أثار الكاتب والروائي يوسف زيدان، الجدل مجددًا، بعدما شكك في «معجزة الإسراء والمعراج»، في مقال نُشر بـ«المصري اليوم»، الثلاثاء الماضي، تحت عنوان «أسئلة الإسراء السبعة»، ولاقى عليه هجومًا من القراء.
«زيدان»، أوضح في مقاله، أن «المعجزة هي أمر خارق للعادة، تكون للنبي أو الرسول عند تكذيبه وتحديه من قبل معاصريه، فتجرى المعجزة على يديه كدليل على صدق نبوته أو رسالته أو كونه جامعًا بين النبوة والرسالة، وهذا لم يحدث في الإسراء والعراج، فلم يشهدها أحد المعاصرين للنبى، مع أن المراد من المعجزة استعلانها لتكون حجة على المكذبين، كما هو الحال فى إعجاز القرآن».
وأشار «زيدان»، إلى أن القرآن الكريم أوجز فى خبر الإسراء، وأفاض الحديث النبوى فيه وفى تفاصيله.
أحد القراء ويُدعى محمود إبراهيم، انتقد حديث «زيدان»، وقال إن «معجزة الإسراء والمعراج هي تطمين لنا في زماننا هذا أكثر من زمن الأوائل الذين سلموا بالقدرة دون استيعابها، وهذا يحسب لهم، أما نحن بعد التقدم والسرعات الصناعية من صواريخ وخلافه ومعرفتنا بسرعة الضوء وبداية وضع قواعد الثقوب الدودية كنظرية مادية فهى فضلا عن تسليمنا المطلق بقدرة الله إلا أنها أيضًا بالعلم المادي المتواضع حتى الآن عند البشر، رغم ضخامته بالنسبة لنا تزيل اللبث عند كثير منا كبشر استحالة حدوث الرحلتين، وقطع كل هذه المسافات وبالذات صعودًا في رحلة المعراج حتى تحت قواعد العلم المادي الحالي، رغم ضخامته بالنسبة لنا وضآلته بالنسبة لخالقه».
وأضاف: «عدم التحدث كثيرا في القرآن عن هذه الرحلة لأنها كانت للنبى خاصة ولم تكن معجزة موجهة لنا للإيمان بالله على غرار بنى إسرائيل، أما لماذا كانت للرسول خاصة فأظن سيادتكم تعلمون المبررات، ستقول سيادتكم إذا لماذا ذكرت فى القرآن، أجيب ببساطة لأنها حدثت كما أنها تبرهن ككثير من الآيات الكونية التى مازلنا نحبو تجاهها والمذكورة بالقران، ولا نملك كمسلمين، إلا الهرولة والتلبيس لأي مكتشفات أو نظريات جديدة».
ورد «زيدان» قائلًا: «الاستناد للأحاديث و المرويات خطيرٌ وقد يوهم بما يُخالف صريح القرآن فى بعض الأحيان، و قد خصصت لهذه النقطة المقالة السابقة و يمكنك مراجعتها، ثانياً ، الكلام عن البراق لم يرد إلا فى روايات متأخرة لا يطمئن لها القلب، و يرفضها العقل، ثالثا، لم يكن المسجد الأقصى وقت نزول الآية الوحيدة فى الإسراء، موجوداً (لا فى أدنى الأرض و لا في أقصاها)، فكيف يصف النبى مكاناً غير موجود!، رابعاً، ليس هناك شك فى أن القرآن معجزة الإسلام، و لست أعتقد أننا نحتاج إلى معجزة غيره».
فيما أشادت قارئة أخرى، بالمقال قائلة في تعليق على صفحة «زيدان» بموقع «فيس بوك»: «تفنيد يظهر لنا كم نحن فى هوة إعتياد مقيت، سكن فيه العقل في جانب مظلم وحيد، ولا يتركنا هكذا، بل ويجعل لنا أبوابا نرى منها نورًا يخرجنا مما آوينا إليه، وما كان منه إلا التعصب، وسفك الدماء».