x

انتخابات فيفا.. حقبة جديدة من دون جوزيف بلاتر (تقرير)

الجمعة 26-02-2016 19:33 | كتب: أ.ف.ب |
فوز  السويسري جياني إنفانتينو بانتخابات رئاسة الفيفا لكرة القدم، بعد الجولة الثانية من التصويت خلال الجمعية العمومية للفيفا، زيوريخ، 26 فبراير 2016. فوز السويسري جياني إنفانتينو بانتخابات رئاسة الفيفا لكرة القدم، بعد الجولة الثانية من التصويت خلال الجمعية العمومية للفيفا، زيوريخ، 26 فبراير 2016. تصوير : وكالات

يبدأ الاتحاد الدولي «فيفا» حقبة جديدة من دون السويسري جوزيف بلاتر، الذي بسط نفوذه الواسع على مقاليد السلطة كرة القدم العالمية لأعوام طويلة، وذلك مع انتخاب السويسري الإيطالي رئيسا جديدا، الجمعة، في زوريخ.

وكان العجوز السويسري، الذي يبلغ الثمانين بعد أقل من أسبوعين، يأمل بوداع أفضل للمنظمة الأحب على قلبه التي يعمل فيها منذ نحو 40 عاما، إذ بدأ كموظف، ثم تولى الأمانة العامة وكان اليد الطولى للرئيس السابق البرازيلي جواو هافيلانج.

وكان بلاتر، الغائب الأبرز عن الجمعية العمومية غير العادية، الجمعة.

وخرج بلاتر من الباب الضيق لفيفا، حيث كان رئيسا منذ 1998 حتى استقالته المفاجئة تحت ضغوط فضائح الفساد المتتالية في الثاني من يونيو الماضي، أي بعد أربعة أيام من إعادة انتخابه رئيسا لولاية خامسة على التوالي، بعد الفوز على الأردني الأمير على بن الحسين، الذي انسحب قبل الجولة الثانية من التصويت.

ولاتزال تداعيات تلك الانتخابات مستمرة حتى الآن، فقبل يومين من التصويت، وتحديدا في 27 مايو 2015، اقتحمت الشرطة السويسرية الفندق الرسمي للوفود واعتقلت بناء على طلب من القضاء الأمريكي مسؤولين بارزين أهمهم جيفري ويب من جزر كايمان، الذي كان في حينها رئيسا للكونكاكاف ونائبا لرئيس فيفا، كما وجهت التهم إلى مسؤولين آخرين، وشركاء في شركات للتسويق الرياضي.

طالب الاتحاد الأوروبي الذي كان داعما للأمير علي بتأجيل الانتخابات، لكنها أجريت وفاز فيها بلاتر، قبل أن يضطر إلى وضع استقالته بتصرف الجمعية العمومية لانتخاب خلف له في السادس والعشرين من فبراير 2016.

قاوم السويسري كل الضغوط عليه لترك منصبه فورا، مصرا على أنه سيزاول مهماته حتى يوم التصويت، لكن الوقائع كانت أقوى منه هذه المرة.

وسارت الرياح القوية بعكس سفينة بلاتر الذي كان يتباهى دائما بأنه ربان ماهر يوصل السفينة إلى بر الأمان، فأوقف مع الفرنسي ميشال بلاتيني لمدة 90 يوما في البداية قبل أن يصدر الحكم بوقفهما في 21 ديسمبر الماضي لمدة ثماني سنوات عن مزاولة أي نشاط كروي، خفضت قبل يومين إلى ست سنوات، بعد تسريب حصول الفرنسي على مبلغ مليون دولار من السويسري في 2011 عن عمل استشاري قام به الأول للثاني بين 1999 و2002 بعقد شفهي.

واجه السويسري ظروفا عصيبة بعد قرار الإيقاف، ودخل إلى المستشفى «لأنه لم يتحمل الضغوط النفسية عليه»، وبدأ مع بلاتيني رحلة صعبة لتغيير الحكم وقد مثلا قبل أيام أمام لجنة الاستئناف التابعة للفيفا.

وتوجه «سيب»، الثلاثاء، بسرية تامة إلى المبنى الذي سيطر فيه على كرة القدم العالمية لفترة طويلة، وصل في الساعة السابعة والنصف صباحا إلى مقر فيفا بعيدا عن أنظار الصحفيين لحضور الجلسة الشفوية الحاسمة التي كانت مقررة في تمام الساعة التاسعة صباحا، وفقا لعضو أمن المقر الرئيسي فيفا الذي أكد أن بلاتر خرج سرا من الباب الخلفي نحو الساعة الخامسة بعد الظهر.

وهو ردد كلمات معبرة جدا تؤكد نهاية نفوذه خاصة بعد أن بدا عليه الوهن مع أنه كان متألقا في الانتخابات الماضية، بقوله: «الرحيل الذي يدبرونه لي محزن، لكن ما بالإمكان فعله؟ هناك حالات لا تملك السلاح لمواجهتها، وفجأة لم يعد لديك أي أصدقاء»، وذلك في مقابلة مع راديو مونتي كارلو «آر إم سي».

وتابع: «لقد طورنا كرة القدم خلال فترة 40 عاما ولم تصل سابقا إلى المستوى الذي أصبحت عليه الآن، ويكفي أن تنظروا إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا لتعرفوا المستوى الذي وصلت إليه كرة القدم».

لكنه حيد نفسه على ما يبدو عن الانتخابات لتحديد خليفته بالقول: «لا يمكنني التحيز لأحد، هذا أمر مستحيل.. ليس من شأني التدخل في هذه المسألة»، كاشفا أن 4 من المرشحين الخمسة تحدثوا إليه وبأن عدة اتحادات اتصلت به للوقوف على رأيه بشأن المرشح الذي يجب التصويت له، مضيفا: "قلت لهم: صوتوا لمن تريدون، لمن ترونه بروحكم وثقتكم الأفضل بالنسبة لفيفا".

وبقي بلاتر في آخر تصريح له مصرا على القول إنه «لو منحت الولايات المتحدة حق استضافة مونديال 2022 لكان أمضى الولاية الخامسة على رأس فيفا بهدوء»، مكررا ما سبق أن أعلنه مرارا عن «ترتيب دبلوماسي» لمنح كأس العالم 2018 لروسيا و2022 للولايات المتحدة.

وفازت قطر باستضافة مونديال 2022 بعد تفوقها في الجولة الأخيرة من التصويت على الولايات المتحدة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية