قال محمود راغب الدهتورى، رئيس نقابة الألمونيوم بالدقهلية، إن الصناعة تنهار والعمال يشردون والدولة لا تتحرك لإنقاذها، لأن وزارة الصناعة «عاملة ودن من طين وودن من عجين».
وأضاف: «60% من العاملين فى هذه الصناعة تركوها والباقون يعملون بنصف طاقتهم فقط بسبب المشاكل العديدة التى تواجههم منذ ثورة 25 يناير، حيث شهد السوق ركودا شديدا وارتفعت أسعار الخامات والدولة تطالبنا بتطوير الصناعة لتخفيف التلوث ولا توجد سيولة كافية لهذا التطوير».
وتابع: «النقابة لجأت للبنوك لتمويل المصانع، لكن فوجئنا بأنها بتعاملنا بفائدة مرتفعة تصل إلى 13% والصندوق الاجتماعى فائدته 10%، ولا يستطيع أحد أن يتحمل هذه التكلفة لأن هامش الربح قليل لا يتعدى من 6 إلى 8% فقط».
وأوضح الدهتورى أن تلك الصناعة تستهدف الشريحة الفقيرة من الشعب لأنها منتج شعبى، لافتا إلى أن المشكلة الأهم هى ازدواجية تعامل الدولة مع هذه الصناعة، حيث تتجاهلها تماما وترفض الاعتراف بها ومساعدتها رغم تحصيلها كل مستحقاتها من ضرائب وتأمينات ومرافق.
ويشير طلعت الشاعر رئيس الجمعية التعاونية لصناعة الألمونيوم بميت غمر وعضو اتحاد الصناعات إلى أن هناك 50 ورشة صدرت لها قرارات غلق الشهر الماضى بخلاف المحاضر وقضايا الضرائب التى تطارد المئات وتهددهم بالسجن.
ويتابع غاضبا: «هناك مخطط لتدمير الصناعات الوطنية فى مصر، والكثيرون من أعضاء الجمعية تركوا المهنة نهائيًّا بإرادتهم بسبب تعقيدات الحكومة والفساد وملاحقات الضرائب، وأرسلنا مذكرة للرئيس السيسى رصدنا فيها أهم المشاكل التى تهدد الصناعة، وفى مقدمتها الضرائب والتراخيص وتوفيق الأوضاع ونقص السيولة وعدم فتح أسواق جديدة واستجاب الرئيس لشكوانا وأرسل لجنة من الرقابة الإدارية لدراسة الوضع وبحث المشاكل».
ويطرح الشاعر الحل بضرورة دعم الدولة لهذه الصناعة وتنميتها، من خلال التمويل من البنوك بفائدة بسيطة تسهم فى تحديثها بخطوط إنتاج حديثة تقى العمال شرّ الحوادث وتضاعف الإنتاج وتزيد من الجودة.
ويكشف الشاعر عن مفاجأة حيث يقول: «منذ عام 2008 وضع وزير الاستثمار حجر الأساس لمنطقة استثمارية على مساحة 17 فدانًا مقتطعة من أرض مصنع الغزل والنسيج بميت غمر وتدفع الدولة سنويا منذ ذلك التاريخ حتى الآن مبلغ مليون و200 ألف جنيه سنويا إيجارا للأرض ولم تتم الاستفادة من الأرض ولا إنشاء أى مشروع عليها رغم إهدار المال العام سنويًّا على إيجارها».
ويشير إلى أنه لا يوجد سوى مصنع وحيد بنجع حمادى لبيع سبائك الألمونيوم يغطى احتياجات الصناعة الوطنية ويصدر للخارج، مؤكدا أن فتح باب الاستيراد للمواد الخام سيؤدى إلى فشل الصناعة وضررها بسبب سوء نوعية الخامات المستوردة.
ودعا الشاعر لسرعة إنشاء المنطقة الصناعية التى أعلن عنها ووضع حجر الأساس لها الوزير السابق منير فخرى عبدالنور قائلًا: «رصدت الدولة 137 مليون جنيه لإنشاء منطقة صناعية بتل المقدام بمركز ميت غمر وحتى الآن لم يتم فيها أى شىء حيث لم يوضع بها سوى حجر الأساس فقط».