x

سينما حرب أكتوبر: «محمد» و«صابر» و«أبناء الصمت» حققوا بشارة الانتصار التى توقعها «أغنية على الممر»

الأربعاء 06-10-2010 10:03 | كتب: سماح عبد العاطي |
تصوير : other

خلف ساتر حجرى قصير يرابط الشاويش محمد مصوباً مدفعه الصغير ناحية الدبابات الإسرائيلية الثلاث التى تتقدم فى اتجاه الممر على خلفية النغمة المتحدية «أبكى أنزف أموت، وتعيشى يا ضحكة مصر»، فى الوقت الذى يقبض فيه العسكرى محمد على رصاصة لا تزال فى جيبه رغم سقوط خط بارليف فى أيدى القوات المصرية، وتواصل النغمات الحزينة عزفها «يا بلادى يا بلادى أنا بحبك يا بلادى» مانحة الكاميرا فرصة التجول بحرية بين أشلاء تلاميذ مدرسة بحر البقر الابتدائية، ويعود صابر بعد أن ظنه الجميع قد استشهد فى الحرب ليجد بدور تنتظره رافضة فكرة غيابه.

مشاهد كثيرة حوتها أشرطة السينما لأفلام سجلت بالصوت والصورة بطولات حرب أكتوبر، ركز فيها صناعها على الجندى المصرى البسيط الذى خاض الحرب.. طموحاته وأحلامه، مشاكله الاجتماعية والعاطفية، أزماته المادية والفكرية، عاكسة فى الوقت نفسه صورة لمصر من الداخل، وكيف كانت حياة أهلها بعد النكسة.

بدأ اهتمام السينما المصرية بالحرب حتى قبل أن تعبر القوات المسلحة قناة السويس إلى الضفة الشرقية، وقبل أن يعرف الناس فى مصر مصير أرض ظلت تحت الاحتلال لأكثر من ست سنوات، ظهر ذلك واضحاً فى فيلم «أغنية على الممر» الذى أنتجته مؤسسة السينما فى بداية سبعينيات القرن الماضى، عن مسرحية لـ«على سالم» كعمل أول للمخرج الشاب وقتها «على عبدالخالق» أحد المنتمين لجماعة السينما الجديدة. حمل الفيلم روح التحدى العالية التى ظهرت أوضح ما تكون فى إصرار الشاويش محمد محمود مرسى على مقاومة العدو وحده بعد أن استشهد خمسة وعشرون جندياً كان يقودهم داخل أحد ممرات سيناء، يرفض الشاويش محمد الاستسلام مدعماً بأربعة جنود ظلوا باقين على قيد الحياة يرددون أغنية وضعها واحد منهم، وعلى خلفية صوت ثلاث دبابات إسرائيلية تتقدم فى اتجاه الممر تنتهى أحداث الفيلم بعد استشهاد الجنود جميعاً وبقاء الشاويش محمد قابضاً على مدفعه فى وجه الدبابات فى إشارة إلى استمرار المقاومة ورفض الهزيمة.

حمل «أغنية على الممر» بشارة الانتصار الذى لم يلبث أن تحقق لتتوالى الأفلام فى السنوات القليلة التى أعقبته، وجاء فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى» عام 1974 عن قصة للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس ليعرض مشاهد حقيقية سجلتها السينما المصرية لعبور قناة السويس واقتحام خط بارليف. وفى فيلم «بدور» الذى أخرجه نادر جلال فى نفس العام تدور الأحداث حول صابر (محمود ياسين) العامل بمصلحة المجارى، الذى يتعرف على بدور (نجلاء فتحى) الفتاة التى تحاول سرقته، ويستضيفها لديه فى منزله قبل أن يتزوجها ويرحل إلى الجبهة ليشارك فى حرب أكتوبر، ولا يمضى وقت طويل حتى يعود زملاؤه ليرووا قصة استشهاده، وبينما يسود الحزن جيرانه، ترفض بدور تصديق قصة وفاته، وتنتظره، ولا يطول بها الانتظار حتى يعود.

وعن قصة لـ«مجيد طوبيا» أخرج محمد راضى فيلم «أبناء الصمت» فى نفس العام ليعرض قصة مجموعة شباب مجندين أثناء حرب الاستنزاف التى أعقبت هزيمة يونيو 1967. تتنازع الشباب أحلامهم الخاصة، وتصدم خلفياتهم الاجتماعية بعضها البعض، وتعرض الأحداث صورة من الجبهة الداخلية وقت المعركة، وتنتهى بعبور القوات المسلحة قناة السويس، وأسر عساف ياجورى قائد أحد لواءات الدبابات.

قصة أخرى يقدمها فيلم «حتى آخر العمر» الذى أخرجه أشرف فهمى عن قصة ليوسف السباعى عام 1974، إذ يصاب الزوج محمود عبدالعزيز فى حرب أكتوبر إصابة كبيرة تلقى به على كرسى متحرك، وترفض زوجته نجوى إبراهيم أن تتركه، رغم محاولة صديقه عمر خورشيد الإيقاع بها.

وفى عام 1978 تستعين السينما بقصة ثانية ليوسف السباعى فى فيلم بعنوان «العمر لحظة» يخرجه محمد راضى وتلعب بطولته الفنانة ماجدة، يحوى الفيلم مشاهد مهمة كغارة إسرائيل على مدرسة بحر البقر الابتدائية، ومظاهرات الطلبة الشهيرة التى اجتاحت مصر فى عام 1972 اعتراضاً على تأخر قرار الحرب، وما تلاها من إبعاد بعض الصحفيين عن صحفهم بقرارات من النظام، ثم النهاية الطبيعية بحرب أكتوبر التى تحمل حلاً لكل مشاكل أبطال الفيلم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية