x

ملك الكرة يتذكر.. الخروج من الملعب إلى «الأهرام»

الثلاثاء 05-10-2010 22:30 | كتب: أمل سرور |
تصوير : other

طوال 17 عاماً ومنذ صافرة بداية شوط الإبداع والمهارات والأهداف والمتعة.. هكذا كان مشوار «بيبو» مع النادى الأهلى.

وفى سطورنا المقبلة ننفرد بمرمى ذكرياته، ونحصل على فرصة ذهبية لتسجيل «هاتريك» فى مرمى ذكرياته، الأول حين يفصح عن أسباب قرار الاعتزال، والثانى عند دخوله مؤسسة «الأهرام»، والأخير حين يوضح الخيط الأبيض من الأسود فيرد على جميع الشائعات التى تؤكد وجود خلافات بينه وبين إدارة مؤسسة «الأهرام»، فى حوار تتقمص فيه الأقلام شخصية «رأس الحربة» على طريقة بيبو فتقتنص التفاصيل.. ويخلع هو فيه الرقم «10» ويخرج حاملاً كأس عشق الجماهير لأسطورة اسمها «محمود الخطيب».

■ فى عز مجدك هل كنت تفكر فى لحظة الاعتزال؟

- كانت لحظة صعبة جداً لأخذ هذا القرار، ولكن من نعمة الله سبحانه وتعالى أن أعاننى على اتخاذ القرار، كنت أشعر أن الله يقف بجانبى دائماً حين اختار لى أن أدخل للأهلى، ثم قرب إلىّ الناس وجعل علاقتى بالجماهير جميلة، وحتى فى إصاباتى كنت أشعر بنعمة الله علىّ حين أعود من الإصابة فأجيد وألعب وكأننى لم أمر بفترة إصابة، ولكننى أذكر أننى كنت أتمنى لعب مباراة نهائى دورى أبطال أفريقيا وأفوز بها ولو مرة فى مصر، والحقيقة كنت قد لعبت ست مباريات «نهائى» فزت فيها بخمس..

 وقبيل هذه المباراة كنت قد عدت من عدد من الإصابات لا علاقة لها بكرة القدم تماما، إصابات كسور بالوجه وعظام العين، وما إليه من أغرب الإصابات، وكلما كنت أعود من الإصابة وأستعيد لياقتى أُصاب مرة أخرى لمدد تتراوح بين الأسبوعين والثلاثة أسابيع، وهذه الفترات المتلاحقة من الإصابة جعلت هاجس الاعتزال يراودنى، وكانت هناك مباراة مع غزل المحلة بالدورى العام وطلب منى الكابتن أنور سلامة أن ألعب بالشوط الثانى ليطمئن على حالتى البدنية، وفى إحدى الكرات التى تسلمتها على صدرى اندفع لاعب المحلة بحماس ودون أى عمد فارتطمت قدمه بوجهى لتكسر عظمة العين.

وقبل أن أدخل حجرة العمليات بعد لحظات طلبت من الله أن يوفقنى ويشفينى، ونذرت نذراً، إن كان لى نصيب للعب هذا المباراة ستكون هى آخر مباراة لى وخرجت من حجرة العمليات وعيناى متورمتان ولدىّ تجمع دموى كبير، ولكنى كنت جاهزا بدنيا وكنت أشعر برغبة شديدة فى لعب هذه المباراة كى أفى بعهدى لله سبحانه وتعالى، وتوجهت بعد الجراحة مباشرة للنادى وقابلت الكابتن طارق وطلبت منه أن ألعب هذه المباراة، التى كان يفصلنى عنها خمسة أيام فقط، فأكد لى أننى لم ولن أتعافى من إصابة كسر عظمة العين فى هذه الفترة الوجيزة ولكن حين وجدنى مُصراً على لعب هذه المباراة وافق على أن أعود للتدريبات مرة أخرى، ولكن كنت أمارس التدريبات ليلاً حرصاً على عدم تفاقم الإصابة، وفى يوم المباراة طلب منى الكابتن أنور سلامة أن أستعد بعد بداية الشوط الأول بخمس عشرة دقيقة لكى أشارك بالمبارة فدخلت لغرفة خلع الملابس لكى أجهز نفسى ثم بدأت أقرأ القرآن، ودخل إلى غرفة خلع الملابس بعد دقيقتين الكابتن صلاح حسنى وطلب منى الإسراع بدخول الملعب فطلبت منه الانتظار خمس دقائق، ومرت الدقائق الخمس فعاد مرة أخرى فطلبت منه الانتظار خمس دقائق أخرى وفى حال لم أخرج للملعب فلن أشارك فوافق وخرج من الغرفة.

■ وكيف كنت تشعر فى هذه اللحظة وأنت تعلم أنها آخر دقائق لك فى المستطيل الأخضر كلاعب؟

- مجرد أن خرجت من الملعب ارتفعت معنوياتى بدرجة لم أتخيلها، وكان لجمهور النادى الأهلى العظيم الفضل فى هذا، فاستقبال الجمهور لى بمجرد خروجى من الملعب جعلنى راضياً عن قرارى وشجعنى على المضى قدماً وإنهاء مشوارى بهذه الاحتفالية التى حضرها جميع قيادات مصر وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، أكبر وأهم شخصية فى مصر.

■ دخلت الملعب.. صف لى الدقائق الخمس عشرة الأخيرة.. كيف مرت عليك؟

- كانت أمتع وأحلى وأجمل خمس عشرة دقيقة لى فى المستطيل الأخضر على الإطلاق، كنت شديد التوفيق فى هذه الدقائق فكنت موفقاً فى كل كرة ألعبها وكل تمريرة أمررها وكانت الجماهير تتفاعل معى بشكل غير طبيعى وغير مسبوق وكأنها كانت تشعر بأننى أحتاج لهذا التفاعل لكى تكون هى بالفعل أجمل نهاية لى بالمستطيل الأخضر كلاعب، وكنت أسلط بين اللحظة والأخرى عينى على ساعة اللقاء، وبين دقيقة وأخرى كنت أقول فى قرارة نفسى «تبقى لى عشر دقائق فقط ثم خمس ثم دقيقتان»، وتوجهت لحكم المبارة الذى أذكر أنه كان مغربياً وقلت له بالحرف «كابتن.. أنت الوحيد الذى يعلم الآن فى الوطن العربى كله أن الخمس دقائق القادمة هى الأخيرة لى كلاعب، فأرجو منك أن تستمر فى لعب المباراة قليلاً ولو لدقيقة».

■ وكيف كانت إجابته؟

- بالطبع لم يجبنى، ولكنه فاجأنى قبل أن يطلق صافرة النهاية بالاقتراب منى، وربت على كتفى وصافحنى ثم قال لى بالحرف «يابنى.. نحن فخورون بك جداً، ولكننى لا أستطيع أن أطيل أكثر من ذلك فى وقت المباراة، يجب أن أطلق صافرة النهاية» وبالفعل أطلقها وهنا كنت قد اتخذت القرار بالفعل.

■ الخروج من المستطيل وآخر صافرة نهاية وآخر احتفال كلاعب.. كيف كانت؟

- أذكر أننى أخذت علمى مصر والأهلى، وركضت حول الملعب لأكثر من مرة، وكانت مظاهر الاحتفال هذه منى غريبة على الجمهور، وأعتقد أن علاقتى بهم وارتباطى معهم طوال هذه السنوات السبع عشرة التى لم أقم فيها بهذا الاحتفال بهذه الطريقة جعلاهم يعلمون أننى اتخذت القرار، وصعدت إلى منصة التتويج ورفعت الكأس بعد أن تسلمته من السيد الرئيس، وكانت هذه نهاية تحت عنوان «ليس بالإمكان أفضل مما كان».

■ من كان أول من علم بقرار اعتزالك بعد حكم المباراة؟

- لم أقل لأحد، الجميع فوجئ به فى الوسط الإعلامى والرياضى والجماهير أيضاً، ولكنى صارحت زوجتى ووالدى فقط.

■ وكيف كان رد فعلهما، كيف استقبلا هذا الخبر؟

- الوالد كان قد وصل لدرجة من المرض لم تسمح له بكثير من الكلام ولكنه ما إن علم بقرارى حتى ابتسم ومسح على رأسى وكأنه يؤكد لى موافقته على قرارى، وزوجتى أيضاً لم تقل الكثير، فقط أكدت لى أنها تريد راحتى، وإن كنت أرى أن فى هذا القرار راحة لى فهى لا تمانع على الإطلاق، فأكدت لها أننى مقتنع وصارحتها بعهدى ونذرى لله سبحانه وتعالى، وقلت لها إن هذه هى أفضل نهاية على الإطلاق وأن هذا المشهد الأخير لا يتكرر كثيراً فقد تسلمت الكأس التى كنت أحلم بها كثيراً باستاد القاهرة من أكبر قيادة سياسية فى البلد، والحقيقة أننى كنت قد اتخذت القرار قبل مناقشتى مع والدى وزوجتى ولكن ظروف المباراة- كما قلت فى السابق- ساعدتنى كثيراً لكى أقوم بتنفيذ قرارى.

■ محطة دخول مؤسسة «الأهرام» .. متى كانت؟

- بعد الاعتزال بأقل من شهر، فقد تحدث معى هاتفياً الأستاذ إبراهيم حجازى وقال لى «أفكر فى شىء ما، أريدك أن تعمل معنا فى (الأهرام).. ما رأيك؟»، وكنت، كما يعلم وكما صارحته، لم أعمل بأى شىء سوى كرة القدم، التى كانت حياتى ولكننى قلت له: «بالطبع الانتماء للأهرام شىء عظيم وأنا سأتشرف بذلك»، وعلى إثر هذه المكالمة طلب لى موعداً مع الأستاذ إبراهيم نافع فكان ما كان، وعملت فى «الأهرام».

■ هل كنت مكسباً للأهرام أم كانت «الأهرام» مكسباً لك؟

- بالطبع «الأهرام» إضافة لكل العاملين بها، ولى شخصياً، فـ«الأهرام» اسم قوى جداً، وحينما تدخلين لأى مكان باسم «الأهرام» تشعرين بقيمة ومكانة وقدر هذه المؤسسة بالفعل.

■ لكنك حققت العديد من الإنجازات فى «الأهرام»، خاصة فى مجال الإعلانات؟

- كما أكدت لك أن أى إنجاز يقوم به من فى «الأهرام» هو بفضل اسم «الأهرام» القوى فى الأساس.

■ هل اختلفت مع الأستاذ إبراهيم نافع؟

- حمداً لله لم يحدث ذلك على الإطلاق، وحتى الآن علاقتنا لم يتغير بها الود والاحترام، وهى علاقة طيبة جداً.

■ مع بداية «صلاح الغمرى» وتغيير المؤسسة انسحبت من «الأهرام» بسبب بعض الخلافات إلى الآن هل هذا صحيح؟

- بالطبع لم تحدث أى خلافات، وما يقال لا أساس له من الصحة، كل المشكلة أننى شعرت أن دخلى من «الأهرام» ليس مناسباً على عكس ما يتصور الجميع تماماً، وهذا كله مثبت بـ«الأهرام» بالمستندات فى شؤون العاملين، وقد حصلت على كل هذه المستندات، وأنا بطبيعتى لم أكن أحسب دخلى ولم تكن المادة أمراً مهماً بالنسبة لى ولكن بعد أن اطلعت على مستندات دخلى من «الأهرام» لكى أعطيها لمصلحة الضرائب فوجئت بالأرقام التى أحصل عليها كدخل، فتحدثت مع «حسن حمدى» فى بادئ الأمر حول دخلى وقلت له إننى وصلت لمرحلة أحتاج فيها لأن يكون دخلى أكبر من ذلك، وبعد فترة وبعد التغييرات التى حدثت فى المؤسسة شعرت بأن دخلى سيظل كما هو، فقررت الانسحاب وتقدمت بطلب إجازة بدون راتب لمدة سنة وجددتها للسنة الثالثة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية