x

تفاصيل مباحثات السيسي مع رئيسة كوريا الجنوبية في «البيت الأزرق»

الخميس 03-03-2016 11:11 | كتب: محسن سميكة, فتحية الدخاخني |
استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي في كوريا الجنوبية استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي في كوريا الجنوبية تصوير : آخرون

توجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح الخميس، إلى مقر رئاسة الجمهورية الكورية، المعروف بالبيت الأزرق، حيث كانت في استقباله بارك جوين هي، رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية.

ووقع الرئيس في سجل الزيارات المخصص لكبار الشخصيات الدولية التي تزور القصر الرئاسي.

وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس عقد جلسة مباحثات موسعة مع رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية بحضور وفدي البلدين، استهلتها الرئيسة بالترحيب بالرئيس في زيارته الأولى إلى سول، معربة عن سعادتها بلقائه للمرة الثانية بعد لقائهما في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة عام 2014.

ووجهت الرئيسة الكورية التهنئة للرئيس على استكمال استحقاقات خارطة الطريق وتشكيل مجلس النواب الجديد، وكذا لإنجاز مشروع قناة السويس الجديدة خلال عام واحد فقط مما يعكس الإرادة القوية للشعب المصري وتصميم القيادة المصرية على مواصلة عملية التنمية الشاملة. كما أعربت عن سعادتها بالاتفاق خلال زيارة الرئيس على إصدار إعلان مشترك للارتقاء بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الشاملة والتعاون بين البلدين.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أعرب عن سعادته بزيارة كوريا الجنوبية، مشيراً إلى أن مصر تنظر إليها باعتبارها قصة نجاح وتجربة تنموية هامة تتطلع للاستفادة منها، منوهاً إلى أهمية العمل على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب من التنسيق والتعاون المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية.

واستعرض الرئيس مجمل تطورات الأوضاع في مصر خلال السنوات القليلة الماضية، مشيراً إلى أنه بالتوازي مع العملية السياسية، فقد تمكنت مصر خلال الفترة الماضية من تحقيق نجاحات اقتصادية كبيرة من أبرزها قناة السويس الجديدة، وإدخال العديد من الإصلاحات الاقتصادية والتشريعية التي جعلت المناخ الاقتصادي أكثر جذباً للمستثمرين.

وأكد الرئيس في هذا الصدد تطلع مصر لاستقبال المزيد من الاستثمارات الكورية، ودعوة الشركات الكورية للاستفادة من المشروعات العديدة المطروحة للاستثمار في مصر، وفى مقدمتها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، ومشروع إنشاء عاصمة إدارية جديدة، ومشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان.

وأعرب الرئيس عن اعتزاز مصر بالاستثمارات الكورية، مؤكداً حرص الحكومة المصرية على تذليل كافة العقبات التي تواجه الشركات الكورية في مصر، ومشيراً إلى مزايا الاستثمار في مصر، وما يوفره من نفاذ لأسواق أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا التي ترتبط مصر مع عدد من دولها باتفاقيات للتجارة الحرة.

وأشار الرئيس إلى ترحيب مصر بعودة السياحة الكورية إلى مصر لسابق عهدها، مشيراً إلى تحسن الأوضاع الأمنية في مصر والاستقرار الذي تتمتع به في الوقت الحالى.

وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيسة الكورية وجهت الشكر للرئيس على إشادته بالتجربة التنموية الكورية، مؤكدة توافر الإرادة السياسية لتطوير التعاون بين البلدين والارتقاء به إلى آفاق أرحب، لاسيما في ضوء الإجراءات والقوانين الجديدة التي اتخذتها وأصدرتها مصر لتحسين بيئة الاستثمار.

وأكدت الرئيسة الكورية اهتمام بلادها بزيادة الاستثمارات الكورية في مصر، لا سيما فيما يتعلق بالصناعات التحويلية مثل البتروكيماويات، فضلا عن التعاون في مجال الطاقة، وخاصة الطاقة المتجددة، في ضوء التزام كوريا بتعهداتها الواردة في اتفاق باريس لتغير المناخ.

وأشارت الرئيسة الكورية إلى أن تاريخ التعاون في البنية التحتية يعود إلى عام 1976، وخاصة الطرق والموانئ والسكك الحديدية. وأعربت عن تطلع بلادها لتعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية، في ضوء التوقيع خلال زيارة الرئيس على اتفاق إطارى لتمويل المشروعات الكورية في مصر يقدر بنحو 3 مليارات دولار.

وأعرب الرئيس عن تطلع مصر لأن تشهد الفترة القادمة البدء في تنفيذ مشروعات التعاون التنموي الجاري التباحث بشأنها حالياً بين الجانبين، خاصة أنها تتعلق بمجالات هامة بالنسبة لجهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر، مثل مشروعات الطاقة والنقل، إلى جانب مجال التعليم الذي تأمل مصر في الاستفادة من الخبرة الكورية فيه.

وعلى الصعيد الإقليمي، أكد الرئيس أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تواجه دول منطقة الشرق الأوسط للحفاظ على سلامتها الإقليمية وسيادتها على أراضيها وصون مقدرات شعوبها.

ونوَّه الرئيس إلى مخاطر الإرهاب التي تضاعف من معاناة دول المنطقة، مؤكداً أنه على الرغم من اختلاف مسميات الجماعات الارهابية، فإن كافة هذه الجماعات تستقي أفكارها المتطرفة والمغلوطة من ذات المصدر.

وأكد الرئيس أهمية تكاتف جهود المجتمع الدولى لمواجهة الإرهاب من خلال مقاربة شاملة لا تقف عند حدود المواجهات العسكرية والتعاون الأمني ولكن تمتد لتشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للقضاء على الظروف الصعبة التي تمثل بيئة خصبة لنمو الارهاب، علاوة على أهمية الأبعاد الفكرية والدينية من خلال تصويب الخطاب الديني وتنقيته من الأفكار المغلوطة التي علقت به، ونشر تعاليم الإسلام السمحة التي تحض على التسامح والرحمة وقبول الآخر. وأشاد الرئيس في هذا الصدد بالجهود التي يبذلها الأزهر الشريف باعتباره منارة للإسلام الصحيح بقيمه الوسطية المعتدلة.

وفيما يتعلق بالأوضاع في شبه الجزيرة الكورية والتجربة النووية الكورية الشمالية، أكد الرئيس اهتمام مصر ومتابعتها للتطورات، ولاسيما في ضوء عضويتها الحالية بمجلس الأمن، حيث وافقت مصر على قرار مجلس الأمن الصادر مساء الأربعاء بشأن تشديد العقوبات على كوريا الشمالية.

وأشار الرئيس إلى موقف مصر الذي عبرت عنه إزاء تجربة التفجير النووي التي قامت بها كوريا الشمالية في يناير 2016، حيث اعتبرت مصر ذلك تهديداً صريحاً لجهود منع انتشار اسلحة الدمار الشامل وللسلام العالمي، مؤكداً ضرورة العمل على تخفيف حدة التوتر في العالم ووقف سباق التسلح بين الدول. ومن جانبها أعربت الرئيسة الكورية عن تقديرها للمواقف المصرية الداعية إلى إحلال السلام والأمن والاستقرار.

وفي ختام المباحثات، وجَّه الرئيس الدعوة للرئيسة الكورية لزيارة مصر، وهو الأمر الذي رحبت به الرئيسة الكورية، وتم الاتفاق على تنسيقه عبر القنوات الدبلوماسية بين البلدين.

وعقب انتهاء المباحثات، شهد الرئيس ورئيسة كوريا الجنوبية مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في الكثير من المجالات، ومنها اتفاق إطارى لتنظيم إتاحة القروض الكورية إلى مصر، ومذكرة تفاهم بشأن اتاحة حزمة تمويلية لمصر بقيمة 3 مليارات دولار، ومذكرة تفاهم للتعاون بين وزارة التعليم العالي المصرية ووزارة التعليم الكورية، وأخرى بين وزارتيّ العدل، وكذا بين وزارتيّ الصناعة والتجارة في البلدين، ومذكرة تفاهم للتعاون بشأن تطوير ميناء الاسكندرية، وإنشاء الكلية المصرية الكورية للتكنولوجيا، واتفاق قرض بين سكك حديد مصر وبنك التصدير والاستيراد الكوري، ومشروع تطوير نظم إشارات السكك الحديدية من نجع حمادى إلى الأقصر.

وقد أقامت رئيسة كوريا الجنوبية مأدبة غداء تكريماً للرئيس والوفد المرافق له.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية