استعرض الرئيس حسنى مبارك، صباح اليوم، بمقر رئاسة الجمهورية فى مصر الجديدة، آخر المستجدات على الساحة اللبنانية، خلال استقباله رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى.
يأتى اللقاء بين الجانبين قبل الزيارة المرتقبة قريبا للرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد إلى لبنان، وهو الأمر الذى دفع خبراء إلى الربط بين هذه الزيارة والتقارب المصرى - الإيرانى الأخير، والذى تمثل فى الاتفاق على تسيير خطوط جوية مباشرة بين البلدين.
واعتبر محمود شكرى، سفير مصر الأسبق فى سوريا، أن هناك دلالات للقاء بين مبارك والحريرى، قبل زيارة الرئيس الإيرانى للبنان، منوها بأن هناك تقاربا مصريا - إيرانيا أدى إلى حدوث نوع من «الانزعاج الأمريكى» تجاهه، واعتراض واشنطن العلنى على الاتفاق الأخير على الرحلات الجوية المباشرة بين القاهرة وطهران.
وتوقع شكرى أن يطلب الحريرى من مبارك لعب دور أكبر فى الساحة اللبنانية، والدخول على خط العلاقة مع حزب الله على خلفية التقارب الخيّر بين القاهرة وطهران، وتقريب وجهات النظر بين الحزب وباقى القوى السياسية فى لبنان.
فى السياق نفسه، أكد الدكتور مصطفى اللباد، مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، أن زيارة الحريرى قبل لقائه نجاد تعطى «دلالة على التقارب المصرى - الإيرانى»، مستطردا: «لكنه تقارب لا يرقى لمستوى عودة العلاقات»، معتبرا أن الاتفاق على تسيير خطوط الطيران بين البلدين مؤخرا «خطوة إيجابية».
وقال اللباد إن مصر هى الدولة الوحيدة المهيئة لحل ما وصفه بـ«الفتنة بين المذهبين الشيعى والسنى»، لما تملكه من وسطية الإسلام ممثلة فى الأزهر، واعترافها بالمذهب الشيعى.
وأضاف أن عودة العلاقات مع إيران تقاس بمدى استعداد الطرفين للتضحية، موضحا أن الأمر بالنسبة لإيران يقاس بمدى قدرتها على التعامل مع القاهرة فى ظل علاقة الأخيرة مع إسرائيل والولايات المتحدة.
من ناحية أخرى، استقبل الرئيس حسنى مبارك اليوم بمقر رئاسة الجمهورية، رئيس وزراء جمهورية الجبل الأسود ليو دوكانوفيتش، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين وسبل تعميقها وتوسيع نطاقها فى المجالات المختلفة.