القناة الفضائية من أكثر القنوات فى التليفزيون التى تعانى مشاكل، وعاملوها دائما فى حالة اعتراض على القرارات وعلى سياسة رئيسها جمال الشاعر، حيث اتهموه بأنه يميز بين العاملين فى الأجور والعمل، وهو ما يدفعهم إلى التردد على مكتب أسامة الشيخ رئيس الاتحاد أو نادية حليم رئيس القطاع.. فى هذا الحوار كشف الشاعر كل ما يدور فى القناة وأحقية العاملين فى شكواهم من عدمها.
■ ماذا قدمت للقناة خلال عام؟
- أنا لدى طموح أن تكون الفضائية المصرية نافذة للمغتربين بالخارج تكون جسر التواصل معهم والاستماع إلى أفكارهم وجميع المشاكل المتعلقة بعلاقتهم بمصر، وتسليط الضوء على الجيل الثالث الذى أفرزته الهجرات المصرية إلى الخارج، الذى يعانى من مشاكل مع اللغة العربية والمعرفة بقضايا بلده، وعلى المستوى السياسى يجب تواجد اللوبى العربى فى مواجهة اللوبى الصهيونى ونحن نسعى إلى تصحيح تلك الصور.
■ كيف ذلك؟
- من خلال برنامجين الأول: «وصال» الذى تم إنتاجه بالتعاون مع وزارة الخارجية وهو يلتقى مع المصريين المقيمين فى الخارج ويتعرض لكل مشاكل الأقليات، والثانى «كلم مصر» وهو يفتح خطا مباشرا على الهواء مع كل المهاجرين ومن خلاله نعيد اكتشاف الأسماء المصرية اللامعة التى حققت نجاحات فى الخارج.
■ يتردد فى القناة أن برنامج «كلم مصر» يلتهم ميزانية القناة لأنك مقدمه فى الوقت الذى يتم فيه تجاهل باقى البرامج؟
- غير صحيح فميزانيته أقل بكثير من أى برنامج آخر كما أنه ليس من اختصاصى تحديد ميزانية البرامج التى تعرض على الفضائية إنما هناك لجنة عليا فى الاتحاد، ووفقا لقواعد معينة يتم تحديد ميزانية كل برنامج.
■ العاملون فى القناة يتهمونك بأنك تغلق الباب أمامهم ولا تحاول حل مشاكلهم مما يضطرهم إلى اللجوء لرئيس الاتحاد ورئيس التليفزيون؟
- العكس هو الصحيح.. فأنا ضحية من ضحايا الباب المفتوح فى التليفزيون فيجب أن يكون لدى وقت لوضع خطط القناة وتوجه العاملين إلى القيادات الأعلى هو محاولة للضغط فى كل الاتجاهات لتحقيق مكاسب أكبر، وفى النهاية كل من يشكو تفتح ملفاته من جديد ويعاد تقييمه وإذا كان لديه حق سيحصل عليه ولكن معظمهم خسر وانكشف أمره.
■ يقولون إن سبب المشكلة هو تمييزك لبعضهم على الآخر فى الأجور والعمل؟
- نعم أميز بين العاملين على أساس الأفضل فى العمل والأداء، فمن يعمل أكثر وأفضل أسند إليه أعمالا أكثر، ومع ذلك فنسبة البطالة فى القناة صفر، وأتحدى من يقول غير ذلك، ولو تمت مراجعة أجور العاملين منذ 3 سنوات حتى الآن، سنجد أن العاملين يتقاضون الآن أربعة أضعاف ما كانوا يتقاضونه قبل 3 سنوات، ولكن كل شخص يسعى إلى تحقيق مكاسب أكبر ونحن لا نوزع حصصا تموينية على الناس، إنما نقدم سياسة بلد وننقلها على الشاشة، وللأسف كل عامل يتصور نفسه أنه يوسف شاهين ويطلب المزيد فى الأجر والعمل، وفى النهاية هناك معايير مهنية تحكمنا جميعا، «احنا بنتنشق على حد موهوب يفيد القناة»، فكيف إذن يجد رئيس القناة عاملا جيدا وموهوبا ولا يشجعه.
■ العاملون يتهمونك أيضا بعرض البرامج القديمة المشتراة مثل «الشقة» فى مواعيد متميزة وعرض برامجهم فى مواعيد ميتة؟
- حق العاملين على الإدارة أن يعملوا دون التدخل فى خطة القناة، أنا ضد الشخصنة فى العمل، فكل منهم يريد عرض برنامجه فى الموعد المتميز الذى يراه، وكأنه لا يعرف أن المواعيد لها علاقة بالتسويق والإعلانات، ولذا أنصح كل عامل بأن يركز فى عمله، وأن يبتعد عن ترديد هذا الكلام الذى لا يقدم ولا يؤخر.
■ تتحدث عن الإعلانات والتسويق رغم أن القناة شبه خالية من الإعلانات عكس القناتين الأولى والثانية؟
- ربما كان هذا الكلام صحيحا قبل رمضان، ولكن فى رمضان حققت القناة 45 دقيقة إعلانية فى اليوم، وحاليا هناك خطة تسويقية بالتنسيق مع وكالة «صوت القاهرة» لزيادة الإعلانات المعروضة على القناة.
■ ولماذا لم تستطع القناة جذب إعلانات قبل رمضان؟
- ربما يكون ذلك بسبب ضعف المحتوى أو لوجود مشكلة فى التسويق الإعلانى، ولكن أعتقد أن المشكلة ترجع إلى التسويق لأن المحتوى فى الفضائية المصرية عال، لأنها تعرض أفضل المسلسلات والأفلام والبرامج التى تعرض على قنوات التليفزيون.
■ ولكن مشاهدى القناة فى مصر يقتصرون على مشاهدة «صباح الخير يا مصر» و«مصر النهاردة» فقط.. لعدم وجود محتوى جذاب آخر؟
- مع احترامى للجمهور المصرى إلا أنه ليس هو المستهدف من القناة، فهى تستهدف المشاهدين من خارج مصر، سواء كانوا عربا أو مصريين، وبالتالى لا أسعى إلى المنافسة الداخلية لأن جمهورى مختلف وهذا ما لا يستطيع العاملون فى القناة استيعابه حتى الآن، مما يسبب لى العديد من المشاكل.
■ هل ستظل القناة فقيرة فى الإنتاج وتكتفى بعرض ما يأتى من الأولى والثانية؟
- أنا ضد من يطلقون على القناة «حاملة» أى يحمل عليها محتوى القنوات الأخرى، فنحن لن نتوقف عن الإنتاج ولدينا خطة طموحة لإنتاج برامج ضخمة على مستوى الوطن العربى، وفى النهاية هدفنا تقديم أفضل صورة وموضوعات تهم الناس فى الخارج.
■ هل الخطوط الحمراء تجعل الجمهور المستهدف من القناة يبتعد عنها لمتابعة الفضائيات الخاصة؟
- القناة حققت نسبة مشاهدة كبيرة خارج مصر، فلدينا برنامجان «مصر النهاردة» و«صباح الخير يا مصر» وهما لهما جماهيرية كبيرة لتناولهما المشاكل التى تحدث فى مصر، وأنا لا أقدم «صوتا عاليا» مثل الفضائيات الخاصة، نحن نعمل وفق معايير وقواعد المهنة المحترمة.
■ البعض يقول إن نادية حليم رئيس التليفزيون تضيق على العاملين فى القناة بسحب الاستوديو.. لماذا لم تتدخل فى هذه المشكلة؟
- نحن نعمل فى قطاع واحد وليس فى عزبة مغلقة واتحاد الإذاعة والتليفزيون هيئة واحدة، ولو احتجنا إلى أى شىء من أى قناة نأخذه سواء كاميرات أو استوديوهات أو غيرهما، والاستوديو الذى تم سحبه أخذناه مرة أخرى عندما احتجناه فى العمل، ونادية حليم ليست ضد الفضائية المصرية بل كل العاملين بمن فيهم رئيس الاتحاد يضعون القناة فى اهتماماتهم الأولى.
■ ما حقيقة أنك ستترك الفضائية المصرية لتتولاها منى الحسينى بدلا منك؟
- لا أعلم شيئا عن هذا الكلام فأنا أسمعه مثل الناس ولم أفكر فيه، وأعتبر ذلك مجرد شائعات لم أتلفت لها ولم أعرها اهتماما، فهى مجرد شائعات جس نبض كعادة ما يحدث فى التليفزيون، فأنا لم أفكر فى تقديم استقالتى أو ترك القناة لأننى مؤمن بأنها أهم قناة ويجب على الجميع أن يسعى لنجاحها.