دخل عدد من الصحفيين، على رأسهم خالد البلشي، وكيل نقابة الصحفيين، ومحمود كامل، عضو مجلس النقابة، الاثنين، اعتصامًا مفتوحًا بمقر النقابة، احتجاجًا على تدهور الأوضاع الصحية لعدد من الصحفيين المحبوسين، والذين جرى نقل بعضهم لمستشفى السجن على إثرها، أمس الأول.
وبدأ الاعتصام في العاشرة من صباح اليوم، بحضور النائب البرلماني هيثم الحريري، الذي حضر للتضامن مع المعتصمين، فيما علق الصحفيون لافتات للتضامن مع الصحفيين المحبوسين ومنها: «لا للموت البطيء للصحفيين.. معتصمون تضامنًا مع الزملاء المحبوسين».
وقرر المعتصمون المبيت ليلة بمقر النقابة، لحين الاستجابة لمطالبهم بتحسين الأوضاع الصحية للمحبوسين والسماح بزيارتهم وتوفير الرعاية الكاملة لهم، باعتباره حق ضروري، فيما خصصوا دفترًا لتوقيع المتضامنين مع الاعتصام.
وقال خالد البلشي، رئيس لجنة الحريات بالنقابة، إن هذا الاعتصام يحمل عنوانًا صريحًا: «لا للقتل البطيء للصحفيين،» فهناك زملاء يتعرضون لانتهاكات شديدة، منهم اثنان تم نقلهما لمستشفى السجن، رغم أنهما يحتاجان لتدخل جراحي، بجانب وجود اثنين آخرين بحاجة للعلاج وهما يوسف شعبان، وهاني صلاح الدين.
وأضاف «البلشي»، لـ«المصري اليوم»، أن زوجة «شعبان» خرجت أمس لتقول إنه مشتبه في إصابته بخمول في الكبد، بالإضافة إلى أن هاني صلاح الين يحتاج لعملية، بخلاف أوضاع انتهاكات مستمرة في سجن العقرب مثل منع من الزيارة والدواء.
وتابع: «نطالب بحد أدنى للعلاج، وأن يتمكن الطفل من زيارة أبيه المحبوس ولو لمرة واحدة أسبوعيًا، إلا أن الردود كلها مؤقتة وليس لها أساس من الصحة»، مشددًا على أنه لا يجوز تلفيق تهمة للصحفي الذي يمارس عمله في الشارع.
وقال محمود كامل، عضو مجلس النقابة، مقرر اللجنة الثقافية: «نحن لا نطالب برفاهية ومطالب مخالفة للقانون، ولكن كل ما نطالب به هو تطبيق مواد القانون والدستور في توفير علاج كريم للزملاء المحبوسين والمحتاجين للعلاج، ومهددين بالموت في كل لحظة نتيجة عدم تلقيهم العلاج داخل السجون».
وأشار إلى أن هناك تطورًاً خطيرًاً وهو وجود 4 زملاء مهددين بالموت، الزميل يوسف شعبان في سجن برج العرب يعاني من فيروس سي منذ 10 أشهر، ولا يتلقى علاجًا، بالإضافة إلى 2 من الزملاء في سجن العقرب أحدهما يحتاج لعملية قلب مفتوح وهو حسام السيد، وهشام جعفر مصاب بالعديد من الأمراض، وتدهورت حالتهما الصحية أمس الأول، وتم نقلهما لمستشفى السجن.
وتابع: «هاني صلاح الدين فقد البصر ويحتاج لعملية عاجلة، ولا نطالب بشيء مستحيل، ولكن قدمنا بلاغا للنائب العام وطلبات عديدة لوزارة الداخلية على مدار الشهور الماضية، لتمكين وفد نقابة الصحفيين من زيارة الزملاء المحبوسين للاطلاع على أوضاعهم».
وأكد أن «كل هذه الطلبات قوبل بالرفض، في الوقت الذي سلكنا فيه كل المسالك الشرعية والقانونية مع أجهزة الدولة وعندما لم نجد استجابة لجأنا لطريقة أخرى وهي شكوى للمجلس القومي لحقوق الإنسان، وحتى الآن لا يوجد صدى لهذه الشكوى».
وأردف: «على مدار يوم كامل، تعرض 4 زملاء للموت البطيء، ونحاول التواصل مع إدارة العلاقات والإعلام بالداخلية، وكلمنا اللواء أبوبكر عبدالكريم ومساعده اللواء أيمن حلمي، ولكنهما لم يستجيبا طوال اليوم، وحينما فشلنا في تطمين أسر الزملاء، لم يكن أمامنا سبيل آخر سوى اللجوء للاعتصام».
وشدد كامل على أن المعتصمين لا ينظرون لأي انتماءات سياسية حينما يطالبون بحقوق الزملاء، ودورهم النقابي والمهني والإنساني يحتم الدفاع عنهم دون النظر لأسمائهم أو انتماءاتهم السياسية.