x

بعد 37 عاماً من نصر أكتوبر محاولات لاستقطاب الشباب المصرى ودمجهم فى معسكرات للتعايش مع إسرائيليين

الأربعاء 06-10-2010 05:30 | كتب: اخبار |
تصوير : other

فى الوقت الذى يحتفل فيه المصريون بيوم السادس من أكتوبر، يتعاظم دور المنظمات التى تقوم باستقطاب الطلاب المصريين ودمجهم فى معسكرات إسرائيلية لتأكيد مفهوم التعايش السلمى بين العرب والإسرائيليين.. «المصرى اليوم» تكشف تجارب طلاب مصريين بإحدى أنشط تلك المنظمات فى مصر وهى «بذور السلام».

على موقعها الخاص تعرف «بذور السلام» دورها بأنها منظمة لتنمية قدرات الشباب فى مناطق الصراعات على التعايش السلمى وحل الصراعات، أسسها الصحفى جون والش عام 1993 فى مدينة نيويورك، فى توقيت قريب من اتفاقية أوسلو التى وقعتها إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية فى واشنطن بأمريكا، وتعمل المنظمة فى جنوب آسيا والشرق الأوسط، عن طريق تنظيم معسكرات صيفية لشباب بين 14 و16 سنة من بلدان مختلفة، وتمنح المنظمة أيضا طلبة وخريجى الجامعات فرص تدريب بالمنظمة، ويشترط أن يكون المتقدم على وعى ودراية بالشرق الأوسط، واللغة العربية أو العبرية تعتبر عاملا قويا للترشح. ويمكن التقدم لهذا التدريب عبر موقع المنظمة على الإنترنت.

المسؤول عن بذور السلام فى مصر هو «عزة الشربينى»، كما هو مذكور بالموقع.. «الشربينى» سافرت لمخيم بذور السلام فى 1998 كمشرفة وقائدة للطلبة المصريين، وفى 2008 تولت منصب مدير بذور السلام فى مصر، «الشربينى» متزوجة ولديها بنتان، وعملت لفترة كمدير لمدرسة أمريكية دولية فى مصر، ثم أسست مدرسة جديدة خاصة بها.

ويقوم بتمويل المنظمة مجموعة من الهيئات، من ضمنها المعونة الأمريكية USAID، وشركة أكسون موبيل، وشركة Toll brothers الأمريكية.

وآخر معسكر لبذور السلام فى 2010 جمع بين 319 شاباً وفتاة من أفغانستان، وأمريكا، ومصر، والهند، وإسرائيل، والأردن، وماين، وباكستان، والأراضى الفلسطينية. ويقول الموقع إن عملية اختيار المشتركين من كل بلد تأتى عن طريق وزارة التعليم والهيئات المدنية، من خلال مجموعة من اللقاءات والأسئلة، والمواضيع المكتوبة.

«سعيد خروف» «23 سنة»، فلسطينى من القدس، تخرج فى كلية الهندسة وهو حاليا فى فترة تدريب مهنى فى الولايات المتحدة الأمريكية، سافر «خروف» وهو فى السادسة عشرة لأمريكا لحضور مخيم من مخيمات منظمة بذور السلام، يقول «خروف» لـ«المصرى اليوم» إن المنظمة لها فرع فى القدس، وأنه سمع عن المخيمات من أصدقائه، وقرر الذهاب عندما قيل له إن المنظمة تقدم منحاً دراسية لكل من يشترك بالمخيمات، وبعد قبوله هو وآخرين، طلبت المنظمة منهم عمل بحث وقراءة معلومات عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، والجدار العازل، وتاريخ الصراع.. وغيرها من مواضيع، لمناقشتها لاحقا فى المخيم.

ويحكى «خروف»: «عندما طرحت الفكرة على أصدقائى وجدت مجموعة رفضت الفكرة من الأساس واعتبرتها نوعاً من أنواع التطبيع، ومجموعة أخرى شجعتها كوسيلة جيدة لمعرفة طريقة تفكير العدو».

استمر المعسكر لمدة 3 أسابيع فى ماين بأمريكا. وانقسم الطلبة لمجموعات، وتم فصل البنات عن الأولاد، ويحكى «خروف» أنه تم تقسيمهم لمجموعتين خلال المناقشات التى دارت حول القضية الفلسطينية الإسرائيلية، مجموعة بها طلبة من مصر والأردن وفلسطين، والمجموعة الأخرى بها طلبة من إسرائيل وأمريكا. وباقى الطلبة فضلوا عدم الانحياز لأى من المجموعتين، ويضيف: «فى بداية الأمر كان هناك جو عام من التوتر، ولكن بالتدريج بدأ الجميع فى التحدث والنقاش، وعن محادثاته مع الإسرائيليين يقول «سعيد» إنه وآخرين من فلسطين بدأوا فى سرد وقائع وأحداث لا يعرف الإسرائيليون عنها شيئاً، لدرجة أن واحدة من الإسرائيليات التى حضرت المخيم اتصلت بى لاحقا وطلبت منى المجىء للتحدث مع أصدقائها فى إسرائيل عن القضية الفلسطينية، أما عن آرائى الشخصية، فقد اقتنعت بعد المخيم بضرورة التعايش بين الطرفين، خاصة أن الإسرائيليين استقروا لسنين فليس من الواقعى ولا المنطقى أن نقوم بطردهم الآن، كما أننا حتى لو أردنا فنحن لا نستطيع فعل ذلك، ولو كنا نقدر لفعلنا ذلك من قبل».

«ياسر عباس» مصرى الجنسية «23 سنة»، تخرج فى كلية السياسة والاقتصاد، ويعمل حاليا مدير مبيعات بإحدى الشركات فى السعودية، سبق له السفر فى مخيم مع إسرائيليين عن طريق منظمة أخرى تدعى The NIR school of the heart، ويحكى «عباس» أنه كان فى السادسة عشرة عندما سافر لأول مرة للمخيم: «أنا كنت فى مدرسة تجريبية وعرفت من صديقة لى أن هناك منظمة تختار طلبة وتسفرهم بالمجان، وأنها تركز على مدارس اللغات لأن الإنجليزية شرط أساسى. فرحت قدمت واتقبلت وسافرت». وخلال فترة المخيم تعرف «عباس» على شاب فلسطينى حكى له عن منظمة بذور السلام وقرر عند العودة من المخيم الأول أن يتقدم لبذور السلام، وبالفعل تقدم عبر موقعهم الإلكترونى، وذهب للمقابلة الشخصية التى كانوا يقومون بعملها لكل المتقدمين، ويحكى «عباس» أن المقابلة كانت فى أحد الفنادق الشهيرة بمصر الجديدة، وكان فى استقباله ثلاثة محكمين: أجنبيان، ومحكمة مصرية هى عزة الشربينى، والتى يقول «عباس» إنها كانت المسؤولة عن بذور السلام فى مصر. سأل «عباس» العديد من الأسئلة عن العديد من الموضوعات، من بينها سؤال عن التسامح وما إذا كانت لديه أى موانع من وجود إٍسرائيليين معه فى المخيم، وأجاب بالنفى، وأنه خاض التجربة من قبل من خلال المنظمة الأخرى.

«أمانى لبيب» قائدة مجموعة الطلبة المصريين فى بذور السلام، وواحدة من الأعضاء الناشطين بالمنظمة تقول إنها تعرفت على بذور السلام فى 2006 عندما واقفت على سفر ابنتها لأحد المخيمات، بعد أن قامت بالبحث عن المنظمة وقراءة معلومات عنها على الإنترنت. وفى 2009 سافرت كمرافقة وقائدة للطلبة المصريين.

وتشرح «أمانى»: «المنظمة كانت تستضيف حوالى 32 طالبا وطالبة من مصر ومعهم 4 من الطلبة المميزين الذين سبق لهم حضور المخيم، وعدد من المرافقين، ولكن بعد الأزمة الاقتصادية العالمية انخفض الرقم إلى النصف ويقوم كل طالب بدفع مبلغ رمزى، والمنظمة تتحمل العبء الأكبر من التكاليف، والمنظمة تشترط أن يكون سن الطالب بين 14 و16 لأن هذه السن تشهد بداية بناء الشخصية وتقبلها لطرق تفكير جديدة، وبذور السلام تتيح فرصة للطلبة لتعلم تقبل الآخر والاستماع له والاختلاف معه، بغرض خلق حلقة وصل يمكن من خلالها تحقيق السلام، وده مبدأ نبيل جدا».

ويقول «إريك كابنجا»، المسؤول الإعلامى لدى منظمة بذور السلام فى الشرق الأوسط، لـ«المصرى اليوم»: «إن بذور السلام لا يتم الإعلان عنها بشكل كبير فى مصر لأن نشاطها يستهدف مجموعة قليلة من الطلبة فقط، وأن من ينقد المنظمة يستند إلى ادعاءات ليس لها أساس من الصحة، وهدفه الوحيد تدمير سمعة المنظمة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية