال حاليا، وقال «المهم هو التوصل إلى قرارات في مجلس الأمن تحظي بإجماع وعدم استخدام حق النقض»، موضحا أن توسيع عضوية المجلس مطلب شرعي للدول، لكني لا أري الظروف الحالية مواتية لتوسيع العضوية، وقال «هناك مباحثات حول هذا الموضوع منذ فترة، لكن من الصعب رؤية تغير في تشكيل مجلس الأمن في هذه اللحظة»، مشيرا إلى أن الأمين العام والأمم المتحدة دورهما ليس كبيرا في هذا الأمر.

وعن تطورات الأزمة السورية الحالية في ضوء الجهود المبذولة لاستئناف مباحثات السلام بشأنها، أكد دانيلو تورك، رئيس سلوفينيا السابق، مرشح بلاده لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، أهمية وقف إطلاق النار الحالي رغم بعض نقاط الضعف والانتهاكات التي تحدث، وأشاد في هذا الصدد بجهود المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، الذي أكد استمرار وقف إطلاق النار الذي يوفر أساسا لاستئناف مباحثات السلام الذي ستعقد في الأيام المقبلة في جنيف.

وأعرب «تورك» عن أمله في أن تنجح الجولة القادمة من المباحثات في العمل على ضمان تحسين إيصال المساعدات الإنسانية دون المعوقات، والوصول إلى المحتاجين دون قيود وهذا ما تم التأكيد عليه في قرار مجلس الأمن رقم 2258 مؤكدا أهمية إجراء مفاوضات جادة بين الأطراف المعنية للتوصل إلى حل سياسي يهدف إلى تشكيل سلطة شاملة غير طائفية في سوريا ودعم وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية.

وردا على سؤال حول دور الرئيس السوري، بشار الأسد، قال «تورك» إن مبعوث الأمم المتحدة يجري المفاوضات مع كل الأطراف بما في ذلك «الأسد» وهو يمثل لاعبا مهما ومن المهم دعوة جميع الأطراف ليكونوا جزءا من الحل السياسي، وأضاف أن الأمم المتحدة اتخذت قرارا بالتحرك ضد تنظيم داعش العام الماضي يشمل وقف مصادر تمويل التنظيم ومنع وصول المساعدات إليه.

وحول إقامة منطقة حظر طيران فوق سوريا، قال «تورك» إنه يترك هذه المسألة لمباحثات جنيف، ولا يمكن مناقشة فكرة منطقة الحظر خارج هذه المباحثات، وفيما يتعلق بالأزمة الليبية الحالية، أكد أهمية دعم الاتفاق السياسي الذي تم التوصل إليه وتعزيز دور البرلمان الليبي، وقال «إن الأمم المتحدة والمبعوث الأممي، مارتن كوبلر، يبذلان ما في وسعهما لتشكيل حكومة موحدة التي تعد خطوة سياسية مهمة»، مشددا على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية لحوالي 6. 2 مليون شخص فيها يحصلون على دعم بشكل ما، مشيدا بجهود «كوبلر» الذي يؤدي عملا جيدا في ليبيا- على حد تعبيره.

وتابع قائلا «إن الظروف في ليبيا تختلف عن سوريا حيث توجد مستويات أفضل في الاتصالات بين الأطراف المعنية وهذا يوفر فرصة أفضل للحل السياسي مع الوضع في الاعتبار أن الأزمة في ليبيا مستمرة منذ 5 سنوات»، موضحا أنه لا يقلل من الصعاب الموجودة ولكن علينا البناء على ما تم التوصل إليه، وحول إرسال قوات دولية إلى ليبيا، أعرب «تورك» عن اعتقاده بعدم توافر الظروف الملائمة لإرسال قوات دولية إلى ليبيا، وقال إنه لا يري الحكمة في ذلك في الوقت الحاضر وهذا يمكن أن يتغير مع إحداث تقدم وهذا يعتمد على التعامل مع اللاعبين السياسيين.

وردا على سؤال بشأن رؤيته لحل القضية الفلسطينية، قال «إنه ملتزم تماما بحل الدولتين الذي يعد أفضل خيار لاستقرار المنطقة في المستقبل، وأنه يدرك أنها ليست اللحظة المناسبة لإحداث تقدم سياسي»، وأكد في هذا الصدد أهمية تقرير جورج ميتشل لعام 2001 وخطة السلام لجامعة الدول العربية عام 2002، وقال «كلاهما لم يفقد قيمته».

وحول الاستيطان الإسرائيلي، قال «بالطبع الأوضاع على الأرض غير مواتية في السنوات الماضية ولكن هناك توجها له مصداقية ولابد من إحيائه»، وردا على سؤاله حول تطورات الأزمة اليمنية، شدد على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في اليمن، وقال «إن المشكلة في اليمن معقدة بسبب الانقسامات الكثيرة، ولهذا لابد من إيجاد حلول سياسية شاملة، وإن الحلول العسكرية لن تنجح»، مؤكدا تفهمه ضرورة استخدام القوة العسكرية في مرحلة ما مثل كل النزاعات، لكن ينبغي أن ينخرط كل الأطراف في التوصل إلى حل.

وردا على سؤال حول إجراءات عملية اختيار الأمين العام الجديد، أوضح أنه سيتم الانتهاء من عملية اختيار الأمين الجديد للأمم المتحدة بنهاية العام الجاري، لكن لم يتحدد بعد التاريخ لهذا، وأشار في هذا الصدد إلى أن هناك 7 مرشحين حتى الآن لشغل المنصب في المراحل الأولى، ثم ينخفض العدد بعد ذلك، مؤكدا أنه يتشاور مع كل أعضاء مجلس الأمن ويتوقع أقصي دعمه له.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية