نشب خلاف بين المشاركين فى المؤتمر، الذى عقدته نقابة الصحفيين، أمس، لبحث آلية التعامل مع أزمات الفتن الطائفية، وعدم تورط وسائل الإعلام فى نشر الفتنة، وحضره عدد من رؤساء تحرير الصحف القومية، والحزبية والخاصة، وبعض الكتاب، حول تحميل وسائل الإعلام مسؤولية إشعال الفتن الطائفية، ففى الوقت الذى قال فيه فريق إنها مسؤولة عن هذه الفتن بما تنشره، برأها فريق آخر، وحمل المسؤولية للدولة.
قال مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين: إن الهدف من المؤتمر هو إصدار بيان رسمى للجهات المعنية، لضبط عملية النشر، فيما يتعلق بأمور الفتن الطائفية، وكل ما يثيرها.
وقال الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، إن الدولة تتحمل جزءاً فيما يحدث، حيث يجب عليها الإسراع فى إصدار قانون موحد لدور العبادة، وحل أزمة تولية الأقباط بعض الوظائف فى الدولة كرئاسة الجامعات وغيرها، رافضاً تحميل الصحافة الخطأ، موضحا أن الإعلام لم يعد صحافة فقط، ولكن فضائيات، ومواقع إلكترونية، لا توجد عليها رقابة، ولا يحكمها ميثاق شرف مثل الصحافة.
وطالب سعيد بضرورة تشكيل لجنة من النقابة، لمراقبة ما ينشر فى الصحف، وتوجيهها فى القضايا التى من الممكن أن تشعل الفتن الطائفية، مشدداً على ضرورة وضع ميثاق شرف إعلامى على غرار ميثاق الشرف الصحفى.
ووجه صلاح عيسى، رئيس تحرير جريدة القاهرة، انتقادات حادة إلى الإعلام بكل وسائله، معتبرا أنه السبب الرئيسى فى الفتنة، لأن مثل هذه الموضوعات تحقق للبرامج والصحف رواجا شديداً، معتبراً أن هناك ضرورة إلى وضع ميثاق شرف لمعالجة قضية الوحدة الوطنية، كما طالب بضرورة ترشيد أداء الإعلام، والتحكم به، لافتا إلى سهولة هذا الأمر، لأن معظم معدى ومقدمى البرامج أعضاء فى النقابة، وعلى دراية كافية بميثاق الشرف الصحفى، مشدداً على ضرورة الابتعاد عن نشر أو مناقشة الموضوعات التى تحمل فى مضمونها التفضيل بين الأديان، أو المذاهب الدينية المختلفة.
وقال رجائى عطية، المحامى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه لابد من التسليم بوجود خلافات عقائدية بين الأديان، لذلك يجب الابتعاد عن مناقشة مثل هذه الأمور، منعا لحدوث الفتن، مطالباً الحكومة بضرورة إثبات وجودها، وتعديل نظام الانتخابات ليصبح بالقوائم، وتطبيق مبدأ المواطنة.
وقال وائل الابراشى، رئيس تحرير جريدة صوت الأمة، إن الإعلام لعب دوراً مهماً فى معالجة الفتن، وتوضيح عدد من الحقائق المهمة، كما أن الصحافة والبرامج كشفت الكثير من الأمور، خاصة تلك التى تتعلق بأسباب اختفاء فتيات، وتوضيح أن الأسباب كانت عاطفية واجتماعية، وليست دينية، مشيراً إلى خطورة تحميل الإعلام الدور الأكبر فى إشعال الفتن، مطالباً الأزهر، والكنيسة بضرورة التعامل بشفافية مع حوادث الاختفاء، منعا لانتشار الفتن، كما طالب الكنيسة بضرورة مراجعة التصريحات التى تصدر عن مسؤولين بها.
وشدد عبداللطيف المناوى، رئيس قطاع الأخبار فى التليفزيون، على ضرورة عقد ورش عمل لمحررى الملفات الدينية، لتعريفهم بميثاق الشرف الصحفى، وضرورة التعامل بحرص مع القضايا التى قد تشعل الفتن، لافتا إلى تراجع دور الدولة فى معالجة الأزمة، مطالبا بضرورة عودة الكنائس والمساجد إلى دورها الحقيقى، والالتزام بالخطاب الدينى فقط، وعدم الخوض فى الأمور السياسية.
وطالب طارق حسن، رئيس تحرير جريدة الأهرام المسائى، النقابة بتبنى مبادرة للدعوة إلى مجلس أعلى للمواطنة، معرباًَ عن استيائه من تعامل الكنائس، تحديداً مع قضايا اختفاء الفتيات لأسباب عاطفية، على أنها قضايا طائفية.
ودعا محمد بركات، رئيس تحرير جريدة الأخبار، النقابة إلى وضع «مدونة سلوك» واضحة للتعامل مع كل القضايا التى تتعلق بالفتن الطائفية، وإلزام الصحف بعدم نشر الموضوعات التى تخوض فى صلب العقائد.