x

«عبدالرحمن».. الرجل الذى يدفن 80 «حياً» يوميا فى رمال سيوة: لو عيان خدلك حمام بس اوعى تستحمى

الأحد 10-10-2010 19:06 | كتب: محمد السيد صالح |

«أدفن ما يزيد على 80 شخصاً يومياً».. هكذا بدأ الحاج عبدالرحمن الشرايك حديثه معنا، وهو أشهر أصحاب حمامات الرمال الاستشفائية بمنطقة جبل الدكرور فى سيوة، انتظرنا عودته من رحلة العمرة لكى نزور «مدفنه» وفندقه ونتعرف على العلاج الأشهر فى الواحة والمعروف باسم «الدفن فى الرمال».

قدمنا له التهانى على عودته سالماً من مكة، وأكلنا مع أصدقائه وضيوفه السودانى وشربنا الشاى الزردة واتفقنا على حضور عمليات الدفن ظهر اليوم التالى وكان موعدنا الثانية ظهرا، حيث أقلتنا سيارة دفع رباعى إلى المدفن الذى يمتد على طول البصر، بينما كنا فى شهر أغسطس الذى تتجاوز حرارة شمسه الخمسة والأربعين درجة مئوية.

استأذن لنا الشرايك من بعض الرجال باللغة السيوية «الأمازيغية» فى أن نصور مراحل علاجهم، ودارت كاميرا «المصرى اليوم» بينما كنت أراقب العملية وعرقى يتصبب.

يبدأ مساعدو «الشرايك»، وهم رجال سمر أشداء، يومهم بحفر فتحات على حواف جبل الدكرور بعدد الراغبين فى العلاج، ثم تترك الفتحات لـ«تتحمص» تماماً تحت الشمس حتى الثانية ظهراً..

وبعدها يدخل الشخص المراد علاجه حمامات الرمل عارياً تماماً ثم تغلق الحفرة على كل جسده فيما عدا رأسه، الذى يتم وضع مظلة بدائية صغيرة فوقه.

وبعد قضاء ثلث ساعة تحت الرمال الساخنة، وعقب تدليك من المساعد بواسطة الأقدام فوق الرمال التى تغطى أنحاء الجسم، وتبديل الرمال فوق منطقة الصدر أكثر من مرة.

يدخل الخاضع للعلاج - بعد أن يوارى جسده العارى ببطانية سميكة - إلى خيمة دافئة ومغلقة تماماً حتى لا ينفذ إليها الهواء، يظل فيها لمدة ساعة كاملة يشرب خلالها قدر استطاعته أكواباً من الحلبة والينسون.

ويتكرر الأمر على مدار أربعة أو خمسة أيام، لا يسمح للمريض بالتعرض للهواء خلالها، ويفضل ارتداؤه الملابس الشتوية حتى فى عز الصيف، وغير مسموح له بالنوم فى التكييف أو حتى فى هواء المراوح الكهربائية، أما الاستحمام فهو ممنوع تماماً.

وفى اليوم الأخير للعلاج يتم تدليك جسد المريض بالزيوت الطبيعية على مدار ساعة كاملة.. ويقول «الشرايك» إنه ينصح بعدم الاستحمام لمدة أربعة أيام، أى بعد الانتهاء من العلاج وحمامات الرمال التى تعالج - وفقاً للموروث الشعبى فى سيوة - التهاب المفاصل والروماتيزم وأمراض السمنة والرطوبة، وغيرها من الأمراض المرتبطة بالعظام، لكن هناك محاذير وتعليمات كثيرة ينصح بها الأطباء، وأهمها الكشف الطبى على القلب والضغط قبل الخضوع لهذه الجلسات.

فكرت فى هذا العلاج لكننى ترددت كثيراً لطول مدته وبسبب الرائحة التى يخلفها فى الجسم لعدم الاستحمام طوال هذه المدة، وفى المقابل فضلت الخضوع لـ«الحجامة» على ظهرى، تحت يدى مهدى ميمى، أشهر رجال التداوى بالأعشاب فى الواحة، رغم أنه خريج أحد المعاهد الأزهرية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية