فى ديوانه الجديد «فتنة حكاء عابر» الصادر مؤخراً عن دار أرابيسك، يمزج الشاعر محمود شرف بين الواقع والأسطورة ويعيد تشكيل القضايا الكبرى وطرحها من جديد فى صور شعرية فى إطار قصيدة النثر، يقول فى قصيدة «فالج تاريخى» العجوز.. بفالج تاريخى.. كانت تنتظرهم، وهم يتسللون بطيئاً.. من فوهة الطين / ينقرون بياضها، ويعششون فى الجنوب...
يبدو الرهان اللغوى صاحب السلطة العليا فى النص، يقترب منه إلى حد كبير الرهان على الصورة الغرائبية القادرة على إثارة الدهشة، يقول فى قصيدة «بعد سيجارتين فقط»: «الأنثى المطاطية التى اقتنيتها مؤخراً / ترفض المكوث.. تفسيرى.. بعد سيجارتين، وكوب من مزيج القهوة والذكريات: ربما أزعجها شامات كثيرة.. تسير على غير هدى بجسدى..».
يضم الديوان 26 قصيدة، تتميز بالمزج فى اللغة بين الفصحى والعامية بشكل فنى مميز، يلعب على التفاصيل اليومية والعابر والهامشى والظواهر اللافتة، وصدر للشاعر من قبل 3 دواوين هى: «هوات طبيعية، مهنة التنفس، صناديد أيتها الطيبة».
