فيما واصلت أسعار الخضروات والفاكهة ارتفاعها فى الأسواق، اليوم السبت، خاصة سعر الطماطم، التى ترواحت أسعارها ما بين 10 و14 جنيهاً للكيلو، أكـد المهندس رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة، أن الحكومة تعمل على تهدئة ارتفاع أسعار السلع الرئيسية، خاصة الخضروات، من خلال تشديد الدور الرقابى للأجهزة المعنية، مع تحسين حلقات التداول التى يتم من خلالها إهدار نسبة كبيرة من هذه السلع، إلى هذا تجولت «المصرى اليوم»، أمس، فى عدد من منافذ البيع التابعة لوزارة الزراعة، أمس، والتى تطرح الخضروات بأسعار مدعمة، وبلغ سعر طماطم الطعام 4.30 جنيه، وطماطم الصلصة 2.50 جنيه، و2 جنيه للفاصوليا و1.75 جنيه للبصل، كما شهد منفذ الدقى إقبالا واسعًا من الأهالى على شراء الطماطم فى حين خلت منافذ أخرى، مثل منفذ الهرم لجهل الأهالى بالأسعار التى تطرحها المنافذ.
وقال نهاد محمود، مدير إدارة المتابعة بمنفذ الدقى أن الطماطم المباعة فى المنفذ تم شراؤها من تجار الجملة بسوق العبور، وأضاف: «مثلى مثل أى تاجر تجزئة اشتريت بالجملة من سوق العبور بـ3 جنيه للكيلو، ولكن الفرق بينى وبين تاجر التجزئة أنه استغل الموجة الحارة وباع بضعف السعر فى حين اكتفت الوزارة بهامش ربحى بسيط يكفى لدفع رواتب العمال».
وأشار إلى أن المشكلة التى يعانى منها المستهلك فى ارتفاع سعر الطماطم تعود إلى افتقاد همزة الوصل التى تقع بينه وبين تاجر الجملة، لافتا إلى أن المنافذ تشترى 3 أطنان طماطم يوميا وتبيعها فى اليوم نفسه بسبب احتياج الأهالى للطماطم، وارتفاع سعرها عند الباعة العاديين.
وقال مدحت المليجى، رئيس مجلس إدارة الاتحاد العام لمنتجى ومصدرى الحاصلات البستانية، إن عربات نصف نقل تحمل طماطم وأنواعاً أخرى من الخضروات، تجولت فى المناطق التى لا يوجد بها منافذ بيع لبيعها بسعر مدعم، مشيرا إلى أن العربات تم توجيهها فى البداية للسيدة عائشة ودار السلام وبولاق، وأضاف: «لدينا 10 سيارات ستدخل جميع المحافظات وبدأنا بالمناطق التى يعيش فيها (ناس غلابة) لأنهم أولى بالدعم».
وفى منطقة أرض اللواء، أبدى الأهالى ارتياحهم من سعر الطماطم فى منافذ البيع التابعة لوزارة الزراعة، وقالت ليلى بسيونى: «عرفت عن الطماطم الرخيصة من عربية الخضروات التى تتجول فى أرض اللواء، والحمد لله إنى لقيت حاجة حلوة فى البلد دى، بس خايفة اتعود على كده من الحكومة»، وأضافت: «رجعت لمعدلى الطبيعى واشتريت 2 كيلو بعد ما كنت مقاطعة الطماطم وبناكل مسلوق ومحمر».
وأضاف رشيد، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، أن الأزمة تؤكد سلامة موقف وزارة التجارة فى ضرورة ضخ استثمارات فى مجال البنية التحتية لعمليات نقل الخضروات والفاكهة من مواقع إنتاجها إلى المستهلكين بأقل تكلفة، وجدد الوزير موقف الحكومة الرافض لسياسة التسعير الجبرى للسلع الرئيسية، وبرر الوزير ذلك بأن تلك النظرية أثبتت فشلها خلال العقود السابقة، عن طريق البيع فى السوق السوداء بأسعار تفوق الواقع، لافتا إلى أن البديل الوحيد هو زيادة المعروض بما يتفق مع الطلب الحقيقى، ويدفع الأسعار تلقائيا إلى الانخفاض، لافتا إلى أن الفجوة المعروضة فى كميات تلك السلع فى السوق المحلية وراء ارتفاع أسعارها، منوها ببيان مجلس الوزراء الخميس الماضى الذى أرجع ارتفاع أسعار الخضروات إلى ارتفاع درجات الحرارة الذى أدى إلى انخفاض الإنتاجية بشكل واضح فى العديد من منتجات الخضروات الموسمية.
يذكر أن مصر تحتل المركز الخامس فى زراعة الطماطم على مستوى العالم بعد كل من الصين وأمريكا وتركيا والهند، وتنتج حوالى 7 ملايين طن سنويا على موسمين، أو يتم إنتاج حوالى 18 ألف طن كمركزات ومعجون طماطم، حسب دراسة صادرة عن الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة.