x

هنا المدينة الجامعية.. الحياة بدون أسوار أو ملاعب أو حمامات صالحة للاستخدام

الأربعاء 06-10-2010 09:30 | كتب: علي شعبان السطوحي |

مدينة بلا أسوار، «خارجها» يشبه العمارات السكنية، ويخلو «داخلها» من الملاعب ووسائل الترفيه، وتزين واجهاتها «المجارى»، ويصف طلابها حياتهم داخلها بأنها «غير آدمية»، مؤكدين أن الوضع يزداد كل عام من سيئ إلى أسوأ، إنها مدينة الطلبة بالسادات التابعة لجامعة المنوفية.

لم يكن «صعباً» علىّ الدخول للمدينة الجامعية بالسادات، فلا وجود لسور يحمى المدينة، وكان أول من التقيت «عبدالله نور الدين»، الذى تكلم بحرقة عن المشاكل التى يواجهها داخل المدينة، موضحاً أنه زار المدن الجامعية فى كفر الشيخ وبورسعيد والعريش، لكن مدينة السادات تعتبر الأسوأ: «الأكل مش كويس دا شىء مفروغ منه، والفاكهة مش بيغسلوها، ومفيش توفير للميه الساقعة رغم أننا فى منطقة صحراوية»،

 وأضاف: «اتسرقت مرتين، وكل يوم الصبح نصحى على سرقة، وحتى المشرف اتسرق، تخيل فى طلبة بتقفل الباب بـ(الحجارة) عشان مفيش (ترباس)، وأهى تقيلة وتصحى من النوم لو حد دخل». وقال: «كلنا بنسرق كهرباء عن طريق وصلات، لأن الإدارة شايفه إننا أطفال وشالوا (الفيش)، وفى عامل (مختل عقليا) شغال فى المدينة، وممكن تلاقيه نايم عريان، ومفيش ملعب كويس، وبنضطر نلعب على الأسفلت، أو نأجر صالات خماسى، إحنا عايزين نتساوى مع مدينة البنات، البنات عندهم ملعبين قدم وملعب يد وملعب سلة، وفى ماتش الجزائر دفعت 10 جنيه على القهوة، بناخد كام عشان ندفع 10 جنيه، ودى حاجات مش رفاهية، دى حاجات أساسية».

لا يشعر «عبدالله» بالآدمية داخل المدينة، ويحلم بحجرة بها «سرير ودولاب وفيشة كهرباء ولو أمكن مروحة»، ويؤكد أن علاقتهم بالمشرفين لا تتعدى صرف «بون الأكل»: «إحنا فى مرحلة مراهقة المفروض عليهم يقربوا مننا، لما نحس إن حد أكبر مننا، بيهتم بينا، بنحس أننا مستريحين نفسيا»، ولا يعرف «عبدالله» شكل مدير المدينة، فهو لم يراه طيلة الـ3 سنوات الماضية.

يحكى «عبدالله» عن السنة الأولى له فى المدينة الجامعية: «أول سنة لى فى الكلية، سحبت المظروف ودفعت 100 جنيه، ووقفت على تسلم العهدة وفى أول زيارة لقيت الوضع سيئ، مفيش ميه، مفيش نظافة، كرهت الوضع، وقررت إنى أسيب المدينة، وبقيت بسافر كل يوم من السادات لشبين».

أما «إسلام محمد» فأكد أن السخانات موجودة فى الحمامات، لكن الإدارة لا «تشغلها»، ثم حكى قائلا: «فى الشتاء مبعرفش أستحمى بميه ساقعة، وكنت بسخن ميه فى (كنكة الشاى) أكثر من مرة وأحطها فى إزازة عشان أستحمى»، وأضاف: «بنستنى اليوم اللى بنروح فيه البيت».

وروى «إسلام» قصة الطالب الذى مات محروقاً فى المدينة: «الإدارة بتمنع على الطلبة استخدام سخان الشاى، رغم أن المشرفين عندهم واحد للعيش وواحد للشاى، وكان فى طالب من كلية السياحة لما دخل عليه المشرف (شال) السخان تحت السرير، والطالب (باين) نسى يشيل (فيشة) السخان، فولعت (الملل) و(المرتبة)، وولع هو كمان ومات محروق، والإدارة غرمت الطالب حق (المرتبة والملل)».

بينما أشار «محمود حسن» إلى انقطاع مياه الشرب أغلب الوقت: «مفيش ميه، وأغلب الوقت (مقطوعة)، ومبتوصلش للأدوار العالية، والفراخ بنلاقى فيها نقط (دم)، واللحوم مجمدة، ومش عايز سور عشان أخد حريتى، لأنى برجع من بره (متأخر)».

لا يختلف الوضع فى المدينة الجامعية لجامعة القاهرة، كان أول من التقيت «ربيع فهمى» الذى يسكن فى المدينة الجامعية للسنة الثانية، الذى تحدث بنبرة يعلوها «الضيق»: «المشكلة أنهم بيعاملونا بـ(تناكة)، والأكل بيكون (قليل) فى أوقات الزحمة، وبنشوفهم آخر اليوم بيرموا أكل كتير». وأضاف: «أول مابنسكن فى المدينة، بنمضى على بند (عدم المشاركة فى أى مظاهرة أو وقفة احتجاجية) كشرط للقبول فى المدينة». يعنى وتطرق «فهمى» لمشكلة الأمن داخل المدينة: «لما حاجتنا تتسرق والبطاطين تتسرق، فين الأمن، يوميا بتحصل سرقة، والطلبة (بيتجسسوا) على بعض».

«البراء» الذى رفض الإفصاح عن باقى اسمه خوفا من الأمن، فوجئ هذا العام بأنه «ممنوع» من دخول المدينة رغم أن تقديره «جيد جدا» مرتفع، والسبب أنه ينتمى لجماعة «الإخوان المسلمين»: «المشكلة أن ربنا وفقنى السنة اللى فاتت وتقديرى (جيد جدا) مرتفع، ولما قدمت فى المدينة، فوجئت أنى (منعت)، ورحت للإدارة وقعدت «أجرجر» مدير المدينة، وقالى «شكلك كنت (بتتشاقى) وأنت فى سنة أولى، فقولتله: (وإيه اللى يمنع ؟)، قالى (أحيانا يمنع).

أما «أبوالخير» الوافد من كازاخستان فعلق: «المشكلة إن المساكن مفيهاش نظافة».

«شتا» الذى سكن فى المدينة الجامعية لجامعة عين شمس لأربع سنوات، لا يعرف اسم «مدير المدينة»، ولديه العديد من التعليقات على المدينة الجامعية «الأكل مش مطبوخ كويس بالذات اللحمة زى (الأستك)، مفيش نظافة، المدينة فيها «كلاب»، وبيغرقوا الملعب عشان (يضطرونا) نروح للملعب اللى بالإيجار، وكل صحابى من الإخوان محدش منهم سكن مدينة السنة دى، ومن كل 10 طلاب تلاقى 5 (عصافير) للأمن».

أما «محمد يوسف» فأكد أن السنوات الـ4 التى قضاها فى المدينة لم يشعر خلالها بـ«الارتياح»: «عندنا مشكلة فى المصاريف، بدأت بـ70 جنيه ووصلت لـ100 جنيه، ولما سألنا عن سبب الزيادة قالولنا:كيلو الطماطم بـ8 جنيه، والأكل مش نظيف، والفاكهة مش بيغسلوها، بنhخدها بترابها، ومفيش ملح للأكل، والفول مش زى أى فول، والعيش ماينفعش يأكله بنى آدم، والعمال مش مهتمين بالمطعم، والعامل اللى بيحط الأكل بيشرب سجاير، ومحدش مننا بيشتكى، كل واحد بيقول مليش دعوة، عشان محدش (يغتت) علينا فى السكن».

وأضاف: «فى الشتاء مش بيشغلوا السخان، وبنضطر نروح مبنى الوافدين الأجانب عشان نستحمى». وحكى قصة صديقه الذى «منع» من السكن فى المدينة لأنه شارك فى مظاهرة: «واحد صاحبى (استبعد) من المدينة، لأنه شارك فى مظاهرة بتطالب أن الباب الرئيسى يفضل مفتوح 24 ساعة، وفى مرة اتنين من المدينة راحوا لرئيس وحدة الإسكان عشان يبدلوا مع بعض، لكنه رفض وشتم واحد فيهم «بأمه»، ودى طبعا مش معاملة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية