x

علاء الغطريفي لن تحكم بمفردك..! علاء الغطريفي الأحد 06-03-2016 21:47


سار الرجل مع حصانه وكلبه فى طريق فهبَّت عاصفة قتلت الجميع، ولم يدرك أنه فارق الحياة، واستأنف السير مع رفيقيه، وعند سفح جبل نال الظمأ من الرجل بشكل كاد يُجهز عليه، ووجد منعطفاً فسار إليه ليرى باباً رائعاً من الرخام يُفضى إلى ساحة مرصوفة ببلاط من الذهب وفى وسطها نافورة يخرج منها ماء بللورى، فسأل حارسَها قائلاً: ما هذا المكان الجميل؟ فرد: إنه السماء، فابتهج: لحسن طالعنا أننا بلغنا السماء.. إننا نموت عطشاً، فقال الحارس: باستطاعتك أن تدخل وتشرب الماء قدر ما تشاء، فسأله الرجل: وحصانى وكلبى، فرد قائلاً: آسف، يُحظر دخول الحيوانات، فكتم الرجل خيبته وغادر المكان إلى أن التقى رجلاً نائماً تحت شجرة، فسأله عن مصدر ليروى عطشه، فقال الرجل: فى وسط الصخور هناك ينبوع، فسُرَّ وشكره، ثم سأله: ما اسم هذا المكان؟ فقال له: السماء، فاستغرب: ولكن حارس الباب الرخامى قال لنا إن السماء هناك، فرد عليه: لم تكن السماء، بل كانت الجحيم، حيث يلبث كل القادرين على التخلى عن أفضل أصدقائهم، أما هنا فهو سبيل كل من يلتزم المبدأ ويخرج من دائرة أنانيته، وينتصر لمقصد الحياة «التشارك».

«1»

ليس باستطاعة أى إمبراطور، أو ملك، أو طاغية، أو كبير للعائلة، أو أى قائد، أن يحكم بمفرده.

«2»

لويس الرابع عشر «ملك الشمس» صعد إلى السلطة وهو فى سن الرابعة بعد وفاة والده لويس الثالث عشر (1601- 1643)، وخلال السنوات المبكرة من اعتلائه العرش كانت أمه، التى كانت وصية على العرش، تُمسك بالسلطة حتى استباحت دائرتُها ثروة فرنسا لأنفسهم واستولوا عليها، وحينما تولى لويس السلطة الفعلية وهو فى الثالثة والعشرين كادت الدولة تكون مفلسة.

«3»

وضع احتمال الإفلاس قبضة لويس على الحكم فى مأزق، وذلك لأن الحرس القديم وطبقة الحكم من الأرستقراطيين رأوا مصادر أموالهم وامتيازاتهم وهى فى سبيلها إلى الجفاف، كانت تلك الظروف مواتية لحفز أولئك ذوى الأهمية السياسية الحاسمة، والمتقلّبين أيضاً، أن يبحثوا عن شخص أفضل باستطاعته أن يضمن لهم ثروتهم ومكانتهم، وفى مواجهة تلك المخاطر كان على لويس إجراء تغييرات، وإلا فقد عرشه.

«4»

فى تلك الأثناء كان على لويس اتخاذ إجراء بشأن الأرستقراطية القديمة، فقد كان يدرك عدم ولائهم وتحريضهم لمجموعات معادية للملكية أثناء فترة الوصاية على العرش، وقام بتغيير أفراد المجموعة المحتمل أن تصبح أعضاء فى دائرته الداخلية، وجاء بطبقة جديدة من الأشخاص على حساب كثير من قدامى الأرستقراطيين الموجودين فى البلاط.

«5»

«أناشدكم الله، هل طابت لكم طول غيبة الصواب عنكم؟ أم أنتم كأهل ذلك الكهف ناموا ألف عام ثم قاموا».

«6»

قد بلغ الترقى فى الاستقلال الشخصى فى ظلال الحكومات العادلة لأن يعيش الإنسان المعيشة التى تشبه فى بعض الوجوه ما وعدته الأديان لأهل السعادة فى الجنان، حتى إن كل فرد يعيش كأنه خالد بقومه ووطنه، وكأنه أمين على كل مطلب، فلا هو يكلف الحكومة شططاً ولا هى تهمله استحقاراً.

«7»

«إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون».

ختام: للقارئ مطلق الحرية فى الخيال، فمن الصالح ألا تتخلى عنه لأنه تعبير عن الإرادة.

المصادر:

Dictator،s Handbook للمؤلفين بروس بويندو والستير سميث

رواية «الشيطان والآنسة بريم» لـ«باولو كويلو».

«طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد» لـ«عبدالرحمن الكواكبى».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية