خطف خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأربعاء، الأضواء عن استراتيجية مصر للتنمية المستدامة«رؤية مصر 2030»، والتي أطلقها، الأربعاء بمسرح الجلاء.
ساعة و37 دقيقة، المدة الزمنية، التي استغرقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، تحدث فيها عن العديد من الأفكار والمشروعات، الأزمات والتحديات التي تواجهها مصر، دون الإشارة من قريب أو بعيد للمحاور، التي تتضمنها الاستراتيجية.
ويرى الخبير الإعلامي، ياسر عبدالعزيز، أن حديث الرئيس، خصم من أهمية طرح أول رؤية في عهدة، مضيفًا: «كان هناك أهمية، لوجود رؤية واضحة لنظام حكم الرئيس السيسي، وأن تكون ضمن مخطط استراتيجي ومدى زمني معين».
وتنقسم استراتيجية مصر 2030 إلى 12 محورًا رئيسيا تشمل: ( التعليم، والابتكار والمعرفة والبحث العلمي، والعدالة الاجتماعية، والشفافية، وكفاءة المؤسسات الحكومية، والتنمية الاقتصادية، والتنمية العمرانية، والطاقة، والثقافة، والبيئة، والسياسة الداخلية، والأمن القومي، والسياسة الخارجية، والصحة)، بحسب وزارة التخطيط.
ويقول الخبير الإعلامي، «باستثناء رؤية تثبيت واستقرار الدولة، الرئيس السيسي لم يكن له برنامجًا انتخابيا، ومن هنا جاء أهمية رؤية مصر 2030».
ويضيف، أن وجود خطة للرئيس حتى لو كانت محل تشكيك أفضل من لا شئ.
وأبرزت صحف القاهرة، الصادرة صباح اليوم، الخميس، كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مركزة على عناوين بعيدًا عن الاستراتيجية، وتحت عنوان «السيسي للشعب: ما تسمعوش كلام حد غيري»، جاء العنوان الرئيس لجريدة «المصري اليوم»، مشيرًا إلى أنه «ها يفضل يبني في البلد لحد ما يموت أو تنتهي مدته».
وأبرزت صحيفة «الأهرام»، عدة عناوين منها، «الرئيس.. لن أسمح بتمزيق مصر»، و«الحفاظ على كتلة ثورة 30 يونيو هدف استراتيجي»، و«لا يظن أحد أن حسن الخلق سيسمح بأن تحقق المؤامرات هدفها»، وجاء عناوين صحيفة الوفد، «السيسي غاضب.. من يقترب من مصر هاشيله من على وش الأرض ولا تسمعوا كلام حد غيري.. أنا لا أكذب ولا ألف أدور».
وأبرزت صحيفة الشروق ما وصفته بـ«غضب السيسي»، إذ تصدر عنوانها الرئيسي «السيسي غاضبًا: اللي هيقرب من مصر هاشيله من فوق وش الأرض».
وحتى في عنوانيها التمهيدية، لم تشير الصحيفة للإستراتجية، إذ جاءت على النحو التالي: «الرئيس: هناك من يعمل لكي يجعل المصريين في حالة نفسية غير مستقرة.. ولو سمحتم متسمعوش كلام حد غيري.. أنا أكثر شخص على دراية بأداء الحكومة وأجلس معاهم كل يوم.. و50 مليار جنيه تكلفة الطرق التي تم تنفيذها.. و150 مليار جنيه لحل أزمة الكهرباء.. والدولة تحتاج لـ165 مليار جنيه لإنشاء مليون وحدة سكنية».
ويعلّق «عبدالعزيز»، أن الشحنة العاطفية في الخطاب، غطت على المعاني الموضوعية والأفكار المطروحة في الاستراتجية وهو ما اهتمت به وسائل الإعلام.
ويضيف أن خطاب، أمس الأربعاء يصنف في الخانة السلبية وسيستدعى في الأوقات الخطأ.