افتتح في متحف ليتون هاوس في العاصمة البريطانية لندن مهرجان "النور الفني" الذي يعرض أعمالا فنية مختلفة من منطقة الشرق الاوسط. وكانت رقصة التنورة الشعبية المصرية من أبرز سمات ليلة الافتتاح.
وقال المنظمون أن المهرجان الذي يستمر ثلاثة أشهر يمثل أحد الجهود المتضافرة التي تشهدها المدينة للترويج لفنون وثقافات من المنطقة.
وأضفى راقص التنورة، «شفيق ابراهيم»، بهجة على الحاضرين بمهارته في الحركات والدوران بملابس الرقص التقليدية لرقصة التنورة.
وقال «ابراهيم» أن المتحف يمثل بالنسبة له فرصة حقيقية لعرض موهبته. وأضاف "شخص مثلي أعيش هنا منذ خمسة أعوام ربما لا أسمع الكثير عن اماكن مثل هذا ولذا فاني اعتقد انها فرصة كبيرة بالنسبة لي للرقص في أماكن مثل المتحف هنا".
في الوقت نفسه قام عازف الناي «بول تشينور» بالعزف الى جانب اثنين من الموسيقيين هما «خالد الحكيم» على الطبلة و«ليني تشارلز» على الايقاع في عرض اعتبر ايذانا باطلاق المهرجان.
وقال «تشينور» أن الموسيقى العربية كان لها تأثير كبير على عمله. وأضاف "كانت دائما جزءا من استماعي للموسيقى العربية والموسيقى الهندية بالاضافة الى الجاز والموسيقى الاوروبية ايضا ولكنها واحدة من تلك الاشياء.. نكهتها .. تنساب مني فيما يبدو".
ومن أبرز السمات الاخرى في المهرجان معرض الفنانة الايرانية المقيمة في ألمانيا «باراستو فروهر». والتي تتأثر أعمالها الى حد بعيد باغتيال والديها اللذين كانا من المنتقدين للنظام الايراني.
ويسلط قيام «باراستو» فروهر بوضع كراسي مغطاة الضوء على الأقمشة التقليدية التي تستخدم في العادة في ذكرى مقتل الإمام «الحسين» والمسمى بيوم عاشوراء.
وقالت «باراستو فروهر»: "أحاول خلق أعمال جميلة مثل الحياة بالضبط. ولكن اذا أصبحت قريبا.. اذا اقتربت من العمل فهذا الجمال ينهار وترى القسوة التي تحدث أيضا وتحاول التعامل مع الجانبين وتحملهما في نفس الوقت". كما تظهر في معرضها سلسلة من الصور التي توضح اشارات المرور ولكنها تعبيرات رمزية بشكل كبير مثل جميع الاشياء الاخرى في أعمالها الفنية.
وقالت "مجموعة العمل هذه تسمى (علامات). انها عن التنظيم في الاماكن العامة ووضع النساء والرجال في المجتمعات الاسلامية. وكما ترون وعلى نحو خاص تلك التي هناك ستشاهدون ان المساحة المسموحة للمرأة أصغر من المسموحة للرجل".
وتباينت ردود فعل الحاضرين على المهرجان حيث قالت زائرة تدعى «انجيلا بولجر»: "الشيء العظيم جدا هو امكانية المشاركة في أنواع مختلفة من الانشطة ما اذا كانت مشاهدة الرقص أو معرض الفنون البصرية أو الاستماع لاحاديث أو مشاهدة رسم الحنة".
وقال زائر للمعرض يدعى «دانسو ماني» في اشارة الى مجموعة الاعمال الفنية من الشرق الاوسط في المتحف "كانت محاولة طموح ربما قليلا لتغطية الكثير من الاشياء المختلفة مرة واحدة ولكنني اعتقد انها رائعة باعتبارها أمسية افتتاحية ..تقريبا مثل سلالم متحف ليتون الفسيفساء وهو ما يعطي نكهة العناصر المختلفة لمنطقة المغرب والشرق الاوسط.".
وقال المنظمون أن هدف المهرجان ليس عرض المواهب الجديدة فحسب بل ايضا اطلاع الرأي العام البريطاني على ثقافة اخرى وازالة سوء الفهم عن المنطقة.
وقال «الان كيروان»، وهو مسؤول تعليمي في متحف ليتون هاوس،: "الخطة الرئيسية لمهرجان النور هي محاولة ازالة الصور النمطية التي اعتقد انها لدى الكثير من الاعلام الغربي عن الشرق الاوسط وشمال افريقيا .هناك الكثير من التقارير السلبية في الصحافة وهي شيء نشعر به ثقافيا وفنيا والمتاحف تستطيع تغيير ذلك النمط من الافكار والمفاهيم السلبية".
ومن السمات البارزة الأخرى للمهرجان قراءة الأدب وعرض أفلام وعرض كوميدي وفن الطهي.