استقبل الرئيس حسنى مبارك، صباح اليوم الثلاثاء، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، لبحث سبل إنقاذ مفاوضات السلام المهددة بالانهيار جراء إصرار إسرائيل على مواصلة الأعمال الاستيطانية، فيما أعلنت الخارجية الأمريكية عن مباحثات أمريكية إسرائيلية وصفتها بـ«البناءة» لإنقاذ عملية السلام، واعتبر قيادى بحماس أن استقالة «أبومازن» من منصبه «أمر منطقى» بسبب فشل مشروعه للتسوية.
وتطرق لقاء مبارك و«أبومازن» إلى الجهود المصرية واتصالات الرئيس مبارك مع الجانبين الإسرائيلى والأمريكى وعدد من زعماء الاتحاد الأوروبى بهذا الشأن، كما عرض الرئيس الفلسطينى خلال المقابلة آخر تطورات جهود المصالحة الفلسطينية التى تهدف إلى توحيد الصف الفلسطينى فى مواجهة المفاوض الإسرائيلى.
ولم تصدر أى تصريحات عقب اللقاء، الذى استمر لما يقرب من ساعة ونصف الساعة، حيث أكتفى أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية بالقول: «إن كل شىء تمت إحالته إلى اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية»، والمقرر انعقاده فى مدينة سرت الليبية.
وفى سياق متصل، أكد أمين عام جامعة الدول العربية، عمرو موسى، أن العرب ينظرون فى الخيارات السياسية لمواجهة الإصرار الإسرائيلى على استمرار الاستيطان.
وقال موسى، فى مؤتمر صحفى مشترك مع رئيس دائرة شؤون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية، الدكتور صائب عريقات، مساء أمس: «هناك بدائل وخيارات سنلجأ إليها فى الفترة القادمة، وإذا استمر الاستيطان سوف يكون هناك كثير من القرارات والمواقف للتعامل مع هذا الوضع». وتابع «نحن وصلنا إلى مرحلة إحباط كبير من كل الإجراءات التى اتخذتها إسرائيل».
من جانبه، قال صائب عريقات، رئيس دائرة شؤون المفاوضات فى منظمة التحرير الفلسطينية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، «إننا نحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن توقف المحادثات فى المفاوضات المباشرة وما يترتب عليها من سلبيات».
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن وزيرة الخارجية، هيلارى كلينتون، تباحثت الأحد الماضى مجدداً مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى إطار الجهود المبذولة لإنقاذ المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، واصفة هذه المباحثات بـ«البناءة».
وفى سؤال لصحفيين حول حرق المستوطنين الإسرائيليين أحد المساجد فى الضفة الغربية وإحراق نسخ من المصحف الشريف، أمس الأول، قال ديفيد كراولى، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن هذه خطوات تشجبها الولايات المتحدة، كما أدانت الأمم المتحدة الحادث، مذكرة إسرائيل بمسؤولياتها، فيما وصف وزير الدفاع الإسرائيلى، جابى اشكينازى مرتكبى هذا «العمل المشين» بـ«الإرهابيين»، مؤكدا أن «الجيش بالتنسيق مع مسؤولين أمنيين فلسطينيين يجرى تحريات للعثور على منفذيه».