x

الوظيفة الحكومية لم تعد «سلاح» هناء لمواجهة الحياة.. فقررت العمل فى «سوق السلاح» بجد

الثلاثاء 05-10-2010 20:19 | كتب: سارة سند |

ملامحها الهادئة وصوتها المنخفض لا ينمان عن مجال عملها الذى يتضمن التعاون مع أشهر محال الأسلحة بمنطقة وسط البلد، تعاون بدأ منذ ما يزيد على العامين أثبتت فيه هناء إسماعيل حامد «31 عاما» تفوقا كبيرا جديرا بالملاحظة، فليس سهلا على فتاة شابة فى العشرينيات من عمرها وقتها أن تخرج من منزلها يوميا للمرور على معارض الأسلحة، على أمل أن تفوز بفرصة عمل فيها من خلال عرض بضاعتها الغريبة نسبيا وهى «جرابات» أو أغطية للأسلحة تصنعها بنفسها يدويا من الجلد الطبيعى لتحافظ على السلاح من أى ضرر أو خدش.

الأغرب فى قصة هناء ليس فقط اختيارها لمجال عمل لا تتخصص فيه النساء عادة، إنما أيضا مواظبتها على وظيفتها الصباحية كموظفة فى الهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية، لتقضى ساعات مساءها فى قص الجلد و«تخريمه» ليصبح جرابا لسلاح الظهر أو الجيب.

تبدأ القصة عندما تقرر هناء أن الوظيفة الحكومية التى تعمل بها غير مضمونة بالمرة، فحتى الآن وبعد مرور 8 سنوات من العمل بها مازالت غير مثبتة ومن الممكن الاستغناء عن خدماتها فى أى وقت، فتقرر أن تحضر دورة فى الأعمال اليدوية، ومنها استطاعت أن تتخصص فى صنع أغطية للسلاح بعد أن طلب منها أحد الضباط صنع واحد له وأعجبه عملها بشدة.

دخول المجال فى البداية لم يكن بالأمر اليسير، حيث تعرضت هناء للطرد أكثر من مرة من أصحاب معارض الأسلحة التى كانت تمر عليها والتى تستورد معظمها هذه «الجرابات» من خارج مصر، حتى نجحت فى أن تقنع صاحب أحد المعارض بموهبتها الكبيرة فى هذا المجال وأصبح هناك إقبال على عملها: «بقيت بفهم إلى حد كبير فى أنواع السلاح، بس اللى استغربته أول ما بدأت شغلى إن السلاح تقيل جدا، لدرجة إنى معرفتش أشيله أول مرة، واكتشفت إن عمل جرابات للسلاح غير أى شغل يدوى تانى، فتقفيله بالخيط والجلد لوحدهم ماينفعش، لازم الجراب يتربط بحلقات حديد علشان يستحمل تقل السلاح».

مشكلة هناء الوحيدة التى اكتشفتها بعد دخولها فى عالم الأسلحة أن سوق السلاح أيضا «بتنام» وهو أمر لم تكن تتوقعه فى بداية عملها، فأحيانا يقل الطلب على عملها خاصة فى فترة الأعياد الذى تواجه سوق الأسلحة فيها ركودا فى عملية البيع، لكنها حتى الآن تتساءل: «إيه علاقة العيد بالسلاح؟».

مع الوقت أصبح تعامل هناء مع معارض بيع الأسلحة أمرا عاديا، لا تخشاه أو تهابه، بل على العكس تعتبر نفسها واحدة من رائدات الصناعة فيه، حيث تستطيع أن تنافس بجودة سعرها ورخص منتجها مقارنة بالموجود فى الأسواق: «معظم المحلات بتبيع الجرابات المستوردة اللى تمنها بيزيد عن 500 جنيه، لكن أنا شغلى كله يدوى وجلد طبيعى ورغم كده السعر ما بيزيدش عن 100 جنيه».

تتمنى هناء حاليا أن تتوسع فى تجارتها التى أصبحت السند المادى لها بسبب قلة دخل الوظيفة الحكومية، وتحلم بأن تكون لها الورشة الخاصة بها خارج نطاق غرفة نومها التى تصنع منها جميع منتجاتها، حيث تعيش مع عشرات الأمتار من الجلد الطبيعى الذى يغطى جميع أنحاء الغرفة: «بعشق ريحة الجلد الطبيعى، وبنزل أشتريه من المدابغ، ونفسى يبقى عندى ورشتى وأعلّم ناس تحتى، بس برضه مش هقولهم كل حاجة علشان يفضل عندى سر الصنعة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية