x

جزيرة لسبوس باليونان.. حينما التقى السائحون باللاجئين

الإثنين 29-02-2016 16:46 | كتب: ناريمان عبد الكريم |
لاجئون يلتقون سائحون في لسبوس لاجئون يلتقون سائحون في لسبوس تصوير : آخرون

نشر موقع صحيفة «نيويوك تايمز» الأمريكية، فيلما وثائقيا قصيرا عن لقاءات ثنائية جمعت بين السائحين واللاجئين في جزيرة لسبوس اليونانية.

ففي جزيرة لسبوس كان يقضي السائحون عطلاتهم الصيفية، بينما يصل اللاجئون في قوارب حملتهم من تركيا لتلك الجزيرة عبر البحر المتوسط، لتبدأ رحلتهم عبر أوروبا للوصول إلى ألمانيا.

وفي مايو الماضي قرر المصوران ماريك فان دير فلدن، وفيليب برينك، أن يذهبا للجزيرة ويجمعان اللاجئين والسائحين في لقاءات ثنائية ليتبادلا الحوار، وتم التصوير خلال شهر أغسطس الماضي.

وحينما وصل المصوران للجزيرة وجدا السائحين يقضون أوقاتهم على الشواطئ وفي اليخوت، وعلى الجانب الآخر تصل قوارب اللاجئين، الذين تبدو عليهم علامات الإرهاق والتعب من شقاء رحلة الموت التي مروا بها، في مشهد يوضح التناقض الذي يعيشه الطرفان، لذا كان الجمع بين الطرفين أمرا مدهشا.

وتم إعداد لقاءات ثنائية بين سائح ولاجئ، بحيث يتبادلان الأسئلة والأجوبة، حول حياتهما الشخصية والحياة بشكل عام، لينتهي الأمر بحوار ودي بينهما وإقامة صداقات.

وتحدث اللاجئون عن رحلتهم الصعبة في عرض البحر، حيث نقلتهم قوارب لا تتسع لأكثر من 30 شخصا، امتلأت بضعف العدد المسموح.

كما تحدثوا عن حياتهم قبل الحرب، وكيف كانت وكيف أصبحت الآن، وكيف فروا من بلادهم إلى هنا، وما فعلوه كي يوفروا تكاليف تلك الرحلة الصعبة.

ففي حوار حسام، لاجئ سوري، مع سلمى، سائحة ألمانية، قال إنه كان لديه طموح كي يصبح محاميًا في بلده، ولكن الحرب أنهت ذلك الحلم، حيث توقف كل شيء، ولم يكن لديه أي شيء كلي يفعله.

ويقول غانم، لاجئ سوري، في حديثه مع تيلمان، سائح ألماني، والذي سأله عن حياته منذ 5 أعوام، أنه كان «ملك» في سوريا، ويعيش حياة رغداء من وراء ورشة النجارة التي يملكها، ولكن الآن يعيش أتعس أيام حياته.

واحتفى اللاجئون خلال حوارهم مع السياح بطريقتهم وبترحيبهم لهم وتقبلهم لهم.

وسأل محمد كردي، سوري من حلب، جان، سائح هولندي، ماذا سيفعل لو كان لديه جار من اللاجئين، ليرد عليه السائح بأنه ليس لديه مشكلة، طالما أنه شخص متعاون ومعتدل، وقال له إن كنت معي في نفس الحي سأدعوك لتناول القهوة معي.

وكان الطرفان يسألان نفس الأسئلة لبعضهما البعض بالتناوب، ولكن مع الوقت تحررا من تلك الأسئلة قليلًا وأصبح الحوار تلقائيا بشكل أكبر، ليتبادلا خلاله الضحكات والمزحات، ويلتقطا صورة سويًا في نهاية اللقاء.

وظل أولئك السياح في تواصل مع اللاجئين حتى الآن، ونشأت بينهم صداقات، كما قدم بعض أولئك السياح المساعدات للاجئين بعد وصولهم لألمانيا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية