حالة من الحزن تعيشها أسرة قتيل طالب الفنون الجميلة بمنطقة دار السلام الذى لقى مصرعة بثلاث طعنات بالرقبة والقلب وسط ذهول الجميع، المجنى عليه يعمل مبيض «محارة» ينتمى لأسرة فقيرة مكونة من أب وأم وأربعة أشقاء يعيشون حياتهم بالكاد. أما المتهم فهو طالب فنون جميلة ينتمى لأسرة ميسورة الحال ودائم التفاخر بوضع أسرته بالمنطقة.
الجميع يؤكد أن القصة لها جذور قديمة عندما قام شقيق المتهم بالتعدى على شقيق المجنى عليه وبتر أحد أصابع يده اليسرى «بكتر»، بدأت القصة داخل المحاكم وبدأ إكراه أسرة المتهم لأسرة المجنى عليه كى تتنازل عن القضية، عندما رفضت أسرة المجنى عليه الخضوع لطلبات أسرة المتهم قرر طالب الفنون الانتقام من مبيض المحارة فسدد له 3 طعنات أودت بحياته. القصة بالكامل روتها أسرة وجيران المجنى عليه فى هذه السطور.
فى البداية أكد جارهم الحاج «ميمى» كبير المنطقة التى شهدت الواقعة أن المجنى عليه شاب بسيط يسعى كأى شاب لتوفير متطلبات حياته ومتطلبات أسرته، اشترى «توك توك» وعمل عليه سائقا وبدا يشق طريقه فى الحياة بعد أن فشلت كل محاولاته فى الحصول على وظيفة.على العكس من ذلك كان طالب الفنون الجميلة «المتهم»..
دائم التفاخر بنفسه وبأسرته وعلاقاتها بالمسؤولين الكبار بالدولة بدأ المتهم يتحرش بالمجنى عليه مرارا، لجأ المجنى عليه لأهل المنطقة كى يعيدوا المتهم لصوابه لكن دون جدوى، ويوم الواقعة حضر طالب الفنون وبيده مطواة وسنجة.
واصل الجار كلامه قائلا: «كان المجنى عليه يجلس معنا على المقهى وتعدى عليه الجانى بسنجة، وعندما سقطت السنجة على الأرض حاول المجنى عليه التقاطها فأجهز عليه طالب الفنون بالمطواة وسدد له 3 طعنات إحداها بالرقبة و2 بالقلب، وبعد لحظات لفظ أنفاسه.
تدخل والد المجنى عليه قائلا: «الفقر والضعف ضيعا ابنى.. أنا رجل فقير وأسرتى ضعيفة وعلى العكس من ذلك أسرة المتهم، لذا لقى ابنى مصرعه ولم استطع فعل شىء».
وأضاف: «القصة لها أصول قديمة فمنذ 7 شهور حدثت مشاجرة بين شقيق المتهم وابنى الثانى، انتهت بقيام الأول ببتر أحد أصابع اليد اليسرى لابنى، حررنا محضراً بالواقعة، لأننا لا نستطيع التشاجر معهم، بدأت الضغوط علينا كى نتنازل عن القضية لكننا رفضنا، وقبل مقتل ابنى بساعتين كنا قد توصلنا لحل وتم التفاوض مع أسرة المتهم وقررنا التصالح، بعد مرور ساعتين من جلسة الصلح فوجئنا بالمتهم ينادى بأعلى صوت على ابنى «الضحية» قائلا: «المنطقة لا يوجد بها رجل، وطلب منه أن يخرج لمقابلته»، خرج ابنى لمقابلته ليجد المتهم وبيده سنجة ومطواة.
تعدى على ابنى بالسنجة محدثا إصابته وعندما سقطت السنجة على الأرض حاول ابنى التقاطها فتعدى عليه بالمطواة مسددا له 3 طعنات أودت بحياته.. المتهم وشقيقه دائما التعرض لوالديهما بالسب والضرب، وفى إحدى المرات قام الأب بإبلاغ الشرطة ضد ابنه «المتهم»، لأنه تعدى عليه بالضرب».
حاولنا الحديث مع والدة المجنى عليه لكنها كانت فى حالة سيئة واكتفت بعبارة «حسبى الله ونعم الوكيل وحق ابنى مش هيضيع».
البداية، بلاغ من شرطة النجدة للمقدم بهاء على، رئيس مباحث قسم ثان دار السلام، بوصول محمد عطا جثة هامدة إثر تعرضه لطعنتين بالصدر والبطن وتوفى قبل تلقيه الإسعافات الأولية بعد تعرضه لنزيف حاد أدى للوفاة، تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء فاروق لاشين، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وقاده اللواءان سامى سيدهم، نائب المدير واللواء أمين عزالدين، بالبحث الجنائى، ألقى القبض على المتهم وباشرت النيابة التحقيقات.
قالت التحقيقات إن المتهم حضر لمكان الواقعة وبيده سنجة ومطواة سدد طعنة بالسنجة فى جسد المجنى عليه، وعندما وقعت السنجة على الأرض سدد له طعنتين بالمطواة أودتا بحياته. ألقى القبض على المتهم وأحيل للنيابة التى باشرت التحقيقات، واصطحبت المتهم لتمثيل الجريمة وسط حراسة أمنية مشددة.