زحمة وارتباك مع حالة من الترابط والتعاون الشديدين.. هذا هو واقع الحال فى بيوت أغلب المرشحين الجادين لعضوية مجلس الشعب، حيث تتحول إلى معسكرات مفتوحة لعقد اللقاءات المهمة، وقبلة لأهالى الدائرة الانتخابية للقاء مرشحهم، ورغم أهمية دور أسرة المرشح فى معركته الانتخابية، فإن هذا الدور غالباً ما يكون بعيداً عن الأضواء.. هنا نلقى نظرة على بيوت بعض المرشحين ونتعرف على ما طرأ عليها من تغيير خلال فترة الانتخابات.
فى بيت المرشح وزعيم حزب الكرامة «تحت التأسيس» حمدين صباحى، قالت زوجته «سهام نجم» وذلك فى حوار معها قبل تعرض زوجها لحادث منذ يومين: شكل البيت يتغير تماما قبل شهر تقريباً من موعد الترشح، وعلى الرغم من أن زوجى نائب سابق ودائم التواجد مع أهل دائرته فى «البرلس والحامول» بمحافظة كفر الشيخ، إلا أن الاستعداد للدورة البرلمانية الجديدة يلزمه استعداد شخصى وأسرى، حيث يشهد المنزل بالقاهرة عقد لقاءات مع مسؤولى الحملة الانتخابية، تشارك فيها الأسرة بدور كبير..
مشاركتى وأولادى عند بداية الانتخابات غالباً ما تكون وجدانية، فقبل أن يتم اتخاذ قرار بخوض الانتخابات يقوم زوجى باستشارتنا والتعرف على رأينا، ونحدد معه الدور الذى علينا أن نقوم به، وفى هذه المرحلة يتم إعداد المنزل: بإزاحة الأثاث المنزلى وإعادة ترتيبه مرة أخرى بهدف خلق مساحات أوسع للحركة واستيعاب عدد المترددين على المنزل من أنصار زوجى، ثم تليها مرحلة الانتقال بالاجتماعات من المنزل إلى المقر الانتخابى،
ولأن زوجى له مقران، أحدهما فى القاهرة، والآخر فى بلطيم، فإننا نظل على أهبة الاستعداد أنا واللأولاد «محمد وسلمى»، كى نتواجد معه فى اللقاءات التى تتطلب حضورنا، لهذا فإننا جميعا نغير جدول أعمالنا بما يناسب أعمال اللجنة الانتخابية..
فأنا بدورى أعقد لقاءات مع السيدات ومعى ابنتى «سلمى»، فى حين يقوم «محمد» بعمل لقاءات مع الشباب، أما يوم الانتخابات فله استعدادات خاصة، حيث نتواجد داخل اللجان بصفة مراقبين للتأكد من سلامة عملية التصويت وعدم وجود أى مخالفات، ومساعدة الناخبين من كبار السن.. وعند حدوث مشكلة مع أى من الناخبين نسارع لحلها فى التو.
وفى وقت الانتخابات نصبح جميعاً أكثر عصبية، لكننا فى الوقت نفسه نصبح أكثر ترابطا، وأشد احتمالا للضغط العصبى، ونكون على سفر دائم وإحاطة بكل ما يدور على الساحة السياسية خاصة فى الدائرة الانتخابية.
ويقول الدكتور بهاء المحمدى نجل «المحمدى عبدالمقصود»، المرشح لعضوية مجلس الشعب بحلوان: البيت تحول بالفعل إلى ما يشبه «دوار العمدة» قبل فترة الترشح، على الرغم من وجود 5 مكاتب أخرى بالدائرة الانتخابية، حيث يأتى كثير من المواطنين إلى المنزل لإعلان تأييدهم لوالدى ومساندته، إضافة إلى تقديم طلباتهم الشخصية، الأمر الذى جعل البيت مفتوحا على مدار الساعة،
ولكل فرد فى البيت دوره، فأمى وإخوتى البنات يستقبلن السيدات ويتحدثن معهن حول شكواهن وطلباتهن، وتوجيه الشكاوى إلى مكاتب والدى كى يتم إنجازها، فى حين أشارك أنا وإخوتى بعد عودتنا من أعمالنا فى استقبال الضيوف، وسماع شكاواهم ومساعدتهم بما نستطيع.
وتقول زوجة المرشح «رشوان الزمر»: بيتنا مجهز للانتخابات منذ زمن، فوالدى وجدى كانا عضوين سابقين بالبرلمان، لذا فإن لدينا ركناً بالمنزل مخصصا لهذا الغرض بعقد اجتماعات ولقاءات موسعة، ورغم أن البيت يصبح أكثر ازدحاماً خلال الشهور الثلاثة الأخيرة السابقة على الترشح.. فإنه يكون أكثر نظاماً، لحرصى على أن يكون منزلى عنونا مشرفا لزوجى.
زوجى هو ابن عمى ولهذا تكون الأسرة كلها على دراية بأمور الانتخابات وأجوائها، وهو ما يخلق حالة قوية من الترابط الأسرى، ويحاول كل فرد فى الأسرة الصغيرة والكبيرة القيام بدوره، فأنا أقوم بدور لا يمكن لغيرى القيام به، وهو دعم زوجى نفسياً ومعنوياً، والاستماع إليه وإلى شكواه بعد ساعات الزيارات والأحاديث مع الناخبين، خاصة مع تغير برنامج حياته اليومى فهو لا يعود إلى المنزل قبل الثالثة فجرا،
مما جعلنى فى حالة انتظار دائم، لأتأكد من سلامته وأطمئن عليه وأخبره بما حدث فى البيت أثناء غيابه، وتسليمه طلبات أهل الدائرة وشكاواهم، أما ابنى فهو يلازم والده مع باقى الأسرة من أعمامه وأولادهم منذ خروجه من عمله وحتى المساء، ويذهبون معه اللقاءات والندوات.
وتقول د. عصمت الميرغنى المرشحة لعضوية مجلس الشعب: على الرغم من أن أسرتى لم ترحب مطلقا بفكرة ترشيحى لعضوية مجلس الشعب، فبناتى وأزواجهن، وأحفادى، يخافون علىّ من المعركة الانتخابية وما يدور فيها من تجاوزات وتزوير وخلافه، لكن لا يتأخرون عن مساندتى بمشاركتى فى اللقاءات التى أعقدها، والتعرف على طلبات الأهالى إضافة إلى التواجد يوم الانتخابات كمندوبين عنى داخل اللجان.
وتقول الإذاعية نجوى أبوالنجا: بيتى من الداخل لم يتغير شكله، فلقاءاتى واجتماعاتى دائماً خارجه، وابنى وزوجى يقومان بدور عظيم فى مساندتى والاستماع لى، وتقديم الدعم النفسى والنصائح، رغم انشغالهما وضيق وقتهما، ولذلك لا يستطيعان ترك أعمالهما ومشاركتى فى اللقاءات الشعبية.