أثارت الدعوة التى أطلقها بعض القيادات الإصلاحية، داخل جماعة الإخوان المسلمين، والمطالبة بمقاطعة انتخابات مجلس الشعب المقبلة، حالة من الجدل داخل «الجماعة» والمتخصصين فى شؤون الحركات الإسلامية، واشتعلت الأزمة بين الجماعة والمجموعة التى دعت إلى المقاطعة، وانتشرت دعوات المقاطعة داخل قواعد شباب الإخوان ومنتدياتهم على الإنترنت.
ووصف الدكتور كمال الهلباوى، المتحدث السابق باسم إخوان أوروبا، مشاركة الجماعة فى الانتخابات بأنها تعبر عن مصالح ضيقة، إذا ما قورنت بالمصالح والأهداف الكبرى التى يمكن أن تنتج عن المقاطعة.
وقال الهلباوى فى اتصال هاتفى، من مقر إقامته بلندن، لـ«المصرى اليوم»، إن السبب وراء اقتناعه بالمقاطعة ومطالبة «الإخوان» بها هو محاولة كشف النظام والحزب الوطنى أمام العالم فإذا ما اتفقت المعارضة و«الإخوان» وابتعدوا عن الانتخابات سيكون اللاعب الوحيد هو الحزب الوطنى، مما يوضح مدى استياء الجميع منه.
وأضاف: «المشاركة ستمنح الإخوان مصالح ضيقة بعدد قليل من مقاعد البرلمان، وتحقق التواصل مع الشعب، بشكل غير كامل».ولفت إلى أن المقاطعة سوف تجعل «الإخوان» أكثر قدرة على الدعوة، إضافة إلى أنها فرصة كى يتواصل الإخوان والمعارضة مع الشعب ويتفرغوا لإقناع جميع الطبقات بضرورة التغيير.
من جانبه قال المهندس هيثم أبوخليل، أحد الموقعين على المقاطعة، إن الحملة لاقت قبولاً كبيراً بين الشباب، خاصة قواعد الجماعة بشكل عام، ولفت إلى أن هناك خوفاً شديداً من إعلان اسماء المقاطعين أو الكشف عن هويتهم، حتى لا يؤدى إلى تجميد عضويتهم أو صدور قرار بإيقافهم، وأكد أنه تلقى اتصالات عديدة من متضامنين مع فكرة المقاطعة من جميع المحافظات عن طريق الإيميل ومن خلال التوقيع عبر موقع «فيس بوك» والاتصال التليفونى، وتوقع أن يصدر الإخوان قراراً بالمشاركة قريباً لقطع الطريق على المطالبين بالمقاطعة.
من جانبهم، دعا عدد من شباب الجماعة الإصلاحيين، إلى المقاطعة، عبر منتدى شباب الإخوان، وأرجعوا الأسباب إلى عدم وجود إشراف قضائى، وفرض قيود على الرقابة الداخلية والدولية للانتخابات، وإخفاق المعارضة فى الدورة السابقة لمجلس الشعب.
وأشاروا إلى أن صدمة المقاطعة ستحد من الجمود الذى يسيطر على الحياة السياسية، قبل الانتخابات الرئاسية 2011، وستساهم فى التغيير بدلاً من المشاركة فى منح الشرعية للنظام، وإنهاك الإخوان فى معركة محسومة للحزب الوطنى.
وقال أنس حسن، أحد شباب الإخوان، لـ«المصرى اليوم»، أؤيد قرار المقاطعة، فى ظل عدم وجود ضمانات لنزاهة الانتخابات، وكشف عن أن المكاتب الإدارية أجرت استطلاع رأى داخل قواعد شباب الإخوان حول مشاركة الجماعة من عدمها، وأنه أبلغهم بوجهه نظره فى المقاطعة.
ولفت إلى أن هناك أشخاصاً فى «الجماعة» يرون أن المشاركة ستساهم فى فضح التزوير فى الانتخابات، وستؤدى إلى مواجهة مع النظام، رغم أن هناك قضايا كثيرة يمكننا أن نواجه بها النظام مثل قضايا المعتقلين.
واختلف معه محمد عبدالفتاح، أحد شباب الجماعة من الإسكندرية، وقال: «أنا أؤيد المشاركة، لأنه عندما قاطعنا الانتخابات البرلمانية عام 1990 لم يحدث أى اختلاف، ومشاركتنا تعطى لنا تواجداً وسط الشارع وتساهم فى فضح تزوير الانتخابات، و(يمكن نكسب)». وأشار إلى أنه شارك فى الاستفتاء الداخلى الذى أجرته قواعد الجماعة، وأبلغهم رغبته فى المشاركة، وكان بعض المقاطعين لهم وجهة نظر وهى وأن المشاركة معناها المشاركة فى مسرحية هزلية.
فى المقابل وصف الدكتور حمدى حسن، الأمين المساعد للكتلة البرلمانية للإخوان، لجوء عدد من قيادات الجماعة، إلى إعلان موقفهم بالمقاطعة، بأنه ليس سلوك أفراد الإخوان الملتزمين بالحوار الداخلى، وأشار إلى أن هناك الآلاف من الإخوان الذين يؤيدون المقاطعة وآلافاً آخرين يؤيدون المشاركة، وأنه على الأقلية منهم احترام رأى الاغلبية، فلا أحد يفرض رأيه داخل «الجماعة».
وأشار إلى أن بعضهم كانوا ضمن «الإخوان» وخروجوا منها، وليس لهؤلاء الحق فى أن يقولوا إنهم قيادات، أو يتحدثوا باسم «الإخوان».